ميا خليفة والأباحية المحجبة!


طلال الربيعي
2023 / 6 / 15

بحكم تخصصي في علم وطب الجنس, استوقفني أخيرا مقالا يعالج موضوعة استخدام النقاب من قبل ممثلة الأفلام الإباحية الشهيرة من أصل لبناني ميا خليفة Mia Khalifa. كاتبة المقال, مدّرسة ثانوية في لندن ومنقَّبة, Nadeine Asbali, تعترض على سلوك خليفة وتعتقد انه يشكل إهانة لمعتقدات وقيم المرأة المنقبة او المحجبة. ولكنها لا تلوم خليفة على استخدامها النقاب, في فيلم واحد على أقل تقدير, وتعتقد ان المشكلة لا تكمن في خليفة بل في فشل الحركة النسوية العالمية في توفير فضاء مناسب او كاف للمرأة المُنقَّبة. الموضوعة الرئيسية, بتقديري, هي ليست الوقوف مع خليفة او ضدها, فهذا لن يكون سوى مشروعا عبثيا ومقزَّما لأنه سيتعكز على مفاهيم قياسية او أخلاقية لا تعني سوى ابدال ديماغوغية بأخرى. الموضوعة المهمة هي: هل ان كشف الجسد او تغطيته يعني شيئا لتحرر المرأة, او, بكلمات اخرى, لماذا إن الجسد المغطى او المُحجب او نقيضه الجسد العاري هو اكثر قدرة على منح المرأة صوتا في كتابة سرديتها التي لا تغمط لا الجسد و لا الجنس حقهما, وهذه الطبع ليست مسألة ستاتيكية بل متغيرة دوما؟ خليفة تعتقد إن تحكم المرأة في جسدها, وبالتالي امكانيتها باداء-تمثيل الأفلام ألإباحية, يعني قدرتها على ان تعيش نفسها ككائن حي-جنسي له الحق تماما, ككل البشر, كما يؤكد مؤتمر هونغ كونغ لعلم الجنس الرابع عشر عام 1999, بالتمتع بالجنس او ممارسته.
Fourteenth world congress of sexology
https://www.tandfonline.com/doi/pdf/10.1080/02674659908405423
(لم يفرّق المؤتمر بالجنس أمام الكاميرا او خلفها او بدونها), ولكن هذه موضوعة لا يبدو إنها لها علاقة, مباشرة على الأقل, باستخدام النقاب من عدمه من قبل ممثلة أفلام أباحية أثناء أداءها.
بالطبع هنالك من سيعترض (وهنالك كلمات اقوى بكثير من الاعتراض ولكنها ستغير الفحوى كميا فقط وليس كيفيا) على خليفة خصوصا, او الأفلام الإباحية عموما, ليس فقط بخصوص استخدام النقاب, وذلك بحجة (كما تزعم العديد من النسويات, ولا اعتقد ان رائدة الحركة النسوية, ورفيقة سارتر, سيمون دي بيفوار ستكون من احداهن), إن هذه الأفلام تشيئ المرأة. ولكن ماذا عن الرجل-ممثل الأفلام الإباحية؟ أم إن الرجل, على عكس المرأة, لا يمكن تشييئه لأسباب غير معروفة لدي سوى إنها تشكل وجها آخرَا من اوجه معاداة المرأة misogyny-النسويات معاديات للنساء! وما بعد الحداثة, التي تزعم بأنها تلميذة نجيبة لنيتشه, تفشل في احتواء او ترويض هذه المعاداة, بل انها لربما تشرعنها, وهذا قد يشكل احدى ازمات ما بعد الحداثة وتهافتها, وان كان هذا لا يعني ضرورةً موتها او الدعوة الى ايماتتها.
فموقف نيتشه من المرأة (وممثلة الأفلام الإباحية, بالجنس او الجندر, هي امرأة ومن يستطيع إثبات العكس عليه الأتيان بالبرهان), رغم تناقضه بعض الشيء, تلخصه إيدا فون مياسكوفسكي زوجة الاقتصادي أوغست فون مياسكوفسكي، الذي درّس في جامعة بازل. بين عامي 1874 و 1876 كان لنيتشه علاقات وثيقة مع عائلتها. في مذكراتها عن نيتشه، التي نُشرت بعد سبع سنوات من وفاته، تلاحظ إيدا فون مياسكوفسكي :
