التحيز لصالح المرأة في الاعلام المحلي للكفاءة أم للجمال



هيثم الشريف
2006 / 12 / 3

المرأة الفلسطينية التي تشارك الرجل الهموم وتشاركه الافراح تتساوى معه في القدرات لذا فانها تسير بالتساوي مع الرجل ايضا في قطاع الاعلام وتحتل مناصب قيادية في الاعلام المحلي كما احتلته في الاعلام العربي ..ولكن السؤال المطروح هنا حول دافع اختيار المرأة في الاعلام المحلي فهل يعود ذلك لكفاءتها أم لجمالها؟وهذا ما سنحاول الاجابة عليه.

"الحقل الاعلامي بالذات لا يمكنه استيعاب من لا تتمتع بالكفاءة والمهنية" تقول مديرة برامج تلفزيون وطن نادية عواد والتي أوضحت تقول" العمل الاعلامي بالذات هو عمل ظاهر للعيان يظهر مباشرة للناس فأي اخفاق أو أي خلل قد يحدث في هذا العمل سوف تكون نتائجه مباشرة وواضحة لذلك اعتقد ان من ليس لديه الكفاءة سواء رجل أو امرأة لا يستطيع ان يقوم بهذا العمل".
وقد شددت على أن اختيارها تم بناءا على الكفاءه والمهنية البحته وليس لكونها انثى "انا بنظري المرأة قد تكون مساوية للرجل في الكفاءات وقد تتفوق على الرجل في بعض الاحيان من حيث الكفاءات".
وكذلك عبرت عبلة رويس المذيعة ومقدمة البرامج في اذاعة جامعة النجاح في نابلس
والتي رأت أن التحيز يبقى دائما لصالح الكفاءة بغض النظر عن الجنس "اعتقد ان الاتجاه الاكثر في الآونة الاخيرة هو باتجاه الكفاءات بمعنى أن من يمتلك الكفاءة سوف يمتلك فرصة العمل بغض النظر أكان أنثى أم ذكر".

وقد دللت على رأيها بالاشارة لوظيفتها في اذاعة جامعة النجاح "اذاعتنا راعت الكفاءة والمهنية والتكافوء ما بين عدد الاناث وعدد الذكور..بحيث يكون العدد مناصفة (بمعنى ثلاث شباب وثلاث فتيات )والثلاث فتيات مؤهلات وحاصلات على بكالوريوس في الاعلام من جامعة النجاح.

ولم يخرج رأي علا القواسمة المذيعة في اذاعة منبر الحرية في الخليل عن أن الاختيار يكون بحسب الكفاءة لا لجمال المرأة"انا ألاحظ انه في المحطة التي اعمل بها هناك تمييز فقط لكفاءة الشخص الذي يؤدي وظيفته في الجهاز الاعلامي بغض النظر أكان شاب أو فتاة .

وذلك ما أشار اليه رئيس تحرير وكالة معا الاخبارية ناصر اللحام الذي نوه الى أن السبب وراء اختيار أكثر من نصف طاقم وكالة معا من الاناث يعود للكفاءة بالاساس وان معيار الجمال ليس الاعتبار الأول "لدينا 52 % من الطاقم مرأه ..رئيسات اقسام ادارة مونتاج تصوير انتاج و كلهن مبدعات..فنعم الرجل يفكر والمرأة تفكر.. الرجل يقدم والمرأة تقدم.. ولكن فوق ذلك أي ما بعد المساواة فان للمرأة افضليات زيادة خاصة وأن اقبال المجتمع على جمال المرأة شيء غير مهين و لا يتنافى لا مع الدين ولا مع الاخلاق ولا مع المباديء".

ورغم ذلك فقد اعتبرت منسقة وحدة التلفزة بمعهد الاعلام في جامعة بيرزيت نبال ثوابته أن المرأة في الاعلام المحلي مظلومة كمّا ونوعا حيث أوضحت تقول"المرأة مظلومة من جميع الجوانب اذ انها مظلومة من حيث الكم ومن حين النوع ومن حيث المعالجة وبالتالي فهي مظلومة كأعلامية في أخذ حيز تعكس فيه ابداعها وتجربتها وموهبتها".
الا ان منسقة وحدة التلفزة اشارت ايضا الى أنه حتى وان اعتبر هذا القطاع جديدا على المجتمع الفلسطيني الا ان المرأة ومن خلال الحيز الذي شغلته قد أستطاعت ان تثبت قدرتها وأن تكون أهلا للمسؤولية"المرأة الفلسطينية كاعلامية عندما تسنح لها الفرصة للعمل فهي تؤدي عمل مميز وابداعي مقارنة مع ما هو موجود في السوق الاعلامي في المناطق العربية الاخرى"

وتبقى الكفاءة والمهنية والخبره المعايير الاساسية للنجاح في مهنة المتاعب المليئة بالتحديات وروح المنافسة العالية بالنسبة للمرأة أو للرجل على حد سواء.