أنتروبيا المجتمع المرأة



رحاب حسين الصائغ
2006 / 11 / 27

المرأة خارج جدلية السلطة هي القوة القابلة لمنح المجتمع مفهوم التخلص من الإحساس بالوحدة والجهل، عندما نساعد المرأة على فهم مقدرتها في الطاقة التي تملكها، وكيف تستعمل عقلها في الإدراك المتوازن، من خلال البحث والتأمل في سبيل العيش أمام قوة الحياة، وابتعدت عن الكسل والتمدد والانعزال، لتخلصت من الإحساس بأنها فريسة حالة الشعور بالنقص، فمن الخطأ القول أن المرأة قاصر، عندما تكون فاقدة الإحساس بكيانها في المجتمع، والجهل أحد الأسباب في ذلك الإحساس، لذا أطلب من كل امرأة الانخراط في التأمل والبحث عن المعرفة، والتأمل لا يعني الجلوس في زاوية والتحديق في الحائط، الـتأمل، يعني التمعن في تفاعل الذات ومفاصل الحياة، والتأثر بما يحدث ومشاركة الآخرين همومهم، والبحث معهم عن حلول، دون المساس بشعور أحد، بل التفكير في الدوافع التي جعلت الآخرون في مثل هذا الوضع، وكيفية مساعدته بصورة التكاتف معه بأدب ورقي في التعامل، ومنحه الثقة، بما تقدمه من طيب وتواضع في سبيل إخراجه للطريق القويم، عندها تكون المرأة حققت قوة وأدت دورها بما تمتاز به من أخلاق وصفات تتحلى بها، وتعبر عن مبادئها وملامحها الحسنة، وهناك قوة أخرى تجعل المرأة قوة التوازن والتوافق في المجتمع، هي امتلاكها المفهوم الأدبي لسياق المفردات في التعامل والحديث السلس المقنع، حين تريد جعل الآخر أكثر فهماً، وان المغالطة لا يقدم للمرأة، الصفات الإنسانية، على المرأة التحلي بالصدق والتواضع وترك العنف وتقديم المفهوم الشامل لما تحمله من شرائع القوة الإنسانية، والمرأة قادرة على تخليص المجتمع من التعقيد الموجود في مظاهر الحياة إن دعمت في بناء سخصيتها في سن مبكرة، مما يساعدها على العمل في بنائها الداخلي، ستمتلك شعلة الحرية والديمقراطية والتعمق بالتفاعلات الإنسانية، وتصبح حلقة التواصل بين الإنسان وأخيه الإنسان، ووجود المرأة في الحياة ليس عبثاً، خاصة عندما تتحلى بالمثل الطيبة والصفات الصحيحة، وتكون هي الباعث والدلالة على العلاقات الاجتماعية، بعيداً عن الاستغلال، وعدم المساواة، وكسر الفوارق الطبقية، ولدى المرأة الحس العالي بالواجب الاجتماعي، وما أن تمتلك المرأة تلك القوة، عندها تتمثل شخصيتها بصفات تتعانق مع المجتمع المدني بكل بساطة فتكون اتجاهاتها موضوعية، وأخلاقها قيادية، ومفاهيمها قادرة على زخرفة أي جدلية خارج السلطة والسيطرة، وتتقدم أعمالها التعبير عن العدالة والتطهير، وينفتح لها مجال التحاور دون تعنت أو انحياز، ووجود المرأة كقوة في المجتمع لا يعني حد المعاني وفصل المفردات وسكب الزيت على النار وحمل شعار الأنانية وإظهار الإعجاز في المفاهيم وجعلها تدور في زاوية الشك المتعارض مع الحياة وطبيعتها الإنسانية، وتحل المرأة بالقوة الأدبية قيمة موضوعية قائمة في معرفة النشاط الكامل في المجتمع، ومحتوى التفكير الإبداعي بما تملكه من نشاط مخزون لسنين لو استنهض، لجعل وجوده سائر لأتى بنتائج فعالة في خدمة المجتمع وتمدين الحضارة، ومن خلال المرأة يتحقق إخضاع كل ما في الكون لخدمة الإنسان، وليس العكس هو الصحيح، دور المرأة إن كان فعالاً يكون هو الدولاب الذي يفسر كل المسائل العلمية والعملية، بصفة يعشقها المجتمع لشعورهم بنقص في دورها، وأصل وجودها هو فلسفة الحياة والتغلب على الشعور بالنقص أينما وجد، ومشاركتها هو الحل الصائب والوقوع على حل جميع العقد المستعصية.