عيناها سَما عابسَة ...



احمد الحمد المندلاوي
2023 / 3 / 24


# فصيدة من ديواني المفقود عن طفلة مظلومة عام 1970م – مندلي ديالى -العراق:


عيــونــُها كـــروحِهــا اليــائسَــة
مرميـَّةٌ أهدابُــهـــا النــاعـسَـــة

وربـطـــةٌ زرقــــــاءُ في رأسِهــا
كــلـَونِ عيـنـيـهـا سَما عابســـَة

حافيةُ الـرّجليــــنِ يـُرثى لـهــا
ويالـهـا مــن صــورةٍ بـائـسَــــة

فــالفــَقــرُ في شــحوبِها واضحٌ
لحـَدِّ أُذنيـهــا بــهِ طـامـســـــَة

مــدّتْ يَــداً للنـاسِ من فضّــةٍ
بــيـضــاءَ مــن غُلالــةٍ دارسَـة

أثــوابــُهـــا رغــم البلـى روعَـةٌ
قـد جـاءَ الحُسْنُ من اللابسَة

تــراقــِبُ المـارّيــنَ محــذورةً
صــامـــدة كـأنّــهــا فــارســـــَة

مذعورةً والرعـبُ في وجههـا
مثلُ مَهـا وسطَ الفـلا خـانسـَة

قلتُ لها والنفــسُ في حــيـرة
ماذا جرى أنـتِ هُنـا جالسَـة

هلْ أنتِ تمثال الهوىهاهُنا
على الطريقِ أنتِ أم حارسَة

أم نجمـةٌ خضراءُ ضاءَتْ لنــا
في ليـلـــةٍ عـاتــمــةٍ دامــسـَة

قولي بـربّ الكونِ أم أنــّــكِ
ريحانــةٌ في درِبـنــا يـابـسَـــــة


قولي لـنـا أم أنتِ في مأتــمٍ
للبؤسِ من مأساتنا الــدابســَة

ماخُلقـتْ كفّــاكِ يـــاحلوتـي
للمـــدِّ في الأســـواقِ يا آنسَة

ياليتني كنْتُ كثـــيرَ الغــِنـى
أكسوكِ خــزّاً وحلىً مائـســــَة

قالتْ وما فهمْتُ مــاقولُــــهـا
لكنّهــا كــانـَتْ بـشـي نـابـســَة

كـــأنّـــنــــا من حولِهــــا غابـةٌ
تغـورُ في أنفــاسِهــا القـارسَـــة

--
أبـصــرْتُ في أعماقــِهــا ثورةً
غضـبى على ظروفِهــا اليائسـَة
*****