سماسرة الاسلام السلطوي ..وتجارة اللحم الطري



ليث الجادر
2007 / 1 / 10

في حين يستجمع البعض منا كل قواه وتاخذه حميته التقدميه الى ان يدعو الى (((انصاف المرأه )) ويحاول في دعواه تلك من ان لا يثير سخط وغضب ((((شقاوات )))) السلطه ...وفي بعض الاحيان النادره يشذ عنا اخرون واخريات ويتمكنوا بشكل يثير الاعجاب والحيره من ان ((يمسحوا على جباههم نقطة -الخوف- تلك ويندفعوا بالدعوه الى مصاف مطلب تحقيق حرية المرأه ومساواتها الكامله مع الرجل ...فأن اؤلئك ((الشقاوات ))) الذكوريين يكافئوننا على لياقتنا الادبيه الجبانه ليردوا على دعوتنا ((الانصافيه )) بسيل من الاستجابات الخطابيه التي تجرف معها خليط من ايات قرانيه مجتزئه من معناها العام توحي بامكانية انصاف المراه مع ذكر حديث نبوي رومانسي بحقها والذي انتخب من بين عشرات الاحاديث الصريحه التي ترسخ مفهوم عبودية ودونية المراه وتؤكد حق الرجل في تعامله الفوقي معها وترشده بتعاليمها الفذه الى سبل التعاما مع هذا الكائن ((الناقص عقلا )) واذا كان مزاجهم رائق فانهم لا يتوانون في التواضع ليؤكدوا لنا كيف انهم انصفوا المراءه عمليا حينما يشيروا الينا بتبؤ بعض قريباتهم مقاعد في برلمان لا برلمانيه له ...اما جوابهم على المطالب الوقحه لاؤلئك اللذين شذوا عنا بفعل شجاعتهم المفرطه فتبدأ فورا بالتهديد والملاحقه ويوازي ذلك ان يصبوا جام غضب نشاطهم الخطابي عليهم وعلى مرجعيتهم الفكريه ..وبما ان اؤلئك الشجعان والشجاعات هم في حقيقة الامر ينحصر انتماؤهم الى الشيوعيه العماليه (((حتى لا يفهم على انهم شيوعيون عراقيون )) فهؤلاء الاخييرين براء من تلك المطاليب براءة الذئب من دم يوسف ... فيتعمد خطباء السلطه ومفكريهم لا بل حتى مفكراتهم اللطيفات الى التشهير والتحريف بمفاهيم الفكر الشيوعي وأدبياته الخاصه بالمرأه .. ليحشو روؤس الناس بنظره مزيفه تفسر الدعوه المساواتيه على انها دعوه لشيوعية المرأه الجسديه ومحاولات لترويج حسب ما يسمونه هم ب ((الدعاره ))) او ((العهر ))) ... وتتخذ تلك الدعايه القذره درجات خطابيه متفاوته تقترن بالمستوى الذهني ومقدار الوعي الموجه اليه الخطاب ... فمن السذاجة منطق ربط ظاهرة قابعه في بطن التاريخ العربي الذي يذكر لنا بان بائعات الهوى كن يعرفن بصاحبات ((الرايه الحمراء )) لاعتمادهن رفع تلك الرايات على بيوتاتهن كمرشد لطالبيهن ..مع لون راية الشيوعيه العالميه ذات اللون الاحمر ؟؟؟؟ ومرورا باستشهادهم الغير منصف والغير موثق الا بالافتراء على رجل شيوعي ربما لا وجود له الا في مخيلتهم والذي يدعون انه مارس الجنس مع ابنته وحينما سئل عن موقفه ذلك وكيف اقتنع به ... اجابهم بسؤال ((اذا ما جاء احدكم ببذره ثم زرعها في ارضه ثم نبتت تلك البذره واينعت شجره ثم اثمرت ...فالى من سيكون حق تناول تلك الثمره ؟)))) ..ليس المهم صدق او حقيقة ما يدعون بل ان المهم انهم يمارسون نشاطهم الدعائي المعادي الهزيل بكامل الحريه المتاحه لهم ولا غريب ان يجدوا من يصدقهم في احيان وفي احيان اخرى يؤدي جهدهم ذلك الى زرع بذور الشك اتجاه الشيوعين والشيوعيات ..وفي كل الاحوال فان ذلك سيؤدي الى عدم تشخيص جوهر موقف اؤلئك الدعائيون السلطويون اللذين ينتمون بمجملهم الى الاسلام السلطوي ...ان الشيوعيين لم يفلحوا لاسباب موضوعيه اجتماعيه من ان يوضحوا موقفهم على انه مطالبه بتحرير المراه من العبوديه المزدوجه التي تستمد عواملها من وجهها الطبقي ومن طبيعة البناء الفوقي المرافق لذلك الصراع (((الدين ..العادات ..الاعراف ...الفن ...الثقافه ...الخ )) ..وان تلك المعادله والرضوخ لها يمثلان في جوهره انتاج المرأه على انها سلعه بضائعيه لها قيمه تبادليه وترضخ لشروط السوق بكل تفاصيلها .. وبينما هم يحاولوا من ان يتدرجوا في تحرير هذا الكائن المسكين ويبدؤا من انتزاعه من براثن المؤوسسات الفوقيه ويدعون بذلك الى تحرير ((الحب ))) ..