![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
صلاح الدين محسن
!--a>
2025 / 4 / 30
من مدونتي : 29-4-2025
تمهيد : لماذا أدافع عن المرأة , ضد مخاطر" رِدّة حضارية " تبدو مقبلة , وستعتدي علي كيانها ؟
لأنني نشأت في مجتمع مصري , كل الطبقات فيه يحفظون مقولة :
( إكسر للبنت ضلع , يطلع لها 24 ) .. !!!
وعندما كبرتُ وتعلمت القراءة والكتابة , وبدأت أتردد علي المسجد للصلاة , واتلقي حصص في
الدين بالمدرسة .. و اسمتعت لخُطب الوعظاء بالمساجد والبرامج الدينية
لكبار الدعاة .. وجدت ان الدين قد ألصق بالمرأة من القبائح والرزائل والخبائث , ما لم يقله في
حق القملة , أو العقربة, أو الأفعي , أو الحرباء , أو الخنزير , أو البق , أو البرغوث .. !
وكلما قرأت أكثر في تراث العقيدة الدينية , وجدت من مؤسسيها الأوائل , من نَكّلوا بصورة المرأة - أقبح تنكيل - وحرضوا عليها اسوأ تحريض ,,
كمن قال :" شاوروهن , وإخلفوا مشوراتهن " ... !ولا تطيعوهن في الحق , حتي لا تطمعن في الباطل " .. !!
أو في قول آخر :
اتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر, وإن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن . كي لا يطمعن منكم في المنكر.
----
وكلما قرات أكثر في التاريخ ,, تغيرت نظرتي للمراة , عما عرفته من المجتمع , وعما قاله عنها الدين ..
وكلما قرأت عن العظماء .. وجدت أن وراء عظمة كل منهم ,كانت توجد : إمرأة ... إما الزوجة أو الأم ..
و من متابعاتي للمواهب الصغيرة - فن الغناء - أجد ان الغالبية الساحقة منهم كان العضد والظهر والسند لهم : المرأة / الأم .. وقليلا ما يكون للأب دور ..
ومن التاريخ عرفت انه منذ آلاف السنين , كانت توجد دُوَل وامبراطوريات وحضارات عُظمي > قادتها نساء .. !
واليوم في عصرنا الحديث :
فنلندا - أسعد شعوب الأرض : تحكمها و تقودها النساء ..
!https://salah48freedom.blogspot.com/2024/04/blog-post_16.html
---
أول رحلة فضائية نسائية بالكامل.. سعيدات الحظ بينهن نجمة ( الخبر منشور -14-4-2025 . في عدة مواقع و قناوات كبري ) :
-----
لذا اعتبر كتابي " تحرير الرجل " المطبوع في مصر عام 1998 , بمثابة إعتذار للنساء الشرقيات .. من رجل شرقي .
( علي هامش الموضوع : كتابي هذا , بعده ب 8 سنوات .. ظهر كتاب يحمل نفس العنوان !! لكاتبة - أستاذة جامعية مصرية - ) كتبت عن ذلك من قبل :
https://salah48freedom.blogspot.com/2020/06/blog-post_85.html
------
ولن انسي أنني عندما كنت تلميذا بالمدرسة الابتدائية - في قرية مصرية صغيرة ,, كنا مدرسة مختلطة - بنين وبنات -
في السنتين - الخامسة والسادسة - من المرحلة الابتدائية . التفوق في الدراسة لم يكن من نصيب احد الاطفال الذكور
الأقوياء الاشداء , او النابهين الأذكياء , بل من نصيب طفلة , هادئة , طيبة , بشوشة , تواضع وبساطة . كانت أطيب
التلميذات ( جدي لأمي كان عمها - شقيق والدها - / كتبت عنها ضمن كتابي " من حديقة البشر " / منشور بالإنترنت ) .
عن نفسي شخصيا : أمي بصماتها في نفسي , هي أكثر وأعمق من بصمات أبي .. هي ماتت وأنا في حوالي 10 سنوات من عمري .. ,- وأبي مات وأنا في عمر 45 عاما - ..
فعن أمي - مثلاً - من وحي ما سمعته منها , نشرت 4 مقالات نقدية غنائية ( وهي لم تكن مطربة , ولا كانت تعرف القراءة أو الكتابة ! ) . " من أغاني أُمي 3- 4 " :
منشورة عام 2017
https://salah48freedom.blogspot.com/2017/05/3.html
وبموقع الحوار :https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=802992
----
أيضاً من وحي ما سمعته من أمي , عندما كنت طفلا , واكتشفت بعدما كبرت , انه يتعلق بنظرية " تناسخ الأرواح " ! التي يؤمن بها مئات من الملايين عبر العالم ! ,,
لي مقال جاهز . قد انشره قريبا - مع تحفظي تجاه تلك النظرية - ! .
---- مما سبق , نقصد ان المرأة هي عماد حياة البشر , ولا يجوز للرجال استغلال ظروف ضعفها في أوقات الحمل والولادة وحضانة الطفل , بالإضافة إلى معاناتها مع
أوجاع الدورة الشهرية- .. فيقوم الرجال بامتهانها واستعبادها والتعامل معها , كالتعامل مع الدجاجة او النعجة : وظيفتها البيض او الولادة .. و الامتثال لحاجات وثوب
الديوك والكباش فوقها
---
المرأة التي يتم استعبادها هكذا .. تنتج حكاماً ظالمين ديكتاتوريين طغاة قساة جبابرة وجلادين ... و كذلك تنتج معلمين بالمدارس . من نفس تلك النوعية ..