"في الثمانينيات (من القرن التاسع عشر. ط.ا)، عندما ظهرت كتابات نيتشه اللاحقة التي تحتوي على بعض الكلمات الحادة التي غالبًا ما يتم اقتباسها ضد النساء، أخبرني زوجي أحيانًا مازحًا ألا أخبر الناس بعلاقاتي الودية مع نيتشه، لأن هذا لم يكن ممتعًا للغاية بالنسبة لي. كانت مجرد مزحة. زوجي، مثلي، احتفظ دائمًا بذكريات ودية عن نيتشه [···] كان سلوكه تجاه النساء على وجه التحديد حساسًا للغاية وطبيعيًا ورفاقًا، لدرجة أنني حتى اليوم في سن الشيخوخة لا يمكنني اعتبار نيتشه محتقرًا للمرأة."
مقتبس من
Conversations with Nietzsche: A Life in the Words of His Contemporaries
https://www.amazon.com/Conversations-Nietzsche-Life-Words-Contemporaries/dp/0195067789
P. 52
وتكتب كاثلين ميرو: "استعارات نيتشه عن" المرأة "- بعيدًا عن كونها كارهة للنساء - تكشف عن" امرأة " إيجابية. إن استخدامه لهذه الاستعارة يخل بشكل جذري بالمفاهيم التقليدية للعلاقة بين الذكر/ الأنثي لأنه يزعزع "حقيقة" الميتافيزيقيا (ثنائية الحنس من ذكر او انثى تُحدد على ستة مستويات بيولوجية والأعضاء التناسلية هي احدها فقط. كما إن الجندر هو ليس الجنس بيولوجيا. ط.ا). أزعم أن استعارة "المرأة" أساسية لهجوم نيتشه على الفلسفة التقليدية ومفاهيم الحقيقة."
Nietzsche Nietzsche s "woman" : a metaphor without brakes
https://pdxscholar.library.pdx.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=5109&context=open_access_etds
إذن, يمكن القول, إن مفهوم الحقيقة هو, الى حد بعيد, وثيق الارتباط بهذه الثنائية أو بالأحرى بتفكيكها.
ولكن الاعتراض مفهوم أيضا اذا نفينا حقيقة إن الأفلام الإباحية هي تمثيل وليس المطلوب من المؤدين إظهار مشاعرهم تجاه احدهم الآخر, والتمثيل هو تمثيل في الافلام او على المسرح. ولربما ان الافلام الاباحية هي بريختية اكثر من غيرها-نسبة الى مسرح التغريب للمسرحي الماركسي برتولت بريخت.
Bertolt Brecht’s Fascinating Epic Theatre Theory
https://thedramateacher.com/bertolt-brechts-epic-theory/
(أليس تغريب تغريب (التكرار مقصود) المتفرج هو صنوا لقانون نفي النفي الماركسي-هيغلي؟)
ولكن إن المُعتقد بكون ممثلة الأفلام الإباحية هي موضوع جنسي لا اكثر هو ليس اختزاليا فقط, بل ومعاديا, مرة أخرى, للمرأة او ذكوريا. اختزالي لأنه يساوي بين المرأة/الإنسان ومهنته(ا) (نعم اعلم تمام العلم إن السلفيين او "المتنورين!"سواء بسواء في منطقتنا سيضربون او ينطحون رؤسهم بالحائط عند قراءتهم كلامي هذا! إذن فلينطحوا ما شاؤوا النطح فهم أحرار في رؤسهم أو أجسادهم حالهم حال مؤدي الأفلام الإباحية).
وهي معادية للمرأة لأن النقمة توجه في اغلب الأحيان ضد مؤدية الافلام الاباحية اكثر من توجيهها ضد المؤدي.
ولكن (تكرار "لكن" هنا لأن محاورة الشيطان هي المحاورة المجدية فقط) هل علينا أن نغض الطرف عن النفاق الاجتماعي في منطقتنا العربية-اسلامية؟ لا اعتقد! فمنطقتنا على الرغْم من طغيان المد الديني-الشعائري او غير الشعائري هي من اكثر المناطق مشاهدة للأفلام الإباحية:
"كشف محرك البحثPornMd المتخصص في البحث عن الأفلام الإباحية أن العرب يسيطرون على معظم المراكز الـ10 الأولى، بل تسيطر الدول الإسلامية على 6 من المراكز الـ10 الأولى، ومنها دول تعتبر «متحفظة» وتطبق الشريعة الإسلامية في الحكم، كالسعودية وإيران، أما مصر فكان مركزها ربما مفاجأة للكثيرين.
وفيما تصدرت دولة باكستان الترتيب كأكثر دولة تشاهد الأفلام الإباحية، حلت مصر في المركز الثاني خلفها مباشرة، لتتفوق مصر على كل دول العالم في نسبة مشاهدة المواقع الإباحية، عدا باكستان.
