بين الزنزانة الفردية و خيانة الحقيقة



إكرام فكري
2024 / 3 / 6

حيث يصبح بيت أهلي بالنسبة لي سجناً مظلماً حصناً منيعاً تود أن تعتلي أسواره العالية توقاً إلى الحرية فلا تستطيع ....تؤكد لي بيقين العارفين أنني لن أجد الحرية الحقيقية إلا في فيه ..
فكيف أجدها و أنا عاكفة جالسة معزولة أحلم و ألعن ...و أعد أيامي التي ليست لها أيام ...
أنا أدفع ثمن الاستقرار هنا نفسيا ... كم رصاصةً وكم شظية تأتي بلا مبالاة مع مقارنات واهية ... لكنك تعتقدين بأني بخير فقط لأنني ٱكل و أنام ...

و أنا بعمر ال21 ... ال 21 حيث من المفترض عندك أن أكون مصدر دخل ... يعمل يأتي بالمال ... كما كنتي عند جدتي .. لكن لم أستطع ... حاولت .. و فشلت ... أنا بالنسبة لك فاشلة لم أفعل ما تعتقدين أنه النجاة بالنسبة لي أو على الاقل بالنسبة لك ...لكن ماذا عن ما أريد أنا .... أريد أن أرفع الرايه البيضاء بوجه الحياة إن فشلت في كوني أنا ...

اختلفنا أم اتفقنا .. سأودعُ الزنزانة الفردية ... تاركاً كل مفاتيح الذكريات ... اِنكِ كُنتِ و لا زلت اَكبر مِما اَكتب .. واَجمل مِما يُقال ... لكن مهما كنتي أكبر منك نفسي ....

سأترك الزنزانه الفردية و سأبحث عن أيامي مع كل الشوق وكل أهات الحنين إليك ...
ودعتكِ على بغتة ... رغمَ اَنكِ ستكونينَ دائماً في جانبي ..مهما بَعُدت المسافات ومهما اِختلفنا ... فأنت أمي و التي أسميها الزنزانه الفردية هي بيتي حيث أنا لوحدي مغلق علي و لا أيام لي هناك ...

أعيش الٱن الواقع مع خيانة الحقيقة ... أخون الحقيقة و أسير حائرا ... مشيت أنا في وادي الحرمان أبحث عن كياني عن ذاتي ... أسير بين أمل و أمنيات كثيرة لعلي أكون أنا يوما من الايام ..
وادي ملئ بردهات الأيام عقبات تلو العقبات و كأن الحياة تقول لي لماذا أنت هنا ميلاد .. حلم يعقبه حلم ... حلم اختال ذكرياتي وليته لم يكن حلم ... لهفتي المجنونة .. سهم خالج الفؤاد يرمي بقلبي بين ألم و أمل ... وادي ليس له آخر .. لا نهاية له ...

أسيرة في سجن إبليس دون استطاعة مخالطة الجموع في كثير من اللحظات إلا أنني أستطيع أن أكون بينهم ... كوجبة جميلة ... قشطة بيضاء ... في ضوء أصفر ..
وحدي كفتاة بينهم أطالب بالنور الاصفر .. الذي يجعلني أسر الناظرين ... أحب ذلك ... أحب عبارات المدح و أن أكون مركز الاهتمام بينهم لم أحظى بذلك في حياتي الواقعية في زنزانتي الفردية ... و أرغب في المزيد دائما ...

أعجز عن التعبير و مشاركة أطراف الحديث بشكل جيد لكن لا أعجز عن مشاركة جسدي ...
كأن هناك خللا موجود بداخلي أو ما شابه لا أعرفه حتى ...

في جعبتي الكثير من الأفكار الغريبة في منظور الناس ، لكنها حقيقة في منظور الحقيقة التي أخونها .... أخون الحقيقة ... و أصرخ بها .. أحاول أن لا يتجاوز صراخي محيطي الضيق و لكن حتى ذلك لا يجوز ...بل أعجز أن أكون ضمن سياقه أو مشاركته ، لا أستوعب بديهيات جيلي أو التي تسير على أساسها شابة عادية من مقتبل عمري أحيانا أسمع منهن بأني "فشكل" أو من "عالم أخر" أو ما شابه سواء "مسطية" لذلك لا أرغب في الاختلاط بهن أو مع أشكال وأنواع قد تتكامل مع قدرات ذوي العادة إن كان هناك توافق بيننا في اطار بيئة يشمل كل الاشكال والأنماط الانسانية.... ارضية مشتركة و متساوية حيث يلتقي ذوي العادة وذوي التنوعات حيث لا يمكن هنا ..