فلنحاكم جميعا رجلا وامراة يدا في يد هذا الواقع الطبقي الداعر



عبدالرحيم قروي
2023 / 5 / 3

الحب والمبدأ والمسؤولية والتسامح ونكران الذات. والنقد الذاتي كلها خصال المناضلين الصادقين والمناضلات الصادقات خصوصا لما تجمعهم أسرة وسقف واحد ومصير واحد إضافة الى المصير المشترك الذي يؤم كافة ضحايا المجتمع الطبقي بكل تناقضاته والذي يئن تحت موروث ثقافي يضرب في أعماق التخلف مما يحتم علينا وضع كل الشروط الموضوعية المحيطة بنا من حرمان وإحباط ومعاناة يومية وظروف عمل ووسط منافق حربائي وتطلعنا الى بديل حضاري راق في ظل التراجعات الخطيرة التي تعرفها كل الإطارات السياسية والنقابية والجمعوية.ولاشعورنا ينوء تحت ثقل كل هذه المظاهروالتناقضات الكمية التي تحدد الكيف الذي يقفز في لحظة غضب أو زلة لسان أوأي سلوك غير سليم .إن الأخد بعين الاعتبار بكل هذه الظروف القاهرة يحتم علينا أن نكون أكثر تفهما وأكثر تسامحا وأكثر سخاء وأكثر عطاء وأكثر تعاونا لتجاوز الصعاب وتجاوز الأزمات فلا ضير أن ننفعل إلى درجة أن يفقد الفرد صوابه ويسب العالم كله بما فيه الذات المنفعلة. وما بالك بأعز الناس خصوصا شريك الحياة . فكثيرا من الأحيان بسبب كل تلك الضغوط . قد يسعى الفرد إلى تدمير الذات بما فيه التفكير فيما لاتحمد عقباه في اللحظات القوية من الانفعال . فبالتروي والتفهم والتأني والانفتاح والتسامح والحب والمودة والرفاقية والتشارك إضافة الى المصير المشترك وعشق الحياة والتشبت بمظاهر الجمال والطموح والإدراك لحقيقة أن حل جميع المشاكل كمصدرها .لايكمن في دواتنا بل يكمن في تغيير الشروط الموضوعية التي تصنع دواتنا .ولكن لاننسى أن النقد الذاتي عملة ناذرة في هذا الزمن العاتي .وخصلة سامية تهدف الى تجاوز المعيقات وطرح البديل السليم من موقع صادق وإلا فإننا لن نراوح مكاننا ونتطور وتتطور علاقاتنا سواء على مستوى الرفاقية كمناضلين أو داخل أسرنا التي تعتبر الخلية الأولى لمشروع المجتمع الذي نطمح إليه إدا استعملنا من النقد والنقد الذاتي مجرد ذريعة لتبرير أخطائنا وتصيد أخطاء الآخر بدافع ذاتي أناني لايلبث أن يكرر السلبيات.فتحية للرفيق على شجاعته وصدقه وأخلاقه النضالية وأكبر التحيات للرفيقة والزوجة والشريكة والجميلة والحنونة والمتسامحة وأم الأبناء ناشئة المستقبل الذي نسعى إليه والذي هو مصدر معاناتنا.راه المناضلين الصادقين بالفعل وليس فقط بالقوة "قلال ما فيهم ما يتقسم" .لن يفوتني أن أذكر فقط أن المرأة تحمل من وزر الحياة ضعف ما يحمله الرجل في مجتمع طبقي ذكوري متخلف . فمسؤولية البيت والأطفال إضافة إلى الضغوط المادية والنفسية....... هذا إذا أضفناه الى القهر الجمعي الذي يمارس عليها في جميع المجالات . يحتم على المناضل تقدير الأنثى بداية بشريكة الحياة.والتضامن معها من أجل أن تتقوى أكثر لتساهم بشكل جيد كما هو معروف . وكما أهلتها الطبيعة لذلك من قوة التحمل والإصرار والشجاعة والإخلاص.....فرفقا بالأنثى فهي كشجرة الورد . كلما منحناها حبا واهتماما ومؤازرة كلما منحتنا جمالا وحياة وقوة وأملا في المستقبل.فلنحاكم جميعا هذا الواقع الرديئ والداعر عوض محاكمة بعضنا وأنفسنا . ويدا في يد لتجاوز الصعاب والمعيقات التي يضعها المجتمع الطبقي والموروث الثقافي المتخلف كحواجز تعيق مسيرتنا نحو التطور الطبيعي للحياة. ويدا في يد من أجل مجتمع راق جميل ورائع تنمحي فيه كل مظاهر الاستغلال .