---
الذين يفكرون بعقلية الماضي - اليمينيون المتطرفون . يعيشون في الحاضر وعقولهم تقبع فيما سبق يخطو المستقبل بإحدى ساقيه بداخل عتبات بيوتهم ,
وعقولهم غائصة في الماضي .. ويريدون إعادة مجد بلادهم بالضغط علي المرأة لأجل كثرة الانجاب , نقول لهم :1 - الحرب الأهلية في السودان
- بعدما كادت ان تحسم
لحساب الجيش , ضد ميليشيات الدعم السريع , اختلت فيها الموازين بعدما دخلتها الآلة الحربية الأحدث - طائرات الدرون - الذاتية العمل . التي لا يقودها طيار .. !
طيارة لا تحتاج لأيدي عاملة ..
2 - و منذ سنوات قليلة مضت , بينما كانت قوات التيغراي , قد دحرت الجيش الإثيوبي . وحاصرت العاصمة " أديس أبابا " , انقلبت الموازين , عندما دخلت الحرب :
الآلة الأحدث " طائرات الدرون ,, اذ سارع آبي أحمد - رئيس اثيوبيا , بالسفر لتركيا ,, ثم عاد ومعه طائرات الدرون .. ففرت امام هجومها , قوات التيغراي وعادت
مهزومة الى منطقتها !!أي ان الآلة دخلت الحروب , ولم تعد هناك حاجة لأعداد كبيرة من الجيوش الجرارة لزوم تحقيق الانتصارات .
ومع الآلة الأحدث الآن = ظهور الذكاء الاصطناعي , ستقل جدا الحاجة للأيدي العاملة البشرية .. في كافة المجالات , المدنية و الحربية
وبالتالي فمطالبة النساء بكثرة الإنجاب - وتهديدهن بعسف وطغيان , وفرض عقوبات استبدادية .. معناه الشروع في زيادة أعداد الأيادي العاطلة - وتفاقم البطالة - في المستقبل القريب جدا ..
الانجاب يكون بقدر ما يكفي لحفظ النوع البشري من الانقراض وسد الحاجة ( القليلة ) من الايادي العاملة التي - كما قلنا - ستقل كثيرا بحلول الآلة في العمل , محل البشر .
---
ليس وحسب رئيس إحدى اكبر واغنى دول العالم - أو أكبرها وأغناها - , الذي يدعو لاجبار النساء علي كثرة الإنجاب .. في زمن ( وداعا بروليتاريا , ومرحباً آلة-تاريا ) !!
بل ونائب ذاك الرئيس , وآخرون - كأشهر رجل أعمال يحلق بعقله في المريخ - لاحتلاله وإعماره - ,, وتطوير الصواريخ وسفن الفضاء .. ويفكر في مستقبل الارض بعقلية العصور الوسطى
,, اجبار النساء علي كثرة الانجاب !
وفي بلاد العربسلام والشعوب المؤمنة بما يسمي " الابراهيميات " ,, يرى فقهاء تلك المعتقدات ان مجرد تنظيم او تحديد النسل البشري محرم دينيا . لكونه ضد مشيئة عمدة السماء , ذاك العمدة - المختار ! - المهيمن علي كرتنا الأرضية - والمهموم بها بالذات دونا عن ترليونات من امثالها من الكواكب بالفضاء الكوني - كواكب ثبت ان فيها حضارات لكائنات ارقى واكثر تقدماً من الانسان - ! .
صديقة مُطّلِعة - في مونتريال - أخبرتني من قبل . ان هواة اصطياد الغزلان من الغابات , عليهم الالتزام بما تحدده لهم السلطات .
- متي يجب عليهم اصطياد ذكور الغزلان فقط ؟
و متى يجب اصطياد الاناث فقط ؟
بناء علي استطلاعات وتقارير خبراء البيئة
تلك ديناميكية , تتغير - دون جمود - حسب اللزوم , طبقاً لما تقتضيه حماية البيئة . لصالح الإنسان ولصالح شركائه في الحياة من الكائنات الأخري .
أما .. الإكثار من النسل البشري في دولة أو منطقة ما , متي يكون مطلوبا ؟ و متي يجب تحجيمه ؟ تلك أمور من الصعب أن تفهمها , العقليات المحافظة -اليمينية المتطرفة - بطبيعة حالها - أينما كانت .. سواء في أقصي شمال غرب الكرة الأرضية أو في غربها الأوسط , أو في شرقها الأوسط . أو في شرقها الأقصي , أو في جنوبها . أو وسطها .. ! سيان .. !!ستجد في كل الأماكن , العقليات المُحافِظة . تحمل جِيِّن : اليمين المتطرف .
------
مقال قد يهمك :https://salah48freedom.blogspot.com/2025/04/26-4-2025.html
-----
والي حلقة ثالثة من هذا المقال ...
===========