بمناسبة اليوم العالمي للصحافة ...الاحتلال يمارس أقسى الانتهاكات بحق الصحفيين



علي ابوحبله
2023 / 5 / 3

المحامي علي ابوحبله
يعدّ الثالث من أيار/مايو بمثابة الضمير الذي يذكر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف على قضايا حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية. ولا ننسى أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يعدّ كذلك فرصة للوقوف إلى جانب وسائل الإعلام الملجومة والمحرومة من حقها بحرية الصحافة ومساندتها.
ويعدّ هذا اليوم أيضاً فرصة لإحياء ذكرى أولئك الصحفيين الذين قدموا أرواحهم فداءً لرسالة القلم.اليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام 2023 – تتضمن فعالياته تنظيم اليونسكو فعالية خاصة للاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإعلان يوم دولي لحرية الصحافة، وتقام هذه الفعالية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهي تتضمن أنشطة تمتد طيلة اليوم في المقر في الثاني من أيار/مايو، وقد دُعي مختلف الشركاء من وسائل إعلام وأوساط أكاديمية ومجتمع مدني إلى تنظيم فعاليات في نيويورك وفي جميع أنحاء العالم .
وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضرورة أن تتوقف التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين واحتجازهم وسجنهم بسبب قيامهم بعملهم، مؤكدا أن العالم يقف إلى جانب الصحفيين في سعيهم إلى الدفاع عن الحقيقة.وحذر السيد أنطونيو غوتيريش- في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة- من أن حرية الصحافة "تتعرض للهجوم في كل ركن من أركان العالم"، مشيرا إلى أن الحقيقة مهددة بالمعلومات المضللة وخطاب الكراهية "وكلاهما يسعى إلى طمس الفرق بين الحقيقة والوهم، وبين العلم والمؤامرة"
.ودعا إلى وضع نهاية للأكاذيب والمعلومات المضللة ووقف استهداف الحقيقة ورواة الحقيقة.وتحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة سنويا في 3 أيار/مايو 2023. ويصادف احتفال هذا العام اﻟذﻛرى اﻟﺳﻧوﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﯾن لليوم العالمي لحرية الصحافة.وقال الأمين العام إن هذا اليوم العالمي شكل على مدى العقود الثلاثة الماضية فرصة يحتفل فيها المجتمع الدولي بعمل الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هذا اليوم يسلط الضوء على حقيقة أساسية "ألا وهي أن حريتنا تعتمد في كليتها على حرية الصحافة".فحرية الصحافة، وفقا للأمين العام للامم المتحده ، هي أساس الديمقراطية والعدالة التي يجب أن تسود "إنها تمنح كل واحد منا الحقائق التي نحتاج إليها لتكوين آرائنا والمطالبة بحقوقنا.
وكما يذكرنا موضوع هذا العام، فحرية الصحافة هي الشرط الذي لا مندوحة عنه لإعمال حقوق الإنسان".وأشار إلى أن ازدياد تمركز وسائل الإعلام في أيدي قلة قليلة والانهيار المالي لعشرات المؤسسات الإخبارية المستقلة، وزيادة القوانين واللوائح الوطنية التي تخنق الصحفيين، كل ذلك يزيد من تضييق طوق الرقابة ويهدد حرية التعبير.
وحذر السيد أنطونيو غوتيريش من أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يُستهدَفون بصورة مباشرة أثناء قيامهم بعملهم الحيوي، سواء أكان ذلك على الإنترنت أم خارج نطاقها. "ولقد غدا تعرضهم للمضايقة والترهيب والاحتجاز والسجن أمورا اعتيادية". وأضاف قائلا:"قتل ما لا يقل عن 67 من العاملين في مجال الإعلام في عام 2022 - وهي زيادة مدهشة بنسبة 50 في المائة عن العام الذي سبقه. وتعرض ما يقرب من ثلاثة أرباع الصحفيات للعنف على الإنترنت، وتعرضت واحدة من كل أربع صحفيات للتهديد الجسدي".وقال الأمين العام إن الأمم المتحدة وضعت قبل عشر سنوات خطة عمل بشأن سلامة الصحفيين الهدف منها هو حماية العاملين في وسائل الإعلام ووضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحقهم، داعيا العالم- بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وفي كل المناسبات التي يحل فيها- إلى أن يتحدث بصوت واحد للتصدي لتلك الجرائم.في حين كان يُنظَر إلى حرية التعبير والخصوصية، في زمن ما قبل الإنترنت، على أنّهما مترابطتان ببعضهما البعض فقط عندما ينقل الصحافيون أخبارًا عن شخصيات عامة بإسم الحق في المعرفة، لا ينفك ترابط هذين الحقّيْن ببعضها البعض يزداد أكثر فأكثر.
ويعكس هذا الترابط نماذج الأعمال الرقمية، وتطوير تقنيات مراقبة جديدة، وجمع البيانات، وحفظها على نطاق واسع. وتشكّل التغييرات مخاطر من حيث الانتقام من العاملين في مجال الإعلام ومصادرهم، ما يؤثر على الممارسة الحرة للصحافة .
في دولة فلسطين المحتلة تتواصل الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين والحريات الإعلامية، فقد واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها في قمع الصحافيين والتضييق عليهم واستهدافهم إما بالقتل كما حصل مع الصحفية شرين ابوعاقله التي استهدفت برصاص فناص من قبل جنود الاحتلال وغيرها الكثير أو الاعتقال والسجن وأكثرها إيلاما الاعتقال الإداري إنّ سلطات الاحتلال، تنتهج جملة من السياسات لتقييد حرّيّة الرأي والتعبير، واعتقال الصحفيين والنش طاء في محاولة مستمرة، لتقويض دورهم المجتمعيّ، والثقافيّ، والسياسيّ، ومنعهم من الكشف عن الجرائم المستمرة بحقّ الفلسطينيين، وذلك من خلال الملاحقة المستمرة، والاعتقال المتكرر، والتهديد، والاعتداءات المتكررة في ميدان العمل.
فيما تتواصل حملات إغلاق وحظر صفحات التواصل الاجتماعي تحت حجة مخالفة المعايير للنشر بهدف خنق الحريات ومنع المواطن عن التعبير عن راية ويعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة وسيلة لتعريف المجتمعات، بما يتعرض له الصحفيون من قتل، واعتقال، وانتهاكات لحرية الرأي والتعبير، كذلك فهو يؤكد أن الصحافة الحرة هي عنصر مهم لبناء مجتمع ديمقراطي من أجل الحفاظ على التنمية المستدامة.
واختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" الثالث من أيار يوما عالميا لحرية الصحافة، لإحياء ذكرى اعتماد إعلان "ويندهوك" التاريخي، خلال اجتماع للصحفيين الأفارقة في ناميبيا في ذات اليوم من عام 1991.وينص ذلك الإعلان أنه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال إيجاد بيئة إعلامية حرة ومستقلة، تقوم على التعددية، كشرط مسبق لضمان أمن الصحفيين، أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا.وتشير اليونسكو إلى أنه يجري في اليوم العالمي لحرية الصحافة التأكيد على المبادئ الأساسية، وتقييم حال حرية الصحافة في العالم، إضافة إلى الدفاع عن الإعلاميين ووسائل الإعلام ضد الانتهاكات التي يتعرضون لها، وضد انتهاك حريتهم، كذلك الإشادة بالصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في سبيل إيصال رسالتهم وتأدية واجبهم.