هل الأم مسؤولة عن توريث قوانين المجتمع الذكوري؟



عزالدين مبارك
2023 / 8 / 13

السؤال الحقيقي هو من المسؤول عن توريث قوانين المجتمع الذكوري من جيل لجيل آخر ؟ هي طبعا المرأة بالأساس التي تؤبد توريث جينات المجتمع الديني الذكوري عن طريق تربية صغارها على التفرقة بين الذكور والإناث بحيث منذ الصغر تغرس في نفسية الذكر السلطة والتسلط على أخته الأنثى وتسمح له الخروج واللعب بعيدا عن المنزل والمراقبة اللصيقة من الأولياء و تغرس الخوف عند الأنثى من الخروج والمخالطة وتطلب منها غسل الأواني وخدمة أخوها (الرجل الذكر) وعدم مواجهته وتلبية طلبه دون تردد . هذه التربية التي تنمط وتؤسس لعلاقة الذكر بالأنثى تتجذر بالتربية التي تقوم بها الأم لا إراديا وبدون تفكير وبلا وعي لأنها تنفذ قوانين المجتمع الديني الذكوري المتخلف والتي هي أيضا تربت عليها وتشربت عليها من أمها وهكذا تتوارث قوانين المجتمع الديني الذكوري.وعندما يكبر الإنسان ذكرا كان أم أنثى فيتصرف حسب ما تدرب عليه في الصغر دون تفكير والذكر يرى في زوجته أما لتخدمه وتلبي حاجياته ولو كانت عالمة ذرة وتعمل عملا شاقا ومن هنا تبدأ مشاكل العائلات والأزواج فإما التفاهم والتعاون وإما الطلاق والإفتراق، وسبب هذه المآسي هو بكل تأكيد التربية الذكورية أساسا. ويمكن قراءة المعطيات فقد نجد أن نسبة الطلاق بين الأزواج المتعلمين منخفضة بالمقارنة بالأزواج المختلفين في مستوى التعليم والثقافة.فكلما تطور المستوى العلمي والثقافي للأنثى كلما أصبح تقبل وضيعة ما كانت تعيشه أمها صعبا ومقلقا مما يخلق الصدامات والاحتكاكات مع الرجل الذي لا يريد مغادرة وضعيته المريحة والتي جاءته من امتيازات المجتمع الديني الذكوري المتخلف. وليس صحيحا في الكثير من الأحيان أن الرجال لا يريدون مساعدة زوجاتهم بل المرأة لا تريده أن يفعل ذلك بدعوى أنه لا يحسن عمل البيت فقد يزيد الطين بلة ويتعبها أكثر فيحطم الصحون ويترك الماء مهدورا ولا ينظف كما يجب وهكذا. فيمكن للمرأة الذكية منذ بداية أيام الزواج الأولى وهو شغوف بها أن تدربه على أعمال البيت وتمنحه بعض الحوافز دون أن تنتقص من المجهود الذي يقوم به.ولتخليص المرأة من كل الإعباء التي تقوم بها وهي ثقيلة فعلا فلا بد من تغيير القوانين الخفية التي يستعملها المجتمع الديني الذكوري بالتربية المتساوية منذ الصغر بين الذكر والأنثى.