![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
نساء الانتفاضة
!--a>
2025 / 4 / 20
(البغاء هو حدوث عملية جنسية بين رجل وامرأة لتلبية حاجة الرجل الجنسية، ولتلبية حاجة المرأة الاقتصادية) نوال السعداوي.
"تعد معاملة شخص ما كسلعة، حتى بموافقته، جريمة". وزيرة المساواة السويدية، مارغريتا ويمبرغ.
أي شخص عاقل يرفض بشكل مطلق المقارنة بين السويد والعراق، ليس فقط بخصوص ملف حقوق المرأة، فهذا الملف هو الأسوأ في هذا البلد "العراق"، وهو بنفس الوقت الأكثر تطورا ورقيا في السويد، نقول لا يقتصر فشل المقارنة على هذا الملف، بل بمختلف جوانب الحياة، فهذه المقارنة غير منطقية تماما، لكن ما يلفت الانتباه هو ملف "الدعارة"، فأن السلطات في السويد كانت قد جرمت العمل بشراء "خدمات جنسية"، او ما يسمى البغاء، وذلك منذ العام 1999، وهي البلد الوحيد الذي اعتبر الدعارة عنف ضد النساء.
في البدء لنلاحظ أن:
(هناك 40 مليون امرأة تستغل جنسيا "عبدة جنس" عبر العالم، 75 بالمائة منهنّ تتراوح أعمارهنّ بين 13 و 25 سنة.
وتشير التقارير الى ان العبودية الجنسية هي الاكثر ربحاً، اذ انها تدر 36 ألف دولار سنويا عن كل مستعبد-ة، وتذكر المنظمة بأن النساء تمثل 66% من ضحايا الاتجار بالبشر، وان 90 مليار دولار تأتي من تجارة الجنس).
في العراق هنا السلطة معاكسة تماما لشكل السلطة في السويد، فحيث العلمانية المتقدمة جدا في السويد، فهنا إسلامية متشددة الى حد ما، خصوصا بقضية النساء، فمنذ ان جيء بالإسلاميين الى السلطة بعد 2003، والهجمة مستمرة على المرأة، توجت هجمتهم بفرض التعديلات الرجعية على قانون الأحوال الشخصية، الذي يبيح الزواج من الطفلات الصغيرات.
لم يقتصر عمل القوى الإسلامية على فرض القوانين الظلامية والرجعية والمتخلفة فحسب، بل عملوا على تأسيس مافيات وعصابات للاتجار بالنساء، فتشكلت أماكن وبيوت وشقق سرية ومزارع وملاهي لتدير شبكات السمسرة والقوادة، برعاية قادة ميليشيات وضباط جيش وشرطة وامن وأعضاء في مجلس النواب ومستشارين حكوميين رفيعي المستوى "الحكومي فقط"،
وكانت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تسرب بين الفينة والأخرى فضائح لهذا القائد او ذاك النائب، وحدثت جرائم قتل كثيرة لبعض من "البلوكرات والفانشستات"، والقي القبض على بعضهن واودعن السجن، لأنهن هددن بفضح أسماء كبيرة، وقسم منهن تم التفاوض معهن لعدم كشف أية أسماء.
لقد نشطت الدعارة والبغاء في العهد الإسلامي الحالي بشكل كبير، فالبتاوين وام الطوايل وبعض المزارع في أطراف بغداد وبعض الشقق الفارهة في مناطق بغداد الراقية كانت مسرحا لعمليات شراء "الخدمات الجنسية"، واشتهرت أسماء كبيرة في هذه المسارح لقوادين-ات، كانوا تجارا لهذه "الخدمات الجنسية"، تسندهم وتدعمهم أسماء كبيرة ولامعة في السلطة والميليشيات.
في كتابه "البغاء السري في بغداد" يوضح المؤلف كريم محمد حمزة "العلاقات الجنسية في مجتمعنا محاطة بستار كثيف من السرية، تقف حائلا دون جعلها حقلا للاستقصاء العلمي المنظم"، وهذه حقيقة جوهرية، فلا يمكن ان تحصي عدد من يمارس مهنة البغاء، ولا يمكن الدخول الى الأماكن المخصصة كصحفي او باحث لتستقصي تلك الأماكن، بالتالي فستكون البحوث قاصرة.
في قصيدة المبغى للشاعر بدر شاكر السياب يذكر "بغداد مبغى كبير" ثم يقول في شطر آخر "بغداد كابوس"، فالمبغى هو كابوس، ففيه تدار أقذر عمليات المتاجرة بالنساء، هناك تجري عملية اقتصادية تامة "عرض-طلب"، يفقد فيها الانسان انسانيته، ويعامل على انه أداة جنس فقط.
ان الفرق كبير وواسع جدا بين ما تفعله السويد العلمانية وبين العراق الإسلامي، فهناك لا يمنعون المرأة من بيع "خدمات جنسية"، بل يمنعون الرجل من -شراء- ان يقدم طلبا لذلك، ويتم حبسه لمدة ستة شهور، انهم يطمحون الوصول لمجتمع بلا دعارة، بعكس العراق الإسلامي الذي يهدف الى نشر الدعارة والبغاء في كل ربوع "الوطن السعيد".
طارق فتحي
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|