أنامل تنسج أنوار آلقمر



عبد الله خطوري
2023 / 6 / 5

كمَا يَستلُّ آلسَّامورايُ نَصْلَه آلأثيرَ جعلتْ أناملهن تنسج أنوار آلقمر تنثر آلألوان في مساحات فارغة في بدن آلمنسوج تنتشل غصصَ روح هائمة من هلاوسها آلمتكدسة .. ذاك هو الانطباع الذي يساورك وأنت تدخل بسلام بيوتات البلدات العريقة الضاربة في القدم، التي سهرت المرأة في رحابه على ترميمه تبليطه وتنظيفه وتزيينه بما توفر من وسائل بسيطة يمكن القول عنها بدائية؛غير أنها نتيجة حتمية لحب المكان وقوة العزيمة في التشبت بمجالاته الداخلية الى درجة التوجدن والتماهي ومكوناته بأجزائها وتفاصيلها المتنوعة .. إنها أنامل نسائية لم تدرس مطلقا في مدرسة لم تتدرب لم تتعلم لم تحارب أمية لم تقرأ كتابا لم تعرف معنى آلفنون وتجارب التشكيل .. إنها مواهب الفطرة، إبداعات السليقة النابعة من ذروة البساطة لا غير، فلذة البداهة، أشلاء الطبيعة الحية، دقة التركيز، دقة المهارة وآختزال الفطنة في لحظة واحدة آسمها الإحساس بالحياة وكفى .. إنها مثال للتعالق الأنثوي المعاند الإيجابي الفعال وعناصرَ الطبيعة، مثال لحُب الاستمرار والإصرار على البقاء ومقاومة الإفناء والفناء والعض على نواجد الأمل والتفاؤل وشغف حب آلحياة في إطلاقها في آنطلاقتها التي بلا قيود بلا ضفاف، مما يجعلنا نعاين فضاء ورشات نسائية باذخة آلألوان في آلبيوت آلعريقة في بلدات آلأعالي تريح أعين الزائرين المثقلة بأوباء نظم الاستهلاك الفجة .. هي ألوان مبدعات الأعالي المازيغيات يا سادة، اللائي آخترن أن يتربعن على عروش بيوتهن بعزة وكبرياء وصمت يكابد عنت الصعاب بآبتسامة شفيفة فيحاء دون كلل أو برم يعانين .. نعم .. لكن لا يبالين ...

☆إشارات :
١_من منتوجات أنامل نساء الأعالي : ما يعرف : ● أحَنْديرْ تاحَنْديرْتْ بالعربية الحنبل عبارة عن زربية مزركشة مزينة بألوان طبيعية مأخوذة من نسغ ألوان زهور البراري تطحن وتعصر تخلط بمواد أخرى أصيلة لا وجود للكيماويات بها توضع في أوعية يغطس بها صوف الأغنام لمدد معينة تستخرج منه خيوط رفيعة بألوان الطيف فاقعة غامقة شفافة تصاغ بها أشكال هندسية يدوية مستطليلة مربعة مثلثة دائرية مستقيمة معقوفة متشابكة منفصلة متسقة منسجمة .. تتنوع آستعمالات الحنبل ونظراؤه من الزرابي التقليدية ما بين أغطية وأفرشة وتزيين الجدران و الممرات وغير ذلك ...
● وهناك ما يعرف ب(تَاحْلاسْتْ) وهو آسم أمازيغي يسمي به هذا النوع من الزرابي مناطق امازيغية كثيرة، لكن الزربية الوراين (تاحلاست نايت وراين) تتميز بخصوصية خاصة تطبعها ببصمة وراثية تميزها عن غيرها من زرابي الأمازيغ وباقي القبائل العربية، وهي تنسج من خيوط الصوف البيضاء كمساحة مهيمنة على الزربية تتخللها خيوط سوداء رفيعة تتخلل تخرق مساحة الصوف البيضاء المستخرجة من صوف الأغنام .. وهذه الزربية العاكسة لهوية آيت وراين هي تجل من تجليات المنتوج النسائي في حرفة النسيج اليدوية المتوارثة عن الأسلاف تتناغم أشكالها وألوانها مع المجال البيئي الطبيعي الحيوي للمنطقة، فتاحلاست تتميز بخشونتها وثقلها وسمكها الرفيع لا لشيء الا لتؤدي وظيفة حيوية تقي مستعمليها من وطأة برودة الطقس في فصل الشتاء و ووقع قر الثلوج التي تتهاطل على قمم بويبلان وتازكا وأهرمومو لمدد طويلة.