تحرر المرأة في العراق والمنطقة مرتبط بالتحرر من هيمنة النظام الرأسمالي



نساء الانتفاضة
2023 / 5 / 21

يرتبط تحرير المجتمعات ارتباطا وثيقا بتحرير المرأة، وان تحرر المرأة لا يتم الا بالخلاص من الأنظمة الطبقية الرأسمالية، ليتحرر بذلك المجتمع بأكمله من سيطرة الطبقة الرأسمالية ونظامها السياسي الإسلامي والقومي القمعي الفاسد اذا تحدثنا عن العراق ومنطقة الشرق الاوسط.

تعاني النساء الكثير في منطقتنا ذات المجتمعات الذكورية المتسلطة في ظل سيادة خطاب ديني ظلامي يكرس دونية المرأة ويدعم احساسها بالعار لمجرد انها انثى، وهو العار الذي يتعين التستر عليه بإخفائها في المنزل واعتزالها الحياة الاعتيادية وجعلها مجرد تابع، وحصر دورها بالاقتصار على خدمة الرجل في المنزل وتحديد وجودها في أدوار معينة لا غير.
حتى ان الثورات والانتفاضات تخاض من قبل فئة معينة ودائما ما كان قادتها ومحركيها هم الرجال دون النساء، الا في حالات قليلة كما هو الحال ما حصل مؤخرا في ايران، ولهذا الامر اسبابه التاريخية المتعلقة بتراكمات عقود من القمع والكبت والاذلال.
ان انتصار الاشتراكية وتحقيقها غير قابل للإنجاز من دون انتصار قضية تحرر المرأة، لذا يجب ان توجه الثورات والانتفاضات ضد الأنظمة البرجوازية القمعية ككل، بما فيها من امتهان للنساء، وليس فقط ضد حاكم جائر لكون ذلك ليس كافي لنيل الحقوق وانتصار القضية.

لعبت المرأة دورا كبيرا داخل انتفاضة أكتوبر عام 2019 في العراق، لكن قضية مساواتها وتحررها لم تكن مطلبا رئيسيا داخل اوساط المنتفضين، لذلك خسرت الانتفاضة احدى اهم ركائز نجاحها، وعليه فإن اي حركة احتجاجية او انتفاضة مستقبلية ناجحة مرهونة بتطور الحركة النسوية المتبنية لقضايا الجماهير، وعليه فلا يجب ان تكتفي النساء بأدوار ثانوية عندما تخرج الى المظاهرات؛ بل عليها ان تتقدم لخطوط المواجهة الامامية مشكلة بذلك حركة ثورية تعبر عن طموحات نصف المجتمع، مرددة الشعارات والهتافات قائدة للمسيرات الجماهيرية صادحة بصوتها الثوري تكتب وتبدي اراءها في الاعلام بكل تحدي واقدام بالضد من الأنظمة الاستبدادية الحاكمة التي تحاول اخماد صوتها، وهي بذلك تكون قد خاضت خطوات اخرى تدفع قضية المرأة في مشوارها النضالي، وتساهم في دفع الحراك الثوري إلى الأمام.

بات من الضروري اليوم ومن اجل انتصار قضية المرأة ان تتوحد وتلتئم الحركات النسوية التحررية مع الحركات العمالية والاشتراكية المنادية بالحرية والمساواة والتصدي للأنظمة الرأسمالية البرجوازية التي اذاقت البشرية الويلات والمأسي.

وهذه الخطوة تعتبر أساسية للخلاص من الجرائم والمعاناة التي اثقلت كاهل النساء في مختلف المراحل التاريخية، ومن اجل مساواة المرأة وحريتها وإلغاء جميع القوانين المناوئة لها. بالإضافة الى تامين حق الحياة للمرأة وضمان عيش آمن بعيدا عن سطوة المؤسسات والأعراف والتقاليد الرجعية، وكذلك تامين العمل والضمان الاجتماعي، جميعها لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع دون ربط قضية المرأة بقضية التحرر من هيمنة البرجوازيات الحاكمة في مختلف البلدان بالانصهار مع حركات الأحزاب الاشتراكية الثورية.

اسيل سامي