تعدد الزوجات



صبيحة شبر
2006 / 11 / 22

نص القران الكريم ، على إمكانية ان يعدد الرجل من زوجاته ، ان كان يستطيع العدل بالمعاملة بينهن ، فان كان قلبه يمكن ان تحتله أكثر من امرأة واحدة ، من حقه ان يتزوج مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانه من النساء ، ولكن القران الكريم نص بان من لا يستطيع ان يعدل بين الزوجات ، والإنسان من طبيعته انه لا يقدر العدل في مسالة العواطف ، فقد يحب امراة من بين النساء اللاتي تزوج بهن ، لأنه يجدها الأجمل والأكثر قربا من قلبه ، ولكن بعض الفقهاء قد فسروا قضية العدل بين الزوجات بان يشتري لهن جميعا نفس الأشياء ، وبنفس اللون ، وعين الشكل والهيئة ، فان اشترى لإحداهن مثلا قميصا ازرقا فاتح اللون عليه ان يشتري لنسائه الأربع قمصانا بنفس المواصفات ، ومعني ذلك ان لؤلئك الفقهاء يقرون ان المراة تقدم على الزواج كي يعيلها الرجل ، فان كانت المراة عاملة ، قد تزوجت من رجل يؤمن بالمساواة المالية ، ولا يقتنع بالأنواع الأخرى من المساواة ، بمعنى ان على الزوجة ان تقوم بالأنفاق على الزوج وبيت الزوجية ، وان تأخذ على عاتقها القيام بالمهام المالية التي يتطلبها الزواج من إيجار المسكن وتوفير الأثاث واللباس ، والإنفاق على الأولاد وتعليمهم ، والقيام بما تتطلبه الصحة من التزامات ،، لأنها تجرأت في إحدى المرات،، وطالبت بان تتساوى بالحقوق ، فعليها أولا ان تقوم بالواجبات التي حين يقوم بها الرجل ،، على الزوجة طاعته وعدم الخروج من منزله إلا برضاه ومشورته ، وعدم التصدق على الفقراء الا بأذنه وموافقته ، والمفسرون لقضايا الزواج على هذه الشاكلة يقولون ان الزوج قد فضله الله على الزوجة بدرجة بما انفق ، فماذا يتوجب على الأزواج الذين يطلبون من الزوجة ان تنفق عليهم ،، لأنها قد طالبت بالمساواة ، وماذا يفعل الزوج المقترن بزوجة عاملة ،، ان تزوج امرأة أخرى ينفق هو عليها ، هل يأخذ من الأولى لينفق على الثانية ، وكيف تتحقق العدالة بين زوجتين ان كانت الأولى تنفق على منزل الزوجية ،، الذي تركه الزوج الى أخرى ، وبين الزوجة الثانية التي لا تعمل ، هنا لايمكن ان تتحقق المساواة بالقضايا المالية كما فسر بعض الفقهاء الآية الكريمة : ( وان خفتم الا تعدلوا ولن تعدلوا فواحدة ) ، وان كان العدل بين الزوجات يعني عدم التفريق بإغداق الحب والحنان ، فإذا ما اهتم الرجل بإحدى الزوجات عليه ان يهتم بالأخريات ،، بنفس الدرجة والمقدار ، ومعنى ذلك ان الرجل لا يحب أي واحدة من زوجاته ، وانه لا ينظر الى الشخصية او الروح او العقل ،، وهذه الأمور تختلف تمام الاختلاف لدى الأشخاص ، فكيف يمكن ان ينظر الرجل المتزوج ،، بعدد من الزوجات ،،الى زوجاته المختلفات بالعواطف ودرجة الحب والكره والتجاوب ، وتنتفي هنا المعايير الدقيقة في حسن الاختيار