ينبري لهم تلك القوى الظلاميه لتصف دعواهم تلك على انها محاوله لتحرير ((الجنس )) والتي تتخذ في ذهنيتهم شكلا واحدا يتاطر في نظرتهم الى المراه على انها فقط سلعه ينحصر شكلها الانتاجي في ما يكتنزه نهديها وسرتها وفخذيها من لحم طري ويتوقف تحديد مقدار قيمتها على ذلك ..وهي بذلك تمثل لهم في جانب من جوانب نظرتهم مصدر رزق كبير يتحكم في مسالة تراكم مردوداته عاملي اشباع الغريزه وقمع تلك الغريزه ... ان ما يوفر ديمومه انتاج هذه السلعه هو اشتراطات الاسلام السلطوي متميزا بذلك عن كل الاتجاهات الفكريه البرجوازيه التي تمتلك نفس الرؤيه ... وهو بذلك يوفر لرجالاته مراكز تجاريه بكل ما من معنى لهذه الكلمه ...فهي ليست معنويه ولم تكتفي بان تكون كذلك على عهدها السابق بل انها ذات كيان مادي ووجود واقعي ملموس يمكن التعامل معه بصوره مباشره وماديه ... فهي سوق او معرض لتلك السلع الجسديه ...ولعل اكبر معلم من معالمها اليوم هو المركز (((النجفي )) الذي تبلورت معالمه بشكل دقيق وهو يوفر لزبائنه كل الشروط الواجب توفرها من مكاتب سمسره تتولى تنظيم المعاملات النقديه بين بائع السلعه وبين مشتريها لقاء اجر معين لاصدار سند ((الحيازه والملكيه )) وما يسمونه هم ب ((عقد النكاح المنقطع ))) تمييزا له عن عقد النكاح الدائم والذي يسمح لدخول طرفي الصفقه -البائع والمشتري - الى فنادق تختلف درجات خدمتها لاتمام عملية -الاستهلاك - الجنسي والتي تكتفي المراه فيها من اشباع رغبة الذكر منها مقابل اشباع حاجاتها الضروريه من ماكل ومشرب ومنام وفي بعض الاحيان تتم مكافئتها على جودة لحمها وطريقة تقديمه للغريزه بمنحه ماليه تكفي لاعادة ترميم جسدها ..ويشهد المركز التجاري وأود ان أؤكد بجدية هذا الوصف (((مركز تجاري ))) رواجا كبيرا في ظل الوضع المتردي الذي تعانيه المرأه .. والذي تغذيه ظواهر التردي الذي يجتاح المجتمع العراقي ...حيث يخيم عليه ظلام الحرب الاهليه وما تفرزه من حالات تشرد وتهجير والبحث عن ملاذ امن وتأزم خطير للبطاله ... يوجد هذا المركز حسب ما استطعنا كن احصائه على 15 مكتب تسويق يرتبط بها ما يزيد على 20 فندق او ماوى ..ويخضع ملاكها الى ضريبه تدفع الى جباة ينتمون الى ميليشيات الاسلام السلطوي الذي يرعى عمليات المركز بشكل تام ابتداءا من منح تراخيص مكاتب التسويق الى تعيين اماكن الاستهلاك وانتهاءا بتوفير الحمايه الامنيه للمتبضعين واللذيين تختلف مستويات التعامل معهم تبعا لاختلاف قدراتهم الماليه ..وما ينطبق على مركز النجف ينطبق على مركز كربلاء والكاظميه ... ان الخوض في حيثيات وتفرعات واسرار هذه التجاره الاسلاميه الرائجه اليوم في العراق (((المسلم ))) لا يمكن ان تستوفيه بعض السطور التي نتجرء على كتابتها ...ولكن هنا نكتفي بالاشاره الى احد الحالات التي افرزتها تلك الضاهره التجاريه ..والتي تؤكد ولو على صعيد محدد وجود تلك العلاقه الجدليه بين فساد السلطه البرجوازيه والممارسات الشاذه للاسلام السلطوي ومدى التحام الاثنين في واحد غير قابل للتجزئه ...فلقد صار من الشائع اليوم ان العاطلين والعاطلات عن العمل لا بد وان يراجعوا اشخاص معينين وحهات غير رسميه محدده تتكفل بايجاد فرص عمل لهم ... وصار بذلك احد تلك الجهات والافراد هم سماسرة تجارة اللحم الطري اللذين بالطبع اقتصر لحد الان نشاطهم على النساء الارامل والعوانس واللاتي تبحث اغلبيتهن بالاضافه الى عملهن عن فرصة عمل لاابنائهن او اخوتهن ....وبما ان بعضهن تحتوي اجسادهن على جوده عاليه من المواصفات التي تشتهيها الغريزه الذكوريه لافراد السلطه المعنيين بذك الواجب ((((الوطني )))) ..فأن سماسرة تلك المكاتب التسويقيه يجدون فيهن فرصه ثمينه اخرى للاستثمار والتي تتمثل بعقد صفقه مع كلا الجانبيين ((الباحثه عن فرصة العمل ))) و((المانح ))) ... فتكون النتيجه كما يعبرون فيما بينهم عنها (((((((((ساعة في الفراش مقابل فرصة عمل ) ))))) ... وبعد كل هذا فأنه لا مدعاة للعجب او عدم الفهم لكل المواقف الصلفه لشقاوات وربما ((شقيات ))) السلطه اتجاه كل دعوى لتحرير المرأه ومساواتها ... فأ، تحقق ذلك لا يعني في نظرهم وهذا صحيح الا حرمانهم مصدر من مصادر رزقهم ((الحلال ))) ...