اليوم الأممي لحقوق المرأة: أنا امرأة وأفتخر



زينة أوبيهي
2024 / 3 / 7

بدون مقدمات طلالية وخادعة، أنا امرأة وأفتخر...
عانيت كثيرا، كثيرا جدا، ومنذ طفولتي، تماما أو أكثر قليلا من جل بنات وأبناء شعبي. وفي جميع الأحوال، وبلسما لجراح قد لا تلتئم، فالمعاناة واحدة وإن تفاوتت درجاتها أو حدتها أو شراستها، بالنسبة للمرأة كما بالنسبة للرجل؛ حيث يكفي أن يحس عمقك الإنساني المبدئي بآلام الآخر، رجلا كان أو امرأة، طفلا كان أو شيخا، لتعاني وتتألم ويدمع قلبك...
أنا إذن امرأة ورجل في نفس الآن، وأفتخر...
ومن لا يتألم لآلام شعوب العالم ومن بينهم المغاربة والفلسطينيين بغزة اليوم وبكامل التراب الفلسطيني اليوم وغدا، نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا، ولا يعاني لمعاناتهم، كيف يحمل صفة إنسان، عربي أو أمازيغي أو كردي أو أي عرق آخر؟!!
وكيف لمن يصمت أمام هذه الجرائم الفظيعة ضد الإنسانية أن يحمل صفة إنسان...
والعالم يخلد اليوم العالمي/الأممي للمرأة أو لحقوق المرأة (08 مارس)، هل ستحضر المرأة أو حقوق المرأة، وخاصة تلك المرأة غير المدجنة، المرأة العاملة والمرأة الفلاحة والمرأة المعطلة والمرأة الطالبة وأيضا المرأة المناضلة الفلسطينية، ببرامج احتفالاتهم الروتينية؟
ستحضر المرأة بدون شك، لكن شكلا؛ ستحضر كصورة باهتة للاستهلاك ولتأثيث حفلات التماسيح المزركشة...
ستحضر معزولة عن السياق التاريخي لتضحيات النساء المناضلات، وفي مقدمتهن العاملات...
ستدبج البيانات وستقام الأنشطة بمناسبة 08 مارس بدون خلفية نضالية، وللأسف بهدف تكريس وإعادة إنتاج المعاناة والآلام، عن وعي أو بدونه..
نكرر، وسنبقى نكرر، بل نناضل وسنبقى نناضل ونؤكد أن تحرر المرأة رهين بتحرر المجتمع، أي تحرر المرأة والرجل معا من نير الاستغلال والاضطهاد الطبقيين. إن قضية المرأة قضية طبقية، وغير ذلك زيف وتوظيف انتهازي مقيت لمعاناة المرأة ودونيتها القسرية. وكلما استمرت معاناة المرأة ستستمر لا محالة معاناة الرجل، والعكس أيضا...
أنا امرأة بالفعل وباعتزاز، وبمعنى أنا ثورة، أنا المرأة/الرجل؛ أنا فلسطينية/فلسطيني...
باختصار نضالي، أعتذر منكم ومنكن، رفيقاتي ورفاقي، لا أستطيع أن أعبر عن عمق مشاعري وعن مدى حبي لكم كمغاربة وفلسطينيين وشعوب العالم كافة...
أنا قضية، وكفى...