قراءة في كتاب -المرأة ليست لعبة الرجل- لسلامة موسى



هدى الخباني
2025 / 4 / 29

"أيتها المرأة، لا تكوني لعبة..." بهذه الكلمات القوية، يستهل سلامة موسى كتابه "المرأة ليست لعبة الرجل"، وهو صرخة مدوية في وجه مجتمع كان يرسف في أغلال التقاليد التي تحط من قدر المرأة.
في فترة مبكرة من القرن العشرين، حيث كانت أصوات المطالبة بحقوق المرأة خافتة، جاء هذا الكتاب ليضع النقاط على الحروف، ويطرح رؤية جريئة لتحرير المرأة وتمكينها.
يتناول الكتاب مجموعة من القضايا المحورية المتعلقة بالمرأة، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
الدعوة إلى تعليم المرأة: يرى سلامة موسى أن التعليم هو السلاح الأمضى في يد المرأة، فهو يمنحها الاستقلال الفكري والاقتصادي، ويؤهلها للمشاركة الفعالة في المجتمع.
الاستقلال الاقتصادي: يؤكد الكاتب على ضرورة أن تمتلك المرأة مصادر دخلها الخاصة، وأن تتحرر من التبعية الاقتصادية للرجل، مما يمنحها حرية القرار والاختيار.
المساواة في الحقوق والواجبات: يطالب سلامة موسى بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الحقوق السياسية والاجتماعية والقانونية.
نقد النظرة التقليدية للمرأة: ينتقد الكتاب بشدة النظرة التقليدية التي تحصر دور المرأة في المنزل وترى فيها مجرد أداة لإشباع رغبات الرجل وإنجاب الأطفال.
ما يميز طرح سلامة موسى في هذا الكتاب هو جرأته وصراحته في تناول القضايا الحساسة.
لقد كان سباقًا في الدعوة إلى تحرير المرأة في وقت كان فيه هذا الطرح يعتبر صادمًا ومثيرًا للجدل. لقد نجح الكاتب في تفكيك الأفكار البالية التي كانت تحول دون تقدم المرأة، وقدم رؤية متقدمة لدورها في المجتمع، مع ذلك، لا يمكن إغفال بعض النقاط التي يمكن أن تخضع للنقد في الكتاب. فقد يرى البعض أن تركيز سلامة موسى على الجانب العقلي والعلمي في تحليله لقضايا المرأة قد يقلل من أهمية الجوانب الأخرى، مثل الجوانب العاطفية والاجتماعية. كما أن تأثره بالنماذج الغربية قد يجعله يغفل خصوصية المجتمعات العربية وتنوعها الثقافي.
لا شك أن كتاب "المرأة ليست لعبة الرجل" قد ترك بصمة واضحة في تاريخ الفكر العربي الحديث، وساهم في إحداث تحولات إيجابية في وضع المرأة، ورغم مرور عقود على صدوره، إلا أن أفكاره لا تزال تحمل أهمية في وقتنا الحاضر، حيث لا تزال المرأة تواجه تحديات وعقبات في طريقها نحو تحقيق المساواة الكاملة.
يبقى كتاب "المرأة ليست لعبة الرجل" وثيقة هامة في تاريخ النضال من أجل حقوق المرأة. إنه دعوة للتفكير الحر والتحرر من القيود التي تعيق تقدم المجتمع.
قراءة هذا الكتاب اليوم تذكرنا بالمسافة التي قطعناها، والتحديات التي لا تزال أمامنا، وتؤكد على أهمية مواصلة النضال من أجل عالم يسوده العدل والمساواة بين الجنسين.