غياب الصرخة وبقي الأمل



مدحت قلادة
2025 / 4 / 23

رحل عن عالمنا الفاني الإعلامية الرائدة و القبطية الأصيلة حفيدة القديس ماركوس الرسول نادية يوسف هذا الملاك الجميل الذي حمل الالام شعب كامل من اضطهاد و تنكيل من جماعات اسلامية و قضاء عنصري و اجهزة قمعية ،،،

الإعلامية الراحلة نادية يوسف كان عملها في القناة القبطية المعروفة كوبتك سات حملت داخل قلبها الصغير الالام الملايين و كان اسم برنامجها يحمل صرخات الملايين و الأمل لغد افضل"صرخة وأمل"

مميزات اتصفت بها الراحلة نادية يوسف كاعلامية وهي .

البساطة : كانت بسيطة في كلماتها تنزل للجميع ليفهم الموضوع ليشارك بفهم و وعي بل بهذة البساطة كسبت العديدين لقضايا الأقباط العادلة

الدراسة و المعرفة : كانت لا تقدم برنامج بدون دراسه للموضوع ولذلك اتسم برنامجها بالعمق في فهم كل جوانب المشكلة و كانت تتطرق بعرض المشكلة بكل أمانة وفي نفس الوقت تعرض وتطلب الحلول الجاده لحل تلك المشكلة

الجراءة والموضوعية : نادرا ما يتطرق الإعلام المصري العام لأي اعتداء على الأقباط و تميز الإعلام المصري المنحاز في وصف الاعتداءات باسم فتن طائفية و طالما استخدم تعبير مستهلك متطرفين من الطرفين ،،،!!! إلا ان الراحلة الأستاذة نادية يوسف كانت تتميز بالجراءة والصدق فكانت دائما توضح ان هذا اعتداءات وليس فتن ،،،!! و ان هذا تطرف اسلامي وليس من الطرفين ،،!! فكانت كلماتها قوية صادقة جريئة .

العمق والتنوع في اختيار الضيوف : تميزت الراحلة بعمقها في مناقشة اي قضية فكانت تدرس الجرائم الحادثة ثم في ضوء ذلك تستضيف ضيوف جديرين بالتقدير من حيث المعرفة القانونية او الاجتماعية ،، فكانت تصل بالمشكلة لملايين الاقباط والمصريين في العالم اجمع .

المشاركة في الالام الآخرين : تميزت الراحلة بقلب من نقي طيب فكانت عند عرض اي جريمة ضد الاقباط تقف بقلب ومشاعر صادقة مع كل مظلوم ولا ننسي انها صاحبة تعبير امنا سعاد ثابت " سيدة الكرم "،،، التي عروها و سحلوها الرجال المسلمين في شوارع القرية بالصوت و الصورة في قريتها . هذة القضية التي نالت شهرة عالمية وشهادة على فضاء عنصري واجهزة فاشية ومسلمين عديمي الرجولة في تعرية سيدة قبطية مسنة ،،، بفضل الصوت الصارخ نادية يوسف اصبحت تلك الجريمة على كل لسان وسط تعتيم الإعلام الرسمي بمصر .

فضح المنافقين : كانت تتميز بقوة و بأس في فضح المنافقين أنا شخصيا عشت معها هذه المشكلة كان هناك متطرف اسمه احمد علام يتخذ صورة ليبرالي بكلمات لا تعكس إيمانه الحقيقي الذي كان يظهر دائما في رده على الخاص مع الاقباط والقبطيات في رد يعكس عنصريته وتطرفه و حقارته ايضا ،، وكتبت أنا شخصيا عنه مقالين و اهتمت الإعلامية الراحلة بفضح هذا الارهابي الذي يتخذ من كلامه المعسول الذي لا يعكس شخصيته الحقيقة محاولا كسب ود القبطيات و بسطاء الاقباط فقامت بعمل حلقتان عنه وتم حرقه وفضحه ايضا .

اخيرا رحلت صاحبة القلب المحب الطيب رحلت صاحبة برنامج صرخة وأمل … رحلت بعد رحله صراع مع المرض وقبل المرض عاشت حاملة الالام الملايين و نثق في انها الان شفيعة لكل اصحاب القضايا التي أثارتها وعرضتها وقدمت حلول ،،، رحلت من استطاعت ان تدخل كل بيت وتحرك كل قلب و تجند كل مصري اصيل لقضية الأقباط الحقوقية ..

وانا كلي ثقة ان صوتها باقي داخل قلوبنا جميعا و سيبقي تاريخها شاهد على عنصرية اجهزة وفساد قضاء و عنصرية دولة .

غابت صاحبة الصرخة و لكن ستظل هناك صرخات ستملأ العالم بعمل الجميع و سيبقي الأمل دافعا للعمل لغدا افضل بفضل الراحلة سنسير على دربها ..

"وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا لِي: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ»." (رؤ 14: 13).