![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
ايليا أرومي كوكو
!--a>
2025 / 4 / 21
في السَّرْحُ أقرع الشردن !
تعد مرحلة الطفول والصبافي هيبان من أمتع وأجمل مراحل العمر . وقد تتشابة هذه المرحلة العمرية لدي كل الاطفال الذين نشأوا وتربوا في جبال النوبة في كل زمان ومكان . فهي المرحلة التي تتميز بالبرائة والشقاوة معاً وفي وقت واحد . بل يصعب ويستحيل فهم ان يكون المرء شقياً وبرئياً في آن . لكن الطفولة تتيح الفرصة لكل انسان ان يعيش النقيضين بتفاصيلها وتداعياتها والنواقص بقبول وتسامح ورضي من الجميع . ويكبر الاطفال ببرائتهم وشقاواتهم وينسون كل شيئ كان في غمارة الحياة . هذا بينما تظل ذكري أجمل ايام العمر عالقة بالذهان تستدعيها الذاكرة من حين لحين مهما كانت سعيدة او تعيسة فهي تبقي ذكري جميلة علي كل حال .
ايام كنا نلهو ونلعب نجري ونركض ثم نتعارك نتشاغب ونتشاجر نضرب بعضنا بالعصي والحجارة ضرباً مبرحاً . واحيان نستخدم ثمار الدوم الناشفة الكوسترل والنيم . في كثيرة من الاحيان نصيب صديقنا بجرح مؤلم دامي فيبكي ونبكي معه كاننا جميعنا تأذينا أصبنا وجرحنا فتألمنا وبيكنا. لكننا في وقت وجيز نضمد جراح المصاب منا ثم نكفكف دموعه دموعنا ونعود للعبنا كما لم يكن شيئاً ابداً قد حدث بيننا .
اتذكر ونحن رعاة صغار نخرج الي سرح البهائم من العنزات والضأن وبعض الابقار لمن يمتلكون الابقار . وكان حتي من لايملكون لا بقرة ولا عنزة واحدة مثلي يخرجون للسرحة مع الذين يملكون والكل يسرح بمن فيهم من لا غنزة له كأنه يملك مئة بقرة . الجميع يتشاركون هنا الحلب واقتسام الحليب وشربه او أكل اللحوم عند الذبح . نعم كنا نخرج جميعاً للسرح او الي النفير في المرازع والحقول. وعندما نسرح ونمرح في اللهو واللعب والمطاردة ننسي عملنا وتضيع منا البهائم وتدخل المزارع والحقول وتضر بالزروع . وفي كثير من الاحيان يهجم علينا أصاحب تلك الحقول بسياط النيم ويتم جلدنا جلد غرئب الابل من طرف . وقد لا يكون لك ناقة او بقرة ولا حتي ثغلية عنزة لكنك تكون قد أوسعت شبعت ضرباً وجلد .
في العصريات كنا نعود طريقنا الي البيوت فبعضنا تكون كل غنمه معه واخرين يعودون بدونها فيبتدأون في سؤال كم من يقابلهم . يا فلان انت ما لقيت غنمي ويا علان انت ما شفتي بقرتنا الخضراء او غنمايتنا الصفراء وكنا مصابين بعمي الالوان. بعدها يتجتمع كل الصبيان في ميدان الكبير ميدان طيارة ليبدأوا في الصراع او لعب كرة القدم و شليل وينو أكلو الدودو اوالصلص ريثما تأتي العنزات او البقرات التي رتعت وشعبت في الجباريك والحقول . او ربما يقودها أصحاب أحد تلك الحقول التي رتعت فيها الي زريبة عمك كنده ميت . فيتدخل الاطفال الاشقياء المشاغبين بين من يقودها بغرض اخذها منه عنوة قبيل ايصالها الي الزريبة . وهنا تدور المطاردات فر وكر بين الاطفال ومن يقودون بهائمهم وفي الغالب يغلب الاطفال الاشقياء بأنتزاع كل او بعض بهائمهم قبل ايداعها في زريبة الهوامل . فأن لم يتمكنوا من ذلك فالجلد والضرب هو مصيرهم المنتظر وربما الحرمان من الغداء والعشاء الا من رحم أابائهم . وهذا ما يجعل الاطفال والصبيان يشمرون عن سواعد جدهم مجتهدين لأنتزاع أغنامهم قبيل ايصالها الي زريبة هوامل عمي كنده ميت !
مع ساعة الغروب تتسلل كاللص الي البيت متجسساً وصول الغنم قبلك . فتتأكد انها رجعت بسلامتها وهي شبعانة تريانة بدونك . تتردد ما بين الدخول والصدود ثم المبيت عند أحد أصحابك تفادياً للعقاب . فتدعوك أمك الحنونة بالدخول بعد أن أمنت لك ان والدك لن يجلدك الليلة بشرط ان تعده بأنك لن تكرر الجرم . في صباح اليوم التي يدللونك لشرب الشاي ان وجد وقضاء بعض المراسيل ومن ثم تناول الفطور الكارب استعداداً للخروج الي السرحة . لكنك في دواخلك تقول مردداً لهم في قلبك يا : ( يا ساعي وين الراعي ) . لتكرر نفس السيناريو بنفس الوتيرة ان بوجه جديدة ودواليك !
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|