![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
كريمة مكي
!--a>
2025 / 3 / 6
و هاهي بية تفاجئني بخبر السفر و مازلت لم أسعد بعد بنجاحها في الباك الذي جاء كبلسم لجراح تتوالى بلا هوادة.
لم تخبرني بنيّتها للسفر و كانت تعد له من سنتين.
كانت كتومة كوالدها و زاد اهتمامي الزائد بها في نفورها مني و إخفاء مخططاتها عني.
حاولت أن أضع مسافة بيننا بعد أن شيّبتني بخروجاتها و سهراتها ففشلت و كان تفوقها الدراسي عادة ما يشفع لها فأعود أراضيها و ألبي طلباتها المادية التي لا تنتهي.
هل دللتها أكثر من اللازم؟؟؟
هل كنت أستطيع أن افعل غير ذلك؟!
كانت تتأفف من تدخلي في شؤونها و مراقبتي إياها و اختارت معهدا غير المعهد الذي أُدرّس فيه لتكون على راحتها.
كنت لا أقبل و إلى الآن لا أقبل كيف أن مراهقة تسهر خارج البيت إلى منتصف الليل.
انغلبت على أمري و كنت في تفكير مدمّر فيها: هل نامت جيدا، هل أكلت جيدا... و هل ...و هل
و أطبخ لها فتترك أكلي و تأكل خارج البيت!!
و أشتري لها ثياب و أشياء أخرى فتتركها و تطلب مني المال لتشتري على كيفها.
كنت أخاف على صحتها و أتألم كيف يكون هكذا أسلوبها في الأكل و النوم و أرجح أن جينات أبيها غالبة عليها فذلك أيضا أسلوبه في الحياة الذي أتعبني.
فأنا أحبذ النوم الباكر و الصحو الباكر و لا أحبذ أكل المطاعم إلا نادرا لأني أتخيله دائما وسخا بأيادي عمال غير نظيفين و بمطابخ قذرة.
حاولت كثيرا أن أثنيها عن ذلك بأن أثير قرفها من محلات تبدو راقية و فخمة و مطابخها متسخة فتمتعض قليلا ثم تستمر في نهجها.
في الحقيقة أنها تفعل ذلك منذ صغرها: ترمي اللّمجة التي أعتني كثيرا في إعدادها لها و تذهب لأقرب محل أمام المدرسة لتشتري منه.
كذلك كان أبوها إذا ما جاءته دعوة لغداء أو عشاء ترك لي الطبق و خرج!! لولا أنه مذ داهمته الأمراض و صار متوجسا من تأثيراتها عرف قيمة الأكل الصحي الذي أجتهد فيه بعد أن أجمع علوم الأوّلين في التغذية و المعاصرين.
لماذا أنا هكذا؟!
لماذا هم هكذا؟!
لماذا لم يجمعني الله بمن هم مثلي أم أنه مكتوب عليّ أن أجتمع بمن يعذبني لأذوق طعم الشقاء و يطول، رغم الحب، بيننا هذا العناء.
*مقتطف من قصة ʺكنت سأكون زوجة للدكتاتورʺ تونس 2011
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|