أنقراض الرجال



سحر مهدي الياسري
2006 / 11 / 3

لست من متابعي برامج الفضائيات الاقليلا من التحليلات السياسية لشخصيات أثق بتحليلاتهم وبقدرتهم على قراءة الواقع وأثنا ء ساعة ضجر وتنقلي بين المحطات الفضائية توقفت عند قناة الحرة –عراق لاستمع الى برنامج مساواة واللقاء فيه للكاتبة الكويتية طيبة أبراهيم و القناة مدعومة حسب معلوماتي المتواضعة من الحكومة الامريكية لاشاعة نوع جديد من الثقافة الجديدة تتحرر من التابو العربي والاسلامي وتنطلق من التوجه الثقافي الامريكي ما يسمى العولمة أنا مع الحرية تماما ومع التجديد مع أن نتحرر من آسار الاعراف والتقاليد الجاهلية مع المساواة الانسانية بين الرجل والمرأة وأن نخرج جميعا من أصنامنا الفكرية وأن ندخل العالم من أوسع بواباته بشرط أن لانلغي خصوصيتنا الانسانية سواء العربية أو الاسلامية أو أي أنتماء أنساني آخر يساري أو يميني أو أية اصول حضارية أخرى . ولكن أن نطرح أفكار على درجة كبيرة من التطرف وندعي ذلك تحرر مثل ما طرحته الكاتبة الكويتية حلا لمشاكل المرأة العربية ببشارة أن الرجال سينقرضون خلال فترة قريبة من خلال رواية أسمها أنقراض الرجال بعد أن ينتشر الاستنساخ فلاتعود المرأة بحاجة للرجل وبمرور الوقت سينقرض الرجال وكانت مقتنعة بفكرتها وأرادت شرحها بشكل علمي كما أخبرت المذيعة فهو أمر أقرب للهذيان من للطرح الجاد.
هذه آخر أبتكارات الكاتبة لحل لمشاكل المرأة العربية التي أستعصت على الحل ولم نجد لها طريقا سوى الحلم بأنقراض الرجل .هل هذا الفكر الذي نريد أن نعلمه للمرأة بدلا من مواجهة واقع لازال يعتبر المرأة عورة نحلم ببلاد تخلو من الرجال . هل هذا الفكر الذي تقدمه الفضائيات الحرة للنساء للتغلب على كل المصاعب التي يتعرضن لها .
أستمعت للجزء الاخير من المقابلة والذي تدعوا فيها الى تغيير اللغة العربية كونها تمارس تمييزا ضد المرأة فأسماء الاشارة وبعض الضمائر التي تستخدم للمرأة تستخدم للحيوان والجماد ولكن لا أدري هل تعرف الكاتبة أن اللغة التركية وبعض اللغات الشرقية الاخرى تستخدم نفس اسماء الاشارة والضمائر للرجال والنساء والجماد والحيوانات ولاتعتبر ذلك تمييزا ضد أحد ولا أنتقاصا وعند سؤال المذيعة المتحررة أيضا هل هذا الامر في الخليج أنكرت الكاتبة بشدة بل هي اللغة العربية ويبدوا أنه مع موجة تغيير كل شيء على الطريقة الامريكية لايريد أهل الخليج أن يعرفوا كعرب أفتونا أهل الخليج من اية قومية أمسيتم .
لم يبق أما نيل المرأة في منطقتنا سوى اللغة عائق أمام تحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة فلايوجد عندنا أمتهان لكرامة المرأة ولاتمييز أنساني ضدها في العمل والاسرة والمجتمع وفي كل مكان فاللغة هي العائق الوحيد بعد أن ينقرض الرجال وتنال المرأة حقوقها كاملة . أيها السادة أي ثقافة نقدم للمرأة الاعلام مسؤولية كبيرة فلنرى ماذا نقدم للاجيال الجديدة من أفكار, من معالجات للواقع وليس فنتازيا لامعنى لها ونهدر الاموال والزمن للافكار معتوهة لابعد أنساني فيها ولاتفتح أفاق حرية حقيقية للمرأة وأن تناضل مع الرجل بمساواة أنسانية لتغيير الواقع الذي يسحق الاثنين معا بقسوته ولا أنسانيته فالرجل ضحية مثل المرأة تماما وأنقراضه ليس الحل