العرف العشائري واضطهاد المرأة العراقية

يتجسد العرف العشائري في الهيمنة الذكورية في المجتمعات العربية بصورة عامة والعراقية بصورة خاصة والذي اخذ مداه الواسع في الانتشار ، وفرض سيطرته القبليه على تحجيم دور المرأة في كافة المجالات وخاصة مجال العمل ،فمن غير الطبيعي ان تواجه بعض المهن الطبيه على سبيل المثال لا الحصر رفضا لعمل المرأة في هكذا مجتمعات على الرغم من الحاجة الماسة والملحة لهن في الوقت الحاضر فالمجتمع العراقي لا يخلو من الازدواجية في حين ان الاب يرفض ان تدرس ابنته الطب يرفض ان يعالجها طبيب ، هذا مثال يجسد ما تعيشة المرأة العراقية من نظرة مجتمعية دونية ، ولا يقتصر هذا الاضطهاد على العمل وانما يتجلى في واقعها الانساني كالزواج الذي ياخذ الحيز الاكبر في هذا الجانب ،حيث تذهب الكثير من النساء العراقيات ضحية للزواج الفاشل والزواج المبكر والى القتل بسبب الاعراف العشائري وما لها من تحديد لمصير المرأة ، كل ذلك جعل من المرأة كائن عاجز معزول غير قادر حتى على اعالة نفسه وخاصة في المناطق الجنوبية ، فشتان ما بين قانون شرع وحرص واعطى حقوقآ للمرأة سواء كانت مواطنة او زوجة او أم او أخت وجعلها انسانا متكامل لا يفرق عن الذكر بشئ وما بين الواقع الاجتماعي الذي همشها وشوه صورتها وقلل من قيمتها …
نحتاج الى اعادة بناء المفاهيم والمبادئ الخاصة بأحترام المرأة وضمان حقوقها والحد من ما يسمى الاعراف العشائرية التي سفكت ولا زالت مستمرة بحقوق المرأة ومعاملتها كأنسان خلقه الله حر وله حقوق وواجبات وابراز قيمتها الاجتماعية ولا يكون ذلك الا بوجود منظمات داعية ومحتضنه لهذه القضية تعمل على نشر الوعي لهذا الجانب