نقاب من هذا؟ ولماذا تلبسينه أصلا؟



هودا آدم
2023 / 4 / 16

في إحدى المرات أتت أختي لزيارتنا، كنت أنا أول من استقبلها وعند الباب تفاجأت بابنتها مرتديةً النقاب! كان عمرها لا يتجاوز 7 سنوات. انصدمت عاجزةً عن السلام أو الكلام، ثم انهمرت عليها بالأسئلة، من جعلك تلبسينه؟ ونقاب من هذا؟ ولماذا تلبسينه أصلا؟

‏أتذكر حينها كنت لا أستطيع الكلام من شدة الغضب، الغضب من أن جسد هذه الطفلة "مُشتهى" لكل مريض ويجب أن يُغطى بالكامل!

‏كنت أتناقش معها وأحاول أن أُفهمها أنها ليست تجربة رائعة وأن النقاب لا يُمثّل المرأة الحرة التي تريد أن تعيش حياتها.

‏عندها سألتني؛ كيف هو شكلي عندما أكبر؟ (مو مثلك أنتِ وأمي!وكلكم لابسين نقاب؟) قلت لها بكل جدية شكلي هو ما ترينه الآن، كما هو وليس كما ترينه خارج المنزل. سمعت أمي كلامي وشعرت بأني أُشكّل خطر عليها وقالت: (تبغي تصير زيك محد يقدر عليها؟).

‏بكل غضب سألتها بمن تريدون أن تزوجوها؟ هل هناك أحد يشتهي جسد هذه الطفلة؟ لماذا تريدون أن تحظى بتجربة النقاب بهذا العمر وتقولون برغبة وإرادة منها؟

كل ما أراه هو شيء لا أخلاقي عن جسد طفلة يتم تغطيته من أجل إنسان مُتخلّف عايش في زمن سحيق، وأنتن تدافعن عن أفكاره ومعتقداته حول أجسادنا!

‏جلست أختي عندنا لمدة أسبوع وطوال هذا الأسبوع وأنا أفتح نفس الموضوع. كنت أنتظر أن أكون معها لوحدنا (ابنة أختي) حتى نستطيع الحديث دون تدخّلٍ من أحد. وأقنعتها بأن نرمي النقاب دون أن نخبر أحد.. رميت النقاب وأتى موعد ذهابهم، كانت أختي تبحث عن نقابها ونقاب ابنتها، ولم تجد سوى نقابها هي.

‏منذ ذلك الحين لم أرَ ابنة أختي تلبسه لا هو ولا العباءة، وأصبحت دائما تجلس بقربي لتسمعني، لأني كنت الصوت المختلف في ذلك المنزل، وأعتقد أنها ستكون الصوت الأكثر اختلافًا وحريةً في المستقبل.. أتمنى أن تكون بخير وأن تنجو من تخلّف أفكار وعقول ذلك المجتمع.