ضد المرأة‮.. ‬أم ضد الاصلاح؟



سعيد الحمد
2006 / 11 / 23

‬ في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كنا فيه وكانت البحرين بأكملها تنتظر ان تخطو خطوة حضارية رائعة ومتقدمة، خاصة في ظل وجود مشروع تمكين المرأة الذي‮ ‬جاء رافداً‮ ‬وجاء ثمرة كبيرة من ثمار مشروع الملك حمد الاصلاحي.. ‬في‮ ‬هذا الوقت بالذات‮ ‬يجتاح بلادنا مجموعة من الدعاة‮ ‬يحملون بضراوة ويشنون بعداوة على مشاركة المرأة في‮ ‬الانتخابات وعلى تمكينها من أداء دورها ورسالتها الوطنية‮.‬
يحدث هذا في‮ ‬توقيت دقيق وخطير ومهم‮.. ‬حيث‮ ‬يتهيأ المواطنون للانتخابات وحيث‮ ‬يبلورون ويحددون مواقفهم ويختارون مترشحيهم،‮ ‬وحيث تشهد البلاد حملات انتخابية ساخنة تستقطب جميع المواطنين ذكوراً‮ ‬وإناثاً‮ ‬رجالاً‮ ‬ونساء شيباً‮ ‬وشباباً‮.‬ وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كان فيه الجميع‮ ‬يثمن و يقدّر جهود المجلس الأعلى للمرأة ومشروعه الرائد‮ " ‬تمكين المرأة‮" ‬وهو المشروع الذي‮ ‬بذلت له أموال وجهود ونظمت له ورش ومحاضرات وندوات ودراسات ووضعت استراتيجيات منذ مدة طويلة انتظاراً‮ ‬لليوم الانتخابي‮ ‬الموعود‮.. ‬في‮ ‬هذا الوقت بالذات، وبينما لا تفصلنا عن الانتخابات سوى أيام، وبينما الأجواء الانتخابية في‮ ‬ذروتها‮ ، ‬يفد علينا فجأة وينزل ببلادنا بل ويجتاحنا على حين‮ ‬غرة مجموعة من الدعاة بإسناد من بعض الدعاة المقيمين في‮ ‬الداخل ممن وفدوا إلينا سابقاً‮ ‬في‮ ‬ظروف ملتبسة وحلوا ضيوفاً‮ ‬أكرمنا وفادتهم‮.. ‬فإذا بهم جميعا‮ ‬يطرحون ويروجون ويسوقون أجندتهم الخاصة التي‮ ‬هي‮ ‬بالضد تماماً‮ ‬من مشروع تمكين المرأة، وهو المشروع الذي‮ ‬جاء كما أشرنا ثمرة من ثمار مشروع الاصلاح‮.‬
لقد فوجئت البلاد بهؤلاء الدعاة وهم‮ ‬يتنقلون بهمة ونشاط بين الخيام والمقار الانتخابية المختلفة وهم‮ ‬يدعون جهاراً‮ ‬نهاراً‮ ‬وبتحريض متطرف ومتزمت ضد انتخاب المرأة، ، ‬بل إن البعض منهم كان ضد مشاركة المرأة انتخاباً‮ ‬وترشيحاً‮، ‬ليبثوا أفكارهم ويشيعوا أجندتهم الخاصة بهم وبجماعاتهم في‮ ‬بلادنا التي‮ ‬توافقت‮ ‬يوم صوتت على الميثاق على مشاركة المرأة في‮ ‬الحياة العامة،‮ ‬وهو ما أكد عليه دستور البلاد في‮ ‬نص واضح لا‮ ‬يقبل اللبس‮. ‬فجاء هؤلاء‮ ‬من خارج بلادنا ليهاجموا مشروعنا ويشنوا على خيارنا الوطني‮ ‬الجماعي‮ ‬والجمعي‮ ‬في‮ ‬مشاركة المرأة أعتى أشكال الهجوم ضراوة، بل ووصل التبجح ببعضهم إلى توبيخ وتقريع شعبنا لأنه وافق بكامل حريته على مشاركة المرأة في‮ ‬الانتخاب والترشيح‮.‬
هؤلاء الدعاة الوافدون إلينا من الخارج في‮ ‬هذا التوقيت المرسوم والمقصود لا‮ ‬يقفون كما نلاحظ ضد أفكار أو توجهات لجمعية أو لتيار بعينه حتى نقبلهم ونتحملهم من باب الرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر‮.. ‬ولكنهم‮ ‬يشنون هجوماً‮ ‬صاعقاً‮ ‬على خيار وقرار وطن بأكمله بل ويهاجمون من البحرين ما توافقت عليه البحرين قيادة وشعباً‮ ‬بشأن مشاركة تمكين المرأة‮.. ‬وهو خيار وقرار وطني‮ ‬نرفض ان‮ ‬يتدخل فيه بهذه الفظاظة وبهذا الشكل الهجومي‮ ‬أي‮ ‬طرف من الخارج ليفرض اجندته الخاصة علينا‮. ‬فأهل البحرين أدرى بمصالحهم وأهل البحرين بلغوا سن الرشد‮ ‬يا سادة ولا‮ ‬يحتاجون لتقريعهم وتوبيخهم ولا‮ ‬يحتملون من‮ ‬يهاجم خياراتهم وقراراتهم الوطنية‮.‬ ولا تغلفوا الترويج لأجندتكم الخاصة بغطاء ديني،‮ ‬والدين مما تطرحون بشأن المرأة براء‮. ‬فلا‮ ‬يعقل ان‮ ‬يوزع أحدكم أشرطته للتجييش ضد المرأة وتأثيم انتخابها‮.. ‬كما لا‮ ‬يمكن لنا السكوت،‮ ‬وآخرون منكم‮ ‬يزعقون وينعقون بالدعوة لعدم مشاركة المرأة وعدم انتخابها‮..!!‬
والسؤال الآن‮.. ‬لماذا نسمح لهؤلاء بمهاجمة مشروعنا الاصلاحي‮ ‬بمهاجمتهم لتمكين المرأة ومشاركتها‮؟ ‬ثم لماذا نسمح لهم بمهاجمة دستورنا الذي‮ ‬نصّ‮ ‬على مشاركة المرأة‮؟ ‬ثم أين هي‮ ‬الجهات المسؤولة عن حماية مشروعنا الاصلاحي‮ ‬وحماية دستورنا من أن‮ ‬يعرّض به هؤلاء القادمون إلينا من الخارج بتشجيع من بعض من في‮ ‬الداخل لتكون النتيجة في‮ ‬النهاية مضادة لطموحات مشروعنا وطموحات مواطنينا‮؟ ‬