حملة أمنية واسعة على -المتحجبات



حزب العمال التونسي
2006 / 10 / 22

تشن السلطات حملة أمنية واسعة على "المتحجبات" في المعاهد والجامعات ومراكز العمل وأحيانا في الشارع لإجبارهن على التخلي عن لباس "الحجاب/الخمار". وقد تخللت هذه الحملة اعتداءات وإهانات ومضايقات وتهديدات استهدفت خصوصا اللواتي أبدين رفضا للانصياع لأوامر البوليس.

وبصورة موازية أطلقت السلطات حملة سياسية وإعلامية يقودها مسؤولون في الحزب الحاكم والدولة لتبرير الأعمال التي ترتكبها أجهزة البوليس وتقديمها على أنها مقاومة لـ "زي طائفي دخيل على العادات والتقاليد التونسية" و"حماية لمكاسب المرأة التونسية من الانتكاس".

إن حزب العمال الشيوعي التونسي:

1 – يدين هذه الحملة التي تمثل انتهاكا للحرية الشخصية ودليلا آخر على عجز نظام الحكم عن مواجهة القضايا التي تطرح في المجتمع التونسي بغير الأساليب الأمنية المتخلفة ومنع أي نقاش حر حولها.

2 – يؤكد أن ما يلحق الضرر الكبير بمجتمعنا اليوم ويسبب بروز العديد من الظواهر هو القهر والاستبداد السياسي والفساد والفقر والتهميش والبطالة والخواء الروحي والقيمي التي يتحمل مسؤوليتها نظام الحكم واختياراته، ومـــن دون معالجة هذه القضايا فإن القمع والمنع لن يزيدا تلك الظواهر إلا استفحالا.

3 – يعتبر أن الدفاع عن حقوق المرأة التونسية ومكاسبها لا يتم إلا في مناخ تتوفر فيه الحرية والديمقراطية ويتمكن فيه الجميع من إبداء الرأي والمشاركة في الحياة العامة وفي تقرير اختيارات البلاد الجوهرية.

4 – يطالب السلطات بالكف عن حملتها القمعية التي تستهدف "المتحجبات" واحترام حقهن في الدراسة والشغل والتنقل، وإلغاء المنشور عدد108 ويدعو كافة القوى الديمقراطية إلى مؤازرتهن، بشكل مبدئي وصارم.

5– يؤكد أنه وإن لم يكن من حق السلطة أن تقمع المتحجبات وتنال من حريتهن الشخصية فإن محاولة بعض رموز الإسلام السياسي في بلادنا تقديم الحجاب على أنه "فريضة دينية" أو أنه "اللباس الشرعي" أو "راية التقوى" أو "عنوان الهوية" أو "لباس العفة" واعتبار المتحجبات "عفائف البلاد" وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، هو منطق لا يقل خطورة على حرية النساء التونسيات من منطق القوة الذي يستعمله نظام الحكم لمقاومة الحجاب/الخمار. فهو يعتبر ضمنيا أن اللواتي لا يرتدين الحجاب "كافرات" و"غير مؤمنات" و"مُخلاّت بفريضة دينية" و"غير عفيفات" وهو ما يتضمن ضغطا معنويا بل تحريضا عليهن.

6 – إن من يدافع عن لباس الحجاب في إطار الحرية الشخصية لا يحق له أولا أن يقدمه كفريضة وثانيا أن يصدر أحكاما عقائدية أو أخلاقية على غير المتحجبات وثالثا أن يلازم الصمت على/أو يتواطأ مع ما يجري في بلدان كالسعودية وإيران وغيرهما من إجبار النساء على ارتداء الحجاب وعقابهن إن رفضن ذلك.

7 - إن من يدافع عن الحرية عليه أن يدافع عنها بشكل متماسك. فإن دافع عنها هنا، عليه أن يدافع عنها هناك، وإن أدان انتهاكها هنا، عليه أن يدين انتهاكها هناك، وإلا أصبحت الحرية لديه مطية لخلق ميزان قوى يمكّنه من تحويل الحجاب إلى لباس إلزامي لكافة النساء.

حزب العمال الشيوعي التونسي
14 أكتوبر 2006