حقيقة واقعية



إكرام فكري
2024 / 1 / 23

قضي الامر فقد تحالف الجميع على التعجيل بإضافة مصيبة جديدة إلى المصائب القديمة ...حتى أطفال الحي ينتظرون بفرح يوم العرس دون القدرة على التفكير فيما بعده ...
العريس مدمن لا يريد العمل و لا العيش خارج بيت والدته ... و لكي يعقل قررت والدته تزويجه ...
العروس قادمة من كهف التخلف ، بتفكير يشمأز منه ، تخطت العشرين ، و لم يتقدم لخطبتها أحد ... و في هذا الصدد سمعت أمها مرات فلان و علان تقول بأنها ضاعت ، و ترجوا الله أن يرسل إليها من يستر عيبها ..
و على هذا النحو لعبت الأم دورا مشؤوما في هذا الزواج المشؤوم ، و منه إذن ضحايا جدد لهذا العالم المشؤوم ....

فتتكرر المأساة و تستمر المعانات ...

و الظلام و الجهل الذي عملت الحكومة باستمرار على الاستفادة منه لو تطويره تحافظ على بقائها ...ليتضاعف مع الضحايا و هي غائبة تخطط لاحتضان كأس العالم و الكولف و المؤتمرات العالمية ...
و لذلك جذور و وقت طويل ... هذا الطويل لم نستفد منه و لا من التراكمات التي حققها العلم لتنظيم حياتنا ، بقينا نتفرج نتنهد و نقول إن الغرب استفاد من علومنا التي نهلها منا بالأمس ، حتى تعرضت أرضنا المطعونة في كبريائها للاغتصاب و جاء الآخر يحمل البندقية ، فخضعنا لسلطة السلاح و
لم نخضع لسلطة العلم ... رحل عنا الآخر بشكل مباشر لكنه لا يزال يتحكم بشكل غير مباشر ... و لا نزال نتفرج و ننتظر البطل الحقيقي ليخلصنا ...

تتكرر المأساة و تستمر المعانات ...

الانسان عندنا لا يحاول أن يفهم الحقيقة كما هي ... بقدر ما يحاول تضليل النفس و الآخر .... " و اللي يتزاد يتزاد برزقوا " هذا شعارهم المتوارث أبا عن جد ، و حين يصبح الطفل حقيقة واقعية في حياتهم ، يكثرون من التذمر و التأفف ، و لومه و الندم على ولادته ، ليذوقوا العذاب بما لم يفعلوا ....