لا تقدم بدون إمرأة حرة وواعية

وذلك يكون بتمرد المرأة على المجتمع الديني _ الذكوري حتى تتحرر نهائيا من قيود التراث البالي واالمتخلف فتربي أجيالا تعبد العقلانية والعلم والإنسانية وعندها فقط سنتقدم.مكانة المرأة ودورها في تطور المجتمع هام وهام جدا ويفوق بكثير دور الرجل خاصة في هذه المرحلة التاريخية لأنها تهتم في الغالب بتربية الصغار منذ النشأة الأولى وهم ورقة بيضاء فتغرس فيهم كل ما تحمله من أفكار وتقاليد تشربت بها من والديها ومن بيئتها ومحيطها دون تفكير وتمحيص وغربلة ونحن نعرف نسب البطالة والأمية المرتفعة لدى النساء وملازمتهم البيت وهكذا تكون المرأة العنصر الأساسي في تكوين الوعي العقلي والنفسي لدى الصغار وكما يقول المثل "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" .كما إن المنظومة الدينية المتخلفة تهتم كثيرا بالصغار وتغرس في عقولهم الغضة الخوف وكره الآخر والإنغلاق على الذات والتكفير والطاعة العمياء وتقديس التراث والماضي والابتعاد عن التفكير والجدل والنقد والتفلسف وحب العلم فتقمع حرية الفرد وخاصة الأنثى وتطلب منها طاعة الرجل وأن تتحجب ولا تذهب للعمل والدراسة وتبقى بالبيت لأنها عورة وجسدها مدنس ويثير شهوة الرجال.وهكذا يتم توظيف الكتاتيب والمنظومة الدينية باستعمال المرأة كوسيلة لتأبيد التخلف وإنتاجه بصفة مستمرة وفاعلة ولهذا بقينا مجتمعات أسطورية خرافية متشبثة بتراث بالي وحجر عثرة في طريق تقدمنا وتطورنا فليس بتقديس الماضي والعودة للقرون الوسطى ومنظومتها الفقهية والكلامية سندخل التاريخ المعاصر وعالم االحداثة بل سيكون ذلك بتقديس العلم والعمل والمعرفة وتحرير المرأة.