وكانت إيران الدولة الإسلامية التالية في الترتيب وحلت في المركز الـ4، تلتها المغرب في المركز الـ5، والسعودية في المركز الـ7، وتركيا في الـ8، كما نقل موقع postober.
أما ترتيب الـ10 الأوائل من حيث نسبة مشاهدة المواقع الإباحية على مستوى العالم كالآتي:
1. باكستان
2. مصر
3. فيتنام
4. إيران
5. المغرب
6. الهند
7. المملكة العربية السعودية
8. تركيا
9. الفلبين
10. بولندا"
-أكثر 10 دول مشاهدة للأفلام الإباحية من بينها دول عربية-
https://www.sawteldjazair.dz/%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-10-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A8/#:~:text=%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%85%D8%A7%20%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%B1%D8%AA%20%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D8%A8,%D9%85%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9%D8%8C%20%D8%B9%D8%AF%D8%A7%20%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86.
هذا, بالرغم من انه ليس لدينا إحصائيات لنستطيع القول بثقة إن كل المشاهدين غير متدينين او انه ليس منهم نساء يرتدين مَنْديل رَأْسٍ/ محجبات/منقبات/متدينات. فمنطق الواقع يؤكد العكس!
طغيان المد الديني يعني طغيان الكبت الجنسي وتفاقم ظاهرة التحرش الجنسي:
"ولكي لا يكون هنالك فهم خاطئ لما سبق ذكره من ترابط بين الكبت والتحرش، ولتكون الصورة أكثر وضوحاً، يجب الجزم بأن وجود كبت جنسي لا يعطي لأي شاب، أياً كان عمره وعلته، أدنى حق في ازعاج وترهيب البنات. وأن شدة الكبت الذي يعاني منها سراً وعلانية لا تبرر بتاتاً أي عمل هابط يخدش حياء أي فتاة، ولكي تكون الصورة كذلك أكثر اكتمالاً، فان أي شكل تظهر فيه المرأة لا يبرر أي سلوك يحط من عزيمتها أو ينقص من حريتها وإنسانيتها. من يعتقد ويفعل عكس ذلك عليه أن يدرك ويستشعر بأن سلطة القانون والمجتمع أشد وطأة من سطوة شهواته على نفسه وعلى غيره."
-التحرش والكبت الجنسي-
https://www.alquds.co.uk/%EF%BB%BF%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B4-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A/
إني, بترجمتي لهذا المقال, لا انحاز الى أي طرف من الطرفين ولا اعتقد ان هذه هي مهمتي. واعتقد كذلك أيضا انه ليس هنالك من وصفة جاهزة لحسم النقاش (ولكن هذا الطبع سوف لن يكبح سعار المهوسين بإصدار الفتاوى), وليس, فضلا عن ذلك, حتى من ضرورة لحسمه. فنحن نستطيع إسداء ستارة المسرح-الارسطي وليس البريختي, ولكننا لن نستطيع فعل نفس الشيء مع ما هو خارج المسرح, وما هو خارج المسرح, بداهة, هو اكثر تعقيدا وتنوعا بما لا يقاس مما هو على خشبته.
و لا يسعني أيضا إلا أن اثمن عاليا جرأة وانفتاح موقع THE NEWARAB الذي قام بنشر مثل هذا المقال الذي أترجمه أدناه.
.............
مع الإعلان مؤخرًا عن نجمة الأفلام الإباحية السابقة كأيقونة نسوية،
Mia Khalifa is among the world’s most-watched women. Yet the porn industry is keeping the profits
https://www.washingtonpost.com/business/2019/08/16/mia-khalifa-is-among-worlds-most-watched-women-yet-porn-industry-is-keeping-profits/
تكتب نادين أسبالي عن تشيئ النساء المسلمات وفتنهن وعواقب الإسلاموفوبيا الجندرية.

