المراة في عام 2007



صبيحة شبر
2007 / 1 / 2

تكثر في هذه الأيام ، الدعوات الجميلة من اجل حياة أفضل للمراة العربية ، التي تعاني أكثر من أخيها الرجل ، من وطأة الأوضاع وسوئها ، فما هي الوسائل الكفيلة ، للرقع من مستوى المراة الثقافي والاقتصادي ، وتمكينها ان تتبوأ المكانة اللائقة بها ، وبالتضحيات التي قامت بها ، والأعمال المضنية التي استحقت بفضلها ، ان ينظر إليها باحترام وتقدير ..
المراة في منطقتنا الغنية ، تجد نفسها تتعرض للصعوبات ،، وأكثر من تلك التي يتعرض الرجل لها ، تقوم المراة بما هو واجب عليها ،، من أعمال خارج المنزل ، رغبة منها في مساعدة الرجل ، ومد يد العون له لرفع مستوى دخل الأسرة الاقتصادي ، لما للاقتصاد من أهمية كبيرة ،، في إشباع الحاجات المعيشية والصحية والثقافية ،، وكل ما يحتاجه الإنسان ،،ليحيا سعيدا مرفها في أسرة متعاونة ،، يجد ما يرغب فيه ،، من محبة وتفهم وحب ، وحين تعود المراة العاملة الى المنزل ،، بعد يوم كامل ،، من العمل المضني والشاق ، تجد ان أشغالا أخرى في انتظارها ، من طبخ وتنظيف وغسيل ، ومن عطاء متواصل للمحبة التي لا يستطيع أي انسان ان يعيش يدونها ، والتي تجد المراة نفسها ،، لما اتصفت به من رقة وحنان ، راغبة ان تمنح أفراد أسرتها ،، ما هم بحاجة اليه من عواطف ومشاعر ، لاتكون الحياة ذا قيمة وجمال ان خلت منها ، ولكن رغم كل التضحيات التي تقدم عبيها المراة ،، وهي سعيدة لأنها واعية تماما ،،أنها تقوم بها من اجل الأسرة أولا ،، وفي سبيل رفعة الوطن واستقراره ثانيا ، أقول رغم كل الأعباء التي تقع على عاتق المراة ، فان حياتها دون مستوى الطموح ، فما هي السبل الكفيلة بتحسين صورة المراة ، وتخفيف ثقل الأعباء الملقاة على عاتقها ، وجعلها تتمتع بحياة رغيدة ، تتناسب مع حجم الأعمال الكبيرة التي تقوم بها ؟؟ ؟
مجتمعنا يرزح تحت ثقل كبير ،، من المعتقدات الايجابية التي وصلتنا من الحضارات التي عاشت في ربوعنا ، فمن الواجب المحافظة عليها ، كما إننا قد ورثنا الكثير من العادات السيئة التي لا تتناسب مع جمال الأديان ومكارمها ، والتي نجدها متفشية بين الناس لعدم الدراية بأحكام الدين أولا ،، ولقصور في الثقافة ، أي قانون يبيح ان تحرم المراة من تعليمها ؟ وأي دستور يمكن ان يتحكم به الرجل بمصير المراة ، ويحرمها من بعض الحقوق التي أباحتها الدساتير الوضعية والأديان السماوية ؟، الأب يمكن ان يكون حنونا متعاطفا مع الابنة ، يتفهم حاجاتها ، ويحرص على مساعدتها لتحقيق أهدافها ، والوصول الى أحلامها المشروعة ، ولكن من ذا الذي يبيح للأخ المتزمت غير المتعلم ان يتحكم بمصير شقيقته ، ومن يسمح للزوج غير المحب ان يأمر وينهى بما لم يرض به قانون الهي او دستور وضعي ؟
لقد أباح الدين للفتاة ان تتزوج من الرجل الذي تختاره ، لماذا تقف عائلتها ضد هذه الرغبة ،،ان كان الرجل يتصف بالصفات التي يمكن ان تسعد الزوجة ، هل إجبار الفتيات على الزواج من رجل تأباه ،، من الأمور التي يرضى به ديننا الحنيف
نصوص كثيرة في القران الكريم تتضمن إكرام المراة وتقديرها والرقع من شانها ، لماذا يحرص البعض على عدم تنفيذ تلك النصوص الا بما يتواءم مع مصالحهم الشخصية
سنة جديدة تهل علينا ، ومن الواجب ان يعيش الجنسان فيها عيشة لائقة تليق بالإنسان ، ذلك المخلوق الرائع الذي اختاره الله كي يكون خليفته في الأرض