امرأة قوية

سألتني مرة .. لماذا اطلقت علي لقب ، الملكة ، ؟! قلت لها دون تردد .. انت ملكة بين النساء .. لانك امرأة قوية واجهتي مسؤوليات كبيرة فوق طاقتك وتحملك في فترات من حياتك وتمكنت من الحفاظ على كيانك بقوة وصلابة وشجاعة . دون ان تضعي اللوم على احد . ومرت ايام تحملتي فيها الم العيش في ظروف قاهرة وعصيبة . ودفنت في غور نفسك مرضك اذا تمرضت وداويتي جروحك من غدر الزمان مع نفسك دون ان يطلع عليها اقرب الناس اليك .. ايتها الكتومة حتى مع الالم . لم تشتك من شظف العيش الذي كان يحيط بك كجدار اسمنتي صلب وثقيل على ايامك . وكم من المرات تنهارين ولكن تنهضين بقوة وصبر وايمان . ايمان بألله وبالمستقبل وبأحلامك . انت ، ملكة ، لانك وسط ذلك الكم الهائل من المسؤوليات تمكنت من تحقيق طموحك الذي راودك كحلم وردي يزورك كل ليلة ليشفع لك عن تلك الايام العجاف . لتحققي به ذاتك وتعتمدي على نفسك .. انت كطائر الفينيق يجدد نفسه من رماد احتراق جسده . هكذا انت ملكة توجت بتاج المرأة القوية والمثالية التي من ينبوعها استلهم النجاح والتفوق الذي ارتوى منه كل من يمت بصلة لها .. فهي حققت من اللاشيء شيئا له معنى في الحياة لاشخاص كانت جميع الظروف ضدهم ونجحوا بدعمها لهم . فهي حمامة وعصفورة تنشر البهجة والتفاؤل . اقول ان قوة الشخصية بالنسبة لتلك المرأة هي في قدرتها على أن تكون منارة للعلم والأدب وصاحبة حضور قوي في المجتمع، ولها قدرة على أن تقول كلماتها دون خوفٍ من أحد . وشجاعتها تنبع في تحديد هويتها، ومعرفة من هي، وما تؤمن به، وإلى أين تريد أن تذهب. وهي انثى قوية تخفي حبها داخلها، لا يمكن أن تظهره حتى للحبيب، والحب الموجود فيها عظيم لو قسمته على الكون لفاض. هنالك مقولة للاديب الفرنسي بلزاك يقول فيها .. المرأة أقرب الكائنات الى الكمال . . إنها وسط بين الرجل، والملاك . . فهي جعلت من بعض الرجال يشعرون بكيانهم .