المراءة العربية بين المطرقة والسندان



سعد الطائي
2006 / 11 / 21

إن العمل على إعطاء المراءة كامل حقوقها وإنصافها من الظلم والاضطهاد يعني بكل بساطة المناداة بحقوق نصف سكان الأرض أي مسالة في غاية الأهمية ودعوة حساسة ونزيهة .
إن المراءة في هذا العالم يجب أن تدرك إن حصولها على حقوقها مرهون بنضالها ومطالبتها ومن تتنازل عن حقوقه لن يجد من يمنحها لها ,وقضية التحرير والمساواة تتطلب كفاح و مؤازرة كل من يتمتع بصفة العدل و الإنصاف .
إن كسب معركة حقوق المراءة مر هون بثلاث عوامل رئيسة هي :
أولا إدراك المراءة ووعيها بشرعية مطالبها.
ثانيا تعليم المراءة لتتمكن من امتلاك السلاح الضروري لكسب المعركة .
ثالثا تعديل التشريعات القانونية التي تكفل حصول المراءة كامل حقوقها.
إن المقولة الخالدة للفيلسوف ماركس من إن الظلم لا يخلق الثورة ولكن الشعور بالظلم هو الدافع للثورة يلخص بشكل جوهري قيمة الوعي حيث نجد الكثير من النساء لا يدركون الحيف الذي يعيشونه بسبب التربية الاجتماعية والأسرية الذي ينشئون في ظلها.
أما السبب الثاني لاستلاب حرية المراءة فهو الأمية و الجهل ,حيث تصل نسبة الأمية في بعض مجتمعات العربية إلى 70% وأكثر من ذلك من حيث الثقافة وحصر اهتمام المراءة بالتدبير المنزلي وتربيه الأطفال و إرضاء الزوج و إذا حالفها الحظ الاهتمام بالموضة والجمال ومتابعة المسلسلات العربية التلفزيونية وتعيش على نمط عيش أمها وجدتها .
إن الموسف حقا هو تراجع بعض مجتمعاتنا العربية حضاريا متا ثرتا بالمد الفكري الأصولي السلفي وبدأنا نلحض انتشار الحجاب والنقاب في أوساط اجتماعية كانت إلى وقت قريب لا تمارسه .
إن تعليم المراءة يمنحها السلاح القادر على البناء والاعتماد على النفس والشعور باستقلال الشخصية وتحريرها من عبودية الرجل المادية وكما وصفها المفكر ماركس "إن أساس استعباد المراءة مادي "
ان ما يمكن عمله على صعيد التشريعات القانونية فكثير جدا,ابتداء من قوانين الأحوال الشخصية وقوانين العمل والمساواة في الفرص والأجور ,مرورا بالحقوق السياسية في المشاركة في وضع الخطط والمسارات والتنفيذ وحقوق الترشيح والانتخاب للمجالس البرلمانية والإدارية .
إن اعتبار المراءة ناقصة الأهلية العقلية واحتياجها إلى ولي أمر (أو محرم) في معاملاتها القانونية أو التجارية والاجتماعية لهو اكبر امتهان لآدمية المراءة لا مثيل لهو في عصور الجاهلية الأولى .
إن ادعاء الوصاية على المراءة من قبل الرجل هو أساس الظلم ويجب أن يرفع سريعا . كما إن التعذر بالتقاليد والعراف الاجتماعية في الحد من حقوق المراءة عذرا أقبح من جريمة .
إن ألزام الدول الموقعة على لائحة حقوق الإنسان للأمم المتحدة على احترام تعهداتها يقع على عاتق المفكرين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات النسائية المحلية أولا ثم الدعم من دول العالم الحر الرسمي ومنظماته غير الحكومية وكشف كل التجاوزات أللإنسانية التي تقع على النساء . (يتبع لطفا)