على مدار العقد الماضي، كان أحد أفضل الفنانين أداءً على موقع Pornhub هو الحجاب, أو بالأحرى ممثلة لبنانية مسيحية سابقة (اعتزلت خليفة الآن تمثيل الأفلام الإباحية ولديها الآن صفحة معجبين فقط. ط.ا) اشتهرت ببطولة فيلم إباحي أثناء ارتدائها الحجاب.
(Pornhub هو موقع إباحي كندي على الإنترنت)

في الشهر الماضي، تمت دعوة ميا خليفة - أو سارة جو شمعون -
Mia Khalifa donates --$--10,000 to Lebanese Red Cross on Beirut blast anniversary
https://www.newarab.com/news/mia-khalifa-donates-10000-lebanese-red-cross
للتحدث في اتحاد أكسفورد وظهرت على الغلاف الأمامي لمجلة Huck تحت عنوان "كلنا ميا خليفة".
WE ARE ALL MIA KHALIFA
https://www.huckmag.com/article/huck-issue-79-cover-story-mia-khalifa
(Huck هي مجلة نصف شهرية وموقع ويب ومنصة فيديو. وقد اشتهرت بأسلوبها في استكشاف الثقافات الفرعية على أنها "نقاط دخول لمقالات حول الموسيقى والسياسة والأماكن في جميع أنحاء العالم". يتم نشرها من قبل شركة TCOLondon الإعلامية ومقرها لندن.
تعد جمعية اتحاد أكسفورد، التي يشار إليها عمومًا باسم اتحاد أكسفورد، مجتمعًا للنقاش في مدينة أكسفورد بالمملكة المتحدة، ويتم اختيار عضويتها بشكل أساسي من جامعة أكسفورد. تأسست عام 1823، وهي واحدة من أقدم اتحادات الجامعات البريطانية وواحدة من أعرق جمعيات الطلاب الخاصة في العالم. ط.ا)

ولكن ماذا يقول صعود خليفة عن حدود الحركة النسوية المتداخلة إذا كان يمكن اعتبار الشخص الذي تم نحت مكانته من خلال استمالة الصورة العنيفة والعنصرية والمفرطة في الجنس للمرأة المسلمة؟
Gendered Islamophobia: Muslim women are commodities for cultural and political wars
https://www.newarab.com/opinion/muslim-women-are-commodities-cultural-and-political-wars
كأحدث أيقونة نسوية؟

من الفن الاستشراقي القديم
Unimagining Muslim Women – The Spurious Art of Representation
https://www.amaliah.com/post/66634/visual-culture-and-the-objectification-and-misrepresentation-of-muslim-women-in-art-media
إلى مولدات الصور الحديثة بالذكاء الاصطناعي,
HOW THE LENSA AI APP IS HYPER-SEXUALIZING MUSLIM WOMEN
https://muslimgirl.com/ai-app-lensa-hypersexualizing-muslim-women-how/
يباع بكثرة فرط الرغبة في تجسيد النساء المسلمات جنسيًا hypersexualised. لا عجب إذن أن اشتهرت ميا خليفة بسرعة كبيرة بعد ظهورها في مشاهد إباحية مرتدية الحجاب وظلت تحظى بشعبية على المنصة على الرغم من أنها تركت صناعة الجنس.

