الأنثى ثورة إن أعدّت ونقمة إن دمرت



عبدالرحيم قروي
2023 / 5 / 4

هي الأنثى الجميلة والمناضلة والعاشقة والمبدعة والبانية لصرح العالم والخالقة للحياة والأوفر إنتاجا والأكثر استغلالا وإهدارا للحقوق فلا تقزموا قضيتها في يوم واحد من السنة .فهي كل السنة .هي إكسير الحياة وعطر الزمن . فكفانا تزييفا ونفاقا كفانا تجميلا وتزيينا وتنميقا للعبودية باسم الليبرالية وحقوق الانسان المغشوشة لتسهيل إدارة الاستغلال. هي لست دمية كما تهيؤونها . وتهينيونها في إخراج وقح وسخ خبيث للعالم .هي الرفيقة والصديقة والحبيبة والحالمة والزوجة والأم والعاملة والفلاحة والحطابة والكسالة وبائعة الهوى على حساب الكرامة من أجل سد رمق فلذات كبذ تنكرتا لهم باسم الأخلاق المزيفة ورمينهاهم كالقمامة.هي الصبانة هي العاملة في الأقبية السرية بدون ضمان ولا حقوق ولا أبسط شروط السلامة بأجر زهيد لايكاد يسد رمق يوم واحد .هي أجيرة العمل الزراعي الشاق والمضني مقابل دريهمات لاتدفع عنها ضنك الحياة وشظف العيش . هي من يتحرش بها المدير والباطرون والشاف ويبتزها مفتش الشغل وتتعرض للضغط النفسي والمادي والمعنوي. هي من تنكل بها الزوجة ويغتصبها الأب ويتناوب عليها الأبناء ويكوى جبينها وجنبها درءا للفضيحة وإفلاتا من العقاب . فيتآمر عليها الكل بدأ بالقضاء والجمعيات الصفراء وتتسوق بقضيتها إطارات النفاق . هي من تستغل في الحملات الانتخابية ذرعا تصويتيا لشرعنة الاستبداد. هي من تطبل بها القوادات السياسيات وتزمر نشوة بالفصل 19 لتبييضه باثر رجعي كفصل للعار . هي من يشطرها الى أنصاف حلول ويشوه هويتها ليحولها الخطباء في مؤسسات الأنظمة الاستبدادية القروسطية المغلفة بشعارات الحداثة الى مجرد رقم باسم المناصفة . هي المرأة هي الثورة رغما عن أنف كل الرجعيين وكل المنافقين من الليبراليين وأشباه المناضلين . وكل المتاجرين بقضايانا الجماهيرية الأساسية جنبا الى جنب الرجل من أجل التغيير الحقيقي . تغيير علاقات الإنتاج المبنية على الاستغلال الفاحش وتحرير مجتمعنا من التبعية للدوائر الامبريالية ناهبة خيرات الشعوب وناشرة الحروب والتطاحن من أجل السطو والسيادة على العالم.