السادس نوفمبر يوم المرآة السعودية



ابراهيم سليمان
2006 / 11 / 6

تذكروا هذا التاريخ جيدا أيها السعوديون .. تذكروه ولا تنسوه .. احفظوه وغيبوه صم .. احفظوه أكثر من تاريخ ميلادكم ومن تاريخ زواجكم ..! انه يوم 6 نوفمبر 1990 م .. يوم عظيم للأمة .. عظيم للأجيال القادمة .. عظيم للمرآة .. لمسيرتها النضالية المتميزة بانعدام الحوافز وانعدام الفرص وانعدام التوجيه وانعدام الرؤية .. يوم انطلاق مسيرة نضالية صعبه بل من أصعب المسيرات في التاريخ كله .. ألا وهي مسيرة المرآة السعودية .. التي تتميز بكونها تواجه تراثا وواقعا مهينا قمعيا يحتقرها ويذلها ويهمشها .. حتى أصبحت تكاد تحتل الدرك الأسفل بين نساء العالم في الحرية والكرامة .. تقاليد بالية تمنعها حتى من الاعتزاز بشخصيتها وعنوانها الكياني ألا وهو وجهها رمز كرامتها وجهها الذي خلقه الله على مثاله .. مسيرة صعبة لأنها تتميز بعدم الاستقلالية المطلقة فلا تقدر ان تفتح حساب أو تراجع مستشفى او تسجل في مدرسه او معهد او كليه .. او تسافر او تخرج من بيته بدون موافقة ولي أمر او محرم .. بل يمنع المجتمع الفاضل العادل مجرد التلفظ بأسمها .. لا توجد أنسانة في العالم تتنعم بكل هذه النعم ..!
ثم فجأة وفي يوم غائم .. وفي أجواء مشحونة وملبدة بالسياسة .. وحاشدة بالتوترات العسكرية .. نظرت ثلة من بنات بلدنا إلى سير وتاريخ النضالات في العالم .. وأتضح لها ان الأمم في أوقات ألازمات الكبرى .. تستبطن قواها المهملة ورصيدها المهمش فتخرجها إلى النور .. وليس أكثر تهميشا من المرأة ولا أكثر إهمالا من المرأة .. فحدث يوم 6نوفمبر .. ان جربت االمراة ان تمارس بعضا من حقوقها الأساسية .. حقوقها في وطنها وعلى ارضها وبين اهلها .. ومارسن فقط هذا الشيء البسيط الذي لا يلتفت له احد في ( كل ) العالم .. هذا الأمر الطبيعي جدا وهو مجرد قيادة مركبة .. اي .. سيارة ..! وسيلة المواصلات الضروريه للتنقل وقضاء لوازم العيش والحياة ..
هذا الأمر البسيط الطبيعي ..يعتبر ثورة للمرأة السعودية في ظل الظروف الموضوعية على الأرض التي لا ترى للمرأة حقا سوى الطاعة والبقاء في خلفية المشهد الذي يتحكم فيه الزوج والأب والأخ والابن ..
كم كنت أتمنى أن يكون تم في ذلك اليوم الوضاء الأبيض .. ان يكون تم فيه كذلك إلقاء حجاب الوجه أرضا .. لأنه لا يقل إثما ولا تنكيلا بالمرأة من العادات القبلية الجاهلة التي منعتها من القيادة .. بل ان هذا الحجاب هو ما يقف عائقا أمام تحقيق أمنية المرأة السعودية في التحرر من العادات والتقاليد القديمة لتي تمنعها حتى من أمر بسيط هو قيادة السيارة.. أتمنى ان تفهم النساء في بلادي مدى الترابط بين التحرر والكرامة وحجاب الوجه فهو مربط الفرس وانطلاقة أي مشروع نسائي .. ولا أستطيع تخيل اي نجاح تحرزه المرأة في المجتمع وهي مطموسة الشخصية والهوية خلف حجاب يخفي وجهها وعنوانها ويتعامل مع رمزا لكائن الحي ألا وهو الوجه وكأنه عورة لا سمح الله .. إلقاء حجاب الوجه أهم من قيادة السيارة .. بل هو الوسيلة إليها والى غيرها من حقوق إنسانيه بل و اسلاميه .. هذا الحجاب ألوجهي هو سبب التحرشات والمضايقات التي تلاحق أي امرأة تسير لوحدها أو بصحبة أطفال صغار .. لأنه هكذا يفهم المجتمع وهكذا تربى على أيدي عرا بينه