ندوة حول كتاب حرية المراة بين المرجعية الإسلامية والمواثيق الدولية لأبراهيم القادري



عائشة التاج
2025 / 4 / 17

ظمت شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ندوة لقراءة كتاب الاستاذ ابراهيم القادري حول :حرية المرأة عبر التاريخ ما بين المرجعية الإسلامية و المواثيق الدولية يوم 15 أبريل 2025
حيث قدمت 4 باحثات قراءاتهن للكتاب ولاهم محاوره.وهن ماجدة الهاشمي ، بثينة الغلبزوري ،سعاد زبيطة ،ولطيفة البوحسيني وتسيير وفاء المصمودي ,
اختلفت المقاربات باختلاف المرجعية و المنهجية المعتمدة.
وهكذا استفاد طلبة الماستر في التاريخ وكذا بعض المدعوين من الحضور من حصة جد دسمة حول قضية المرأة عبر سيرورة تاريخية عرفت فيها القضية الكثير من الجدل وأيضا الكثير من التجاذبات ما بين المكونات المحافظة ذات الروافد السلفية و المكونات الحداثية التي تعتمد على القراءات المتطورة للتراث الديني والثقافي وتعتمد أيضا على المواثيق الدولية ،
ولقد حظيت خطة إدماج المرأة باهتمام خاص حيث قدمت الأستاذة لطيفة البوحسيني إضافة نوعية من خلال جرد جد دقيق للمراحل التي عرفتها هذه الخطة، باعتبارها وثيقة حكومية رسمية ساهم فيها أطراف من المجتمع السياسي والمدني... فكانت الصورة واضحة لسيرورة إصلاح المدونة المعتمدة سنة 2004 بعد مخاض جد عسير متوجا بتحكيم ملكي حافظ على التوازنات المجتمعية بحكمة وذكاء كما جاء في تدخل لرئيس شعبة الدراسات الاسلامية .
وكانت المعطيات التي قدمتها الباحثة لطيفة البوحسيني ،من قلب الحدث وسخونته باعتبارها إكانت آنئذ موظفة بوزارة التنمية والأسرة جد مقربة من الوزير سعيد السعدي ، وباحثة أكاديمية في تاريخ النساء ،إذ جابت ربوع المغرب للتعريف بهذه الخطة ,,,
ولقد تجاوزت الجانب السردي لفصول الكتاب ،مفككة أهم محاوره من منظور جدلية الكونية والخصوصية بمهارة نظرية أصيلة تنم عن رؤية واسعة لقضية المرة باعتبارها قضية إنسانية أولا وقبل كل شيء ,
ومما أثار انتباهي لدى المؤلف ،هو حرصه على التقريب بين وجهتي النظروحرصه على أن تستفيد آلاف النساء المغربيات من قوانين وإصلاحات منصفة تتجاوز التجاذبات الإديولوجية أو السياسوية الضيقة ,
و بهذا يكون رداء المحبة بنكهته الصوفية قادرا على لم الشتات والحفاظ على التماسك المجتمعي ,
فالإسلام في نظري ،دين كوني ،لم يتمكن من الانتشار في مختلف القارات وترك بصماته على كل الثقافات إلا عندما أنتج فلسفة بجبة واسعة ،مؤهلة لاحتضان كل الثقافات ،وعندما كان قادرا على استقطاب عباقرة مختلف البلدان ، ويعيد قراءة ثقافات الآخرين و يدمجها في إنتاجاته كإسهام أساسي للإرث يالإنساني
فإذا كنا نرى اليوم المساجد والمراكز الإسلامية في كل بقاع الأرض ،فذلك كان بفضل العباقرة المسلمين من كل الأجناس والثقافات كابن رشد وابن سينا والفارابي وابن عربي و جلال الدين الرومي وابن خلدون وغيرهم كثيرون الذين قدموا للبشرية أبحاثا أصيلة في الفلك والطب والفلسفة و الجغرافيا والتاريخ وعلم الاجتماع بكثير من الحب والسخاء ,,,وبالتالي فنحن جزء من التراث الكوني ومسؤوليتنا هنا والآن هو استعادة مكانة الصدارة والتموقع بما نستحقه ،بقوة الفكر والحضور على عدة واجهات ,,
ولن بتأتى لنا ذلك إلا بتقديم منتوج حضاري قادر على استيعاب الآخر والتفاعل معه على أساس قيم إنسانية نبيلة تركز على المشترك بين مخلوقات الله ,
وتشكل قضية المرأة أحد الامتحانات الحقيقية لمساءلة منظومتنا الثقافية بمختلف مكوناتها ،إلى أي حد تستجيب لمباديء العدل والإنصاف والمساواة
كل الشكر لشعبة التاريخ على هذه الندوة الشيقة ،التي تعكس الدور الحقيقي للجامعة في تداول الأفكار بكل رقي وتحضر مهما كانت الاختلافات ،فالاختلاف غنى وعلامة على حيوية المجتمع دون منازع ,