هذا قبل أن تفكر في الروابط المباشرة بين استهلاك المواد الإباحية والعنف ضد المرأة
The relationship between
pornography use and
harmful sexual attitudes
and behaviours
https://assets.publishing.service.gov.uk/government/uploads/system/uploads/attachment_data/file/976730/The_Relationship_between_Pornography_use_and_Harmful_Sexual_Attitudes_and_Behaviours-_literature_review_v1.pdf
وكيف أن شعبية هذه "الإباحية المحجبة" تضاعف من العنصرية وكراهية النساء التي تواجهها النساء المسلمات بالفعل.

"مشكلة المرأة المسلمة التي يتم التغاضي عنها في المساحات النسوية السائدة أعمق بكثير من ميا خليفة ولا يمكن إلقاء اللوم عليها، لكن وضعها الجديد يتحدث عن عدم وجود اعتبار حقيقي للمرأة المسلمة داخل الفكر النسوي والمجتمع ككل"
لكن تجسيد النساء المسلمات يتجاوز بكثير الصور السطحية. إنه يمهد الطريق لخطر حقيقي وواسع الانتشار أيضًا. خذ على سبيل المثال، كيف تعرضت شاميما بيغوم للرقابة المفرطة من قبل الدولة
The monstering of Shamima Begum
https://www.newarab.com/opinion/monstering-shamima-begum
أو تعليقات بوريس جونسون حول النساء المسلمات في النقاب اللواتي يشبهن صناديق البريد أو أجندة ديفيد كاميرون لمعالجة التطرف من خلال تعليم الأمهات المسلمات كيفية التحدث باللغة الإنجليزية.

يمكن إرجاع التاريخ العنصري الطويل لإسكات النساء المسلمات إلى النصوص الاستشراقية المبكرة.
اليوم، يستخدمها القادة الغربيون لتبرير الفظائع الدولية ويجبرون على أن تكون امتدادًا لرقابة الدولة، كما يكتب
https://twitter.com/The_NewArab/status/1595700042538459139?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1595700042538459139%7Ctwgr%5E333d67b169c8ea474e9ee53d547d9502d00f432c%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.newarab.com%2Fopinion%2Fmia-khalifa-and-limits-intersectional-feminism

لطالما كان لخليفة منتقديها اللاذعين: تهديدات القتل من داعش،
ISIS threatened to kill porn star Mia Khalifa for having sex in hijab
https://nypost.com/2018/04/23/isis-threatened-to-kill-porn-star-mia-khalifa-for-having-sex-in-hijab/
وانتقاد الحكومة اللبنانية، والرفض العلني من عائلتها. لديها أيضًا أنصارها: أولئك الذين ينظرون إليها كرمز للتحرر بامتلاك حياتها الجنسية ورفض الامتثال لقواعد الشرف والاحترام الاجتماعية أو الدينية.

لكن بالنسبة لي، الأمر معقد. بينما أجادل أنه ليس من شأني أو أي شخص آخر ما تفعله المرأة بجسدها، فإن عدم الاحترام العلني للملابس الدينية التي تعتبر مركزية للغاية بالنسبة لهويتي يجعل الأمر مسألة أخرى.

هنالك عشق لإحالة النساء المسلمات الى "فتيش" وكائن آخر كل يوم لاختيارهن ارتداء الحجاب، وهو ما لم يكن أكثر من زي لخليفة.

بالطبع، هناك أسئلة محددة حول مقدار القدرة التي تتمتع بها أي امرأة في صناعة أفلام البالغين (خاصة كامرأة ملونة). تحدثت خليفة بنفسها عن الاستغلال في الصناعة، وكيف أعربت عن قلقها وتجاهلها بينما استمرت Pornhub في استخدام اسمها ومحتواها دون موافقتها (مقاضاة خليفة للشركة واسعة النفوذ وبميزانية خرافية امر ليس بمستطاع خليفة او أية ممثلة أباحية أخرى أبدا فعله. ط.ا).

لكن من الصعب أيضًا تجاهل رفض حليفة المتكرر للاعتذار للنساء المسلمات، متجاهلة مرارًا مخاوف مبررة. وبدلاً من ذلك، أصرت على أن ذلك "لم يكن مهينًا أو معيبًا للمرأة المسلمة". يشير هذا إلى عدم احترام الطريقة التي ألحقت بها أفعالها الضرر بجماعة مهمشة.

