كارثة دهس أطفال مدرسة ابتدائية في البصرة، يقرع نواقيس الموت والحذر من استمرار الجريمة!



تيسير عبدالجبار الآلوسي
2024 / 4 / 3

تفاعلت وسائل إعلام مسؤولة مع حادثة مكرورة جسدت معنى الفاجعة الكارثي لأهالي ضحاياها بخاصة مع إفلات من يرتكبها من المساءلة والعدالة .. وأمام أعين الأهالي راح ضحية إهمال مركب من دولة بحوكمتيها الاتحادية والمحلية تجاه البنى التحتية المتهالكة ومن سائقي مركبات افتقدوا للرحمة بالآخر وبأنفسهم ومن مدارس تجاه مسؤولية ترتيب أنشطة ملزمة بتعاونهم ومن مرور ترك الحبل على الغارب في قضية تعيين مسؤول أمام نقطة عبور جد مهمة وخطرة وكل ذلك والأهالي بوضع لا يحسدون عليه أمام تلك الكارثة السوداوية التي حلت بالأبناء وبهم.. فمن سيحسم المشكلة ومخرجاتها الكارثية ومتى وكيف؟؟؟


في واقعة كارثية تعرض طلبة إحدى مدارس الهارثة الابتدائية بمحافظة البصرة للدهس، ما أودى بحيوات ستة منهم وإصابة 14 كثير منهم هم بحال حرجة! وعلى الرغم من المطالبات التي تكررت طويلا للأهالي كي يجري تأمين المكان مرورياً والإسراع بنصب مجسَّر يجنب الأطفال تلك الكوارث إلا أن ذلك لم يتم الاستجابة له في ظروف استمرار تدهور البنى التحتية وإهمالها بالمحافظة ومجمل البلاد بخاصة هنا مع تردي أوضاع الطرق ووسائل المواصلات وضوابطها المرورية..

ولم يحصد الأهالي من تفاعلات السلطتين الاتحادية والمحليات سوى وعود وهمية وموازنات مثقلة بالفساد ومشروعات متضخمة بأسباب التعطيل والتلكؤ ومن ذلك الإفلاس الناجم عن متغيرات الأسعار وسعر صرف العملة ومظاهر التضخم ومقاولات الباطن ومجمل فعاليات الفساد والإفساد ومن ثم سرقة الأموال المرصودة مع تأمين الإفلات من العقاب!

إن حادثة دهس طلبة مدرسة زينب الابتدائية ليست الأولى ولا الأخيرة في ظل مثل ذاك التماهل واللامسؤولية تجاه أرواح الأبناء بخاصة مع حالات إغفال مدارس وإداراتها تأمين عبور طلبتها بالتحديد لتلك المدارس الوافعة على شوارع مكتظة بالعربات وبسرعاتها وحالات إهمال تنظيمها..

وبهذي الفاجعة الكارثية لن تنفع حالات حداد أو تعاطف مضلل بقدر ما سيجدي القرار المسؤول بدءا بمنع إفلات كل من تسبب بالواقعة الكارثية ونظيراتها وليس انتهاء بوضع الحلول والبدائل والاتعاظ من الفاجعة الكارثية بدل البحث بتعويضات لن تعيد ضحية أو تسند كاهل عائلة منكوبة..

إننا إذ نشدد على أهمية وضع خطط ترقى لمستوى الواقع السائد وتنقذ ما يمكن إنقاذه ندين تهاون المسؤولين في مثل هذي الوقائع والمشكلات التي نجمت بسببها.. ونطالب مجددا بتحقيق يجري بشفافية تامة وعلنية تتناسب والواقعة مع استجابة مخططات العمل لمجمل المطالب الشعبية

وإذ تتحمل جميع أطارف المسؤولية من اتحادية ومحلية فإن الوزارات المعنية هي الأخرى يلزم إخضاعها للتحقيق والمساءلة..

أرواح أبناء الوطن أثمن من كل أشكال الاتجار والمساومات

نناشد المنظمات الحقوقية كافة لاتخاذ موقف حازم وتحمل مسؤولية متابعة ما حجق من واقعة مأساوية وتفعيل حراك يتناسب والفاجعة وقدرة التغيير وإنهاء أسبابها فلا ينتظر أحد أو يتخيل أنه بمنأى عن تلك الوقائع بل يلزم اتخاذ موقف مسؤول فوري وحازم.. هل حانت لحظة الحسم الحقيقية؟ أم سينظر بعضنا أو جلنا واقعة أخرى أسوأ وأكثر خطورة وكارثية من هذي التي نهبت أرواح أبناء من أطفالنا الأبرياء!!!؟ وأية حقوق بقيت نهدرها بعد أن وصلوا في مصادرة الحقوق حد سرقة أرواح الأبناء!؟ ماذا تنتظر الأمهات والآباء بعد تلك الفاجعة!؟

د. تيسير الآلوسي عن المرصد السومري