الإغتصاب في فكر العقل الملفوف - مساهمة في مناهضة العنف ضد المرأة



واصف شنون
2006 / 12 / 1

جلس صاحب العقل الملفوف في جلسة أسماها (حديثٌ في العفّة ) في اليوم التالي بعد عيد رمضان وسط أتباعه المساكين أو الجهلاء أو أصحاب شركات الدفن الإسلامية أو الجواسيس عليه وعلى الحضور ،ليتحدث عن (العفّة )، وعفّة الشيخ ليست عفته عن الكلام الغبي القبيح المكرر الذي ينتجه عقله الملفوف بأحجار تراكمت عليه منذ الف وأربعمئة عام هجرية وميلادية وجليدية ،بل كلامه عن عفّة المرأة في استراليا ،العفة المهددة بالإغتصاب والعنف والإعتداءات الجنسية ،العفة في رأي الشيخ – المعتدل - الذي عاش في استراليا اكثر من ربع قرن ،- عفّة - ممهورة في فروج النساء فقط وليست في فروج الرجال ،وفي استراليا يسألون الشاب والشابة على حد سواء من قبيل المزاح أحيانا ً (هل أنت َ باكر – هل أنتِ باكرة )...ولكن باللغة الأنكليزية ..!

ولأنه شديد الحرص على بناته الأستراليات وخاصة (المسلمات كما إستدرك لاحقا ً ) ،وخوفه الشديد عليهن من العنف الجنسي المتمثل بالإغتصاب ،فقد نصحهن أن يجلسنّ في غرفهنّ ومنازلهنّ وأن يستقرنّ هادئات مطمئنات عاطلات كئيبات داخل حجابهنّ ،فهذا هو الحل بالنسبة له ،وإلا سيصبحنّ كلحم مكشوف للذباب في محل جزار ،نسى الشيخ ان اللحم الحلال الذي يباع في بعض محلات الجزارة الشرق أوسطية هي وحدها من يتجمع الذباب حولها وكذلك القطط ،فهو لم يجرب التنويع ليتسوق لحم حلال من أسواق استراليا (السوبرماركت ) فهي أسواق يهودية وهذا معلوم ..!

وكما تعرفون فلحوم الشيخ المكشوفة هي النساء أما الذباب والقطط فهما نحن الرجال ..وهو ليس مننا لأنه مقدس حسب الدين الذي يعتنقه وشهادة الأزهر الذي حصل عليها في الخطابة والغوغائية وتخدير الناس العاطلين بغيبيات الدين للتملص من واقع الحياة ،لذا فلا يمكن أن نعدّه قطا ًبيننا يلحس شاربيه في انتظار اللحم الحلال أو الحرام ..!!

بعد العيد الماضي بيوم واحد وفي جلسة الحديث عن العفّة ، كان الشيخ يتحدث بحسرة وقلق عن الإغتصاب الذي تتعرض له النساء في استراليا بسبب لحمهنّ المكشوف للذباب والقطط ،لكنه نسي العيد نفسه حين تعرضنّ فيه نساء محجبات ومنقبات وسط عاصمة بلده الأصلي القاهرة لإعتداءات جنسية عديدة قامت بها زمر من الشباب والمراهقين ،لم ينتبهة صاحب العقل الملفوف بما جرى في القاهرة ،لأنه لايتابع وليس له شأنا ً بما يجري هناك والذي جرى علنا ً أما سرا ً فالله العالم ،والذي يجري هناك خطير كما قال الكاتب المصري نبيل شرف الدين ،فهو إنذار بأزمة اجتماعية سياسية عامة لشباب عاطل مكبوت وحزين وفقير ومقموع ،لكن الشيخ له شأنه في تدبيج وتكريس الكراهية ضد الغرب الذي يعيش فيه مع بناته وزوجته ،فالكراهية هي رزقه الوحيد كرجل دين مسلم،فلم يتطرق الى مايحدث من جور وظلم وإغتصابات متنوعةعلى النساء في بلدان الإسلام المحبوبة لديه ويدعو اليها ..وهو يقول تكرارا ً أنا صاحب دعوة ....أي أيدولوجية ...،فقد ظهر على قناة العربية الفضائية ليقول بعد أن هزمه الصحفي حسن معوض ،أن في كل ستة دقائق يحدث فيها إعتداء جنسي على الفتيات دون السادسة عشر في استراليا ،وهذا يعني إن كل ساعة هناك عشر إعتداءات وكل يوم مئتي وأربعين إعتداء ًعلى فتيات استراليا ولوكان الأمر كما قال الشيخ لسقطت حكومات الولايات ومن ثم الحكومة الفيدرالية ولتوقف جون هاورد عن هرولته اليومية في الصباح الباكر ،لكن الشيخ (معروفا ً) بغبائه الشديد منذ أن حشر نفسه في قضية الرهينة دوكلاس وود الذي لم ُيشكر عليها ،فهو يتحدث لقناة تلفزيونية عربية ومشاهديها كلهم عرب أو ينطقون العربية وإمعانا ً منه في الغباء والنفاق حسب التقية – إتق الكافر -فقد قام بتحليل(من حلال ) المقامرة للمسلمين في سباقات الخيل على برنامج القناة التاسعة الأسترالية (60 دقيقة ) بحدود عشرة دولارات مساهمة منه في –الهارموني- مع القيم الأسترالية .

للشيخ صاحب العقل الملفوف أحباب في بلده الأصلي مصر ،فقد دافع عن قضيته مع اللحم المكشوف كتاب وشعراء ،أبرزهم شاعر الأخوان المسلمين السيد عصام الغزالي ،والسيد الشاعر الغزالي له صولات وجولات في تكريس الغباء الفكري والتخلف الحضاري والهمجية ،فبعد الأعتداءات الجنسية التي جرت على النساء في القاهرة في عيد رمضان الماضي دعى الغزالي في قصيدة عصماء الى الإعتداء على النساء السافرات وليست المحجبات مطلعها كما يلي :-

تمادت في خلاعتها كثيرا
ودك المذنبون لها سريرا
وطلت نجمة الإغراء عمرا ً
فكهربت المراهق والكبيرا
وفي ستينها إبتكرت حجابا ً
يهيج العين فتانا ً حريرا
وقالوا :يوم عيد الفطر شاءت
ذئابٌُ في الظهيرة أن تغيرا
فما اختاروا لغاراتهم فتاة ً
لعوبا ً ترتدي ثوبا ً قصيرا
ولكن مزقوا جلباب بنت
محجبة،وما وجدت مجيرا *

والمجير في دعوة الشاعر ونباحه الديني ،هو المخلص ،والمخلص حسب رأينا هو شيخنا وأتباعه في أستراليا ،أما في مصر وباكستان والسعودية لاينفق الشاعر فيها جهدهً لإيجاد المجيرون.


*شكرا ً للكاتب أشرف عبد القادر