بالطبع، لا يمكن إنكار أن ميا خليفة هي أحد أعراض مشاكل منهجية أكبر عميقة الجذور ونسخة حديثة من النسوية تدور حول التمثيل السريع أكثر من الشمولية الحقيقية.

ما تُظهره حالتها هو أنه يمكنك الاستفادة من مجتمع لست جزءًا منه - مجتمع مضطَهد وملاحَق بالفعل من قبل الدولة - وما زلت تكتسب مكانة أيقونة نسوية girlboss دون الاعتراف بالمجتمعات التي أدتها للوصول إلى هناك .

برؤية ميا خليفة في مقدمة مجلة Huck، لم يسعني إلا الشعور بأن ذلك عزز وضعنا في الطبقة الدنيا كنساء مسلمات في رهانات النسوية المتقاطعة. إذا كان "كلنا ميا خليفة"، كما يفترض العنوان، فأين يترك ذلك النساء المحجبات اللائي يعترضن على فكرة "الإباحية المحجبة"؟ إذا كانت تجربتها هي التجربة النسوية الافتراضية، فهل هناك مجال لنا؟
Despite no lockdown, Muslim women continue to be locked out from mosques this Ramadan
Perspectives
https://www.newarab.com/opinion/despite-no-lockdown-muslim-women-continue-be-locked-out

"ليس من قبيل المصادفة أن كل من خليفة وموهيندرا (وكلاهما من غير المسلمات في الواقع) يتخطيان صورتهما المختزَلة بينما تظل النساء المسلمات مقيدات بها".

يمكن لكونكي امرأة مسلمة أن تشعري بالإرهاق، وأن تبحري في صعود كراهية النساء المنتشرة في مجتمعاتنا بينما نواجه وحشية الدولة القاسية. يُنظر إلينا على أننا وديعات ومضطهدات، ولحم محرّم، وتهديدات خطيرة في آن واحد، بدلا من رؤية الصورة الفعلية لنا.

ويزداد الأمر سوءًا من خلال الصور الضارة والسطحية والعنصرية الصريحة لنا في المحتوى الذي يستهلكه المجتمع، من الأخبار إلى البرامج التلفزيونية إلى الإباحية.

في الآونة الأخيرة، كتبت الممثلة أنجلي موهيندرا، التي لعبت دور الانتحارية المحجبة في المشهد الافتتاحي لمسلسل بي بي سي Bodyguard، ان لعب دور الإرهابية المحجبة كان تذكيرًا لي بأن النساء المسلمات لا يشكلن سوى درجة على سلم تقدم الجميع باستثناء تقدمهن.
Farewell, racial stereotypes. Now we have the true tale of an Indian princess turned suffragette
https://www.theguardian.com/commentisfree/2023/may/21/princess-sophia-duleep-singh-this-is-not-woke-south-asians-role-national-story

بالنسبة إلى موهيندرا، قد يكون تصويرها للإرهابية مجرد خطوة مهنية مبكرة محرجة. لكن بصفتي امرأة مسلمة، لن أنسى أبدًا كيف شعرت بفتح مسلسل ناجح على القناة التلفزيونية الوطنية للبلاد بمشهد لامرأة محجبة تعرض كل صورة نمطية تقريبًا في الكتاب.

ربما كنت منزعجًة جدًا من الصعود الأخير لميا خليفة لأنني أدركت أن النسوية المتقاطعة ليس لديها مساحة لي بعد كل شيء. عندما يتفوق التمثيل على كل شيء آخر ويبدو التحرر وكأنه رفض للرموز والحدود أكثر من إنشاء مساحات شاملة حقًا، من الصعب رؤية كيف يمكن للنساء المحجبات مثلي أن يجدن العزاء والتحرر في نظام قيم يستبعدنا بطبيعته.

المفارقة المؤسفة هي أن النساء المسلمات بحاجة إلى مساحات آمنة ومحررة الآن أكثر من أي وقت مضى.
-----
المقال
Mia Khalifa s icon status reveals the-limit-s of intersectional feminism
https://www.newarab.com/opinion/mia-khalifa-and-limits-intersectional-feminism?s=09