تغيير هوية المجتمع العراقي من خلال انتشار ظاهرة زواج السوريات في العراق



أكرم حياوي طعمه الشيخ علي
2024 / 4 / 22

الدكتور الحقوقي اكرم حياوي طعمه
وزارة الهجرة والمهجرين / الوحدة القانونية فرع ذي قار
في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والبيئية التي تواجهها الدول في العالم، تشهد العديد من المجتمعات تحولات اجتماعية وديموغرافية تؤثر على هويتها، واحدة من هذه التحولات هي ظاهرة زواج السوريات في العراق منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، اتجه العديد من النساء السوريات إلى العراق بحثًا عن الأمان والاستقرار.
نتيجة معاناة السوريين في بلدهم من الحروب والاضطرابات والفقر، ويسعون للعثور على بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا لبناء حياة جديدة، ومن جهة أخرى يعتبر العراق وجهة جاذبة للسوريات بسبب القرب الجغرافي والقوانين الزواجية المرنة والفرص الاقتصادية المتاحة، يضم العراق العديد من الجاليات المتواجدة على أراضيه، وتشكل الجالية السورية النسبة الأكبر منها، يعود ذلك إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها سوريا، حيث وجد السوريون في العراق ملاذًا آمنًا سواء في إقليم كردستان العراق أو في باقي المحافظات، ويتم تصنيفهم ضمن قوائم معينة تحت مظلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ويعاملون كضيوف في العراق حتى يتم حل أسباب اللجوء وتهدأ الأوضاع في بلادهم.
حيث ان مرونة المشرع العراقي في منح الجنسية العراقية ساهمت بشكل كبير في موافقة العديد من النساء التوجه الى العراق اذ ان من شروط منح الجنسية العراقية بالنسبة للأجنبي المتزوج من عراقية أو العكس هي الإقامة بين الزوجين على الأراضي العراقية بدون انقطاع وبدون السفر ومع بقاء العلاقة الزوجية وفي حال عدم وجود مانع أمني قانوني أو إداري.

ظاهرة زواج السوريات في العراق لها تأثيرًا ملحوظًا على الهوية العراقية، حيث يتمتع العراق بتنوع ثقافي واجتماعي كبير وعادات وتقاليد في الزواج مع تدفق النساء السوريات واندماجهن في المجتمع العراقي، تنشأ تفاعلات اجتماعية وثقافية جديدة. ومع ذلك، يمكن أن تنجم عن هذه التفاعلات تحديات وتوترات، خاصة فيما يتعلق بالاختلافات الثقافية واللغوية والاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الشباب العراقي صعوبات في موافقة المرأة العراقية على الزواج وكما هو متعارف للجميع متطلبات الزواج المكلفة للشاب العراقي قد لايسمع بها اطلاقا تلك الصعوبات والمتطلبات من زواج المرأة السورية التي دائما ما تكون بدون شروط مالية باهظة ومتطلبات تؤثر على قدرتهم على تأسيس أسرة بسيطة،
بعض التحديات التي قد تواجه السوريات والعراقيين في هذا السياق تشمل صعوبة التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى قضايا التمييز والتمييز الاجتماعي، قد يواجه السوريون صعوبة في التكيف مع الثقافة والتقاليد العراقية، وفي الوقت نفسه، قد يصعب على العراقيين تقبل واستيعاب الثقافة والعادات الجديدة التي يجلبها السوريون.
مع ذلك، يمكن أن يترتب على ظاهرة زواج السوريات في العراق آثار إيجابية أيضًا يمكن أن يؤدي هذا الزواج إلى تبادل الثقافات والتقاليد والمعتقدات بين العراقيين والسوريين، وبالتالي يعزز التفاهم والتعايش الثقافي بين الجانبين، كذلك يمكن أن يتعلم العراقيون من تجارب السوريين ويستفيدوا من خبراتهم في مجالات مختلفة مثل الأعمال والصناعة والتجارة، مما يسهم في تنمية اقتصاد العراق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
من المهم أن يتعامل المجتمع العراقي مع ظاهرة زواج السوريات بطريقة متساوية وعادلة، مع مراعاة حقوق ومصالح الجميع، لذلك يجب أن تتبنى الحكومة سياسات شاملة تهدف إلى تعزيز التكامل الاجتماعي والثقافي بين المجتمعين، وتوفير الدعم والخدمات اللازمة للسوريات والعراقيين على حد سواء، وكذلك يجب أن يتم تعزيز الحوار والتفاهم بين الجانبين وتعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية، مما يساهم في تعزيز التعايش السلمي وتعزيز الوحدة الوطنية في العراق، مع التأكيد على المحافظة على هوية المجتمع العراقي والعادات والتقاليد.