لمـاذا علينـا ان نوحد نضالنـا كنسويـات؟



نساء الانتفاضة
2024 / 2 / 21

تؤثر الأوضاع السياسية الراهنة، والصراعات العسكرية الدائرة بين القوى العالمية والإقليمية على مصير البشرية، اذ تشهد المنطقة وبضمنها العراق أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية متفاقمة، جميعها تؤثر بشكل او باخر على حياة النساء والأطفال بالدرجة الأساس في تلك البلدان، التي تعد احدى بؤر الحروب والنزاعات الأكثر دموية على صعيد العالم، حيث تعاني النساء من الافقار والقمع والتمييز والتهجير، بشكل مضاعف بسبب طبيعة القوى المسيطرة في دول المنطقة.

تشترك النساء في جميع بقاع العالم بأرضية واحدة وهي احتلالها الموقع الهامشي والثانوي على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن ومع ذلك وبالرغم من القمع والاضطهاد والالم الذي تعانيه، تشكل جماهير النساء قوة اجتماعية ضاغطة؛ لا يمكن قهرها او التغلب عليها، إذا ما وحدت نضالها ورصت صفوفها على أساس تحقيق أهدافها الطبقية، والتي بدورها تتطلب تعبئة غير مسبوقة ونضال جذري من قبل الحركات النسوية في المنطقة والعالم.

لا يمكن فصل قضية تحرر المرأة ومساواتها في المجتمع عن مسألة النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم على التمييز واللامساواة، كما ان تطور الحركة النسوية وتحقيق اهدافها يقتضي، العمل على تفكيك وانهاء نظام الاستغلال ليس للنساء فقط، انما انهاء استغلال الانسان بشكل عام.

ان المرحلة الراهنة من نضال النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مرتبط أولا بالانخراط في صفوف فئات العمال والكادحين والمعطلين عن العمل، الساعية للتحرر من قبضة القوى السياسية القومية والإسلامية، والعمل على الخلاص من هيمنة هذه القوى، عبر العمل السياسي التحرري الثوري المنظم، وذلك يقتضي توحيد الرؤى السياسية النسوية التحررية، التي تؤمن بان تحرر المرأة مرتبط بتحرر المجتمع من جميع قوى الاستغلال. وفصل الصفوف عن الجهات التي تعزل قضية تحرر المرأة عن تحرر المجتمع برمته.

ان انخراط النساء بالكفاح الثوري بمختلف الشرائح والفئات العمرية من العاملات والطالبات والمعطلات عن العمل والعاملات داخل المنازل وغيرهن، والعمل على تسليحهن بالوعي النسوي المساواتي، يخلق القيادات النسوية الواعية، وفق منظور سياسي مؤثر، وعندها فقط ستكسر المرأة اغلالها وتفك قيودها من جميع الأنظمة القمعية الاستبدادية، وتخلصها من الأوضاع اللاإنسانية البائسة التي تعيشها.

اسيل رماح