سيمون دي بوفوار: المرأة متساوية مع الرجل من الناحية الفكرية والجسدية



أحمد رباص
2024 / 1 / 15

يعتبر “الجنس الثاني” أهم كتاب في الفلسفة المعاصرة عن الحركة النسائية. قدمت سيمون دي بوفوار طي هذا الكتاب أطروحتها الرئيسية، التي تدور حول المرأة كوجه للآخر، كوجه مستلب من قبل الثقافة الذكورية السائدة. هذا الكتاب ليس معاينة فلسفية فحسلب، بل هو بيان سياسي، كتاب معركة يدعو إلى تحرير المرأة، ألهم الحركات النسوية أينما ازدهرت.
تقول دي بوفوار إن عدم المساواة بين الجنسين مبني على أساس ثقافي وليس على أساس طبيعي. في الواقع ومن حيث المبدأ، المرأة متساوية مع الرجل، من الناحية الفكرية والجسدية. الرجل، لكونه منتتجا للإيديولوجيا، لكونه مهيمنا، يرجع المرأة إلى غيريته ليجعلها كائنا أدنى، كائنا بيولوجيا.
تستخدم دي بوفوار جدلية السيد والعبد (التي طورها هيجل في “فينومينولوجيا الروح”) لتفسير اضطهاد النساء. للرجل وعي إمبريالي، فهو يسعى لأن يفرض ذاته بإنكار الآخر. لكن الرجل، عندما يواجه الرجال الآخرين يصادف عندهم نفس المطلب. لذلك من السهل العثور على كائن أدنى بيولوجي لجعله عبدا له.
تقول دي بوفوار بهذا الصدد: “هذا الحلم المجسد هو بالضبط المرأة. هي الوسيط المطلوب بين الطبيعة الغريبة عن الرجل وبين شبيهه المتطابق معه كثيرا . إنها لا تواجهه بالصمت عدو الطبيعة، ولا بالمطلب الصعب (الخاص) بالاعتراف المتبادل. بفضل المرأة، هناك طريقة للهروب من جدلية السيد والعبد العنيدة”.
تصبح المرأة بالتالي الآخر المطلق، الآخر غير الضروري. وجودها يتوقف على الاعتراف الذي يمنحه الرجل لها. تعطي المرأة الحياة، بينما يخاطر الرجل بحياته، ما يكون، عند هيجل، علامة على انتصار الوعي على الآخر (من يتمسك بالحياة أكثر من الآخر هو الخاسر في الصراع من أجل الاعتراف). ينظر الرجال إلى المرأة على أنها عضو تناسلي، وليست ندا في الصراع من أجل الاعتراف. وهكذا تبقى المرأة في مستوى الحيوانية. هذا هو السبب، وفقا لبوفوار، في إحالة الأمومة على إخضاع النساء للنوع (وضعت دي بوفوار نفسها هذا المبدأ على محك الممارسة عندما رفضت إنجاب الأطفال).
يستخدم المذهب النسوي لسيمون دي بوفوار هيغل والعلاقة سيد/عبد للتفكير في العلاقة بين الرجل والمرأة وهيمنة أحدهما على الأخرى. الحل، وفقا لها، لن يكون غير خروج المرأة من البيولوجيا، أو بالأحرى من قدرها البيولوجي، عن طريق رفض الأمومة.