![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
كريمة مكي
!--a>
2025 / 5 / 17
ماذا عسانا نقول بعد أن صار المسؤولون بإقالتهم يفرحون!!
نعم يا سادتي إنهم صاروا يفرحون و لكن ليس لما قد تظنون كالخوف مثلا من ثقل الأمانة و جسامة المسؤولية كما اشتكى يوما قاضي القيروان الأشهر الإمام سحنون، بل لأنهم ارتاحوا من مخاطر المسؤولية و حافظوا على ما يحبون و يشتهون من الامتيازات الإدارية!
عجيبة صارت أحوال الاقالة في إدارتك اليوم يا تونس: تتم إقالة أحدهم بسبب تقصيره و إهماله فلا يحزن و لا يغتم بل يفرح و يطمئن لأنه ترك أعوانه في المكاتب التي قد يأتيه منها ريح المحاسبة لاحقا و ذلك بعد أن يكون قد أجزل لهم العطاء خلال فترة حكمه في الادارة العمومية.
دعوني أحدثكم عن رئيس مدير عام أقيل في شهر جانفي الماضي في يوم نزلت فيه الأمطار مدرارا فتصورتها بشرى من السماء لتبعده عن دفة المسؤولية التي حاد بها عن الصالح العام لفائدة نفسه و لكنه بعد الإقالة و بعد راحة بشهرين أو يزيد عاد إلى ذات إدارته عودة المظفرين!!
عاد بلا مهام و لا تعب و لا وجع راس.
لم تطله محاسبة و لا عقاب بل جلس في المكتب البعيد الهادئ يتصفح الأخبار و يأتيه أعوانه السابقين مادحين و شاكرين فضله القديم!!
لقد كتبتُ له و هو في سدّة المسؤولية في إدارتنا العريقة و قلت له : يا سيدي كُفّ عني و عن الإدارة شرّ أعوانك المقربين و هاك إليك مني الدليل: إنهم ينتهكون كرامة النساء في هذه الإدارة و بخاصة كرامة عاملات التنظيف.
أجابني يومها بايميل قصير أن" اطمئني فالموضوع برمته في الحفظ عندي".
و مضى عليّ الوقت، في انتظار رده الناجز، جدا طويل....فكاتبته و ذكّرته بالموضوع الحزين!!
فكان الرد الأحزن المصقع!
أكتفى المسؤول الكبير بأن كتب لي ردا مقتضبا يفيديني بما معناها بأن الادارة العامة قامت بدورها و أحالت الموضوع على إدارة التفقد و التدقيق و بالتالي فهو ليس من يُسأل بل مدير التفقد و التدقيق!
و كأن إدارة التدقيق تتبع أحدا غير الإدارة العامة التي هو رئيسها!!
أصقعني الرد فجمدت و حزنت ثم ابتسمت لمّا تذكرت ردا مشابها سمعته من قبل.
لقد تذكرت سي حمادي الجبالي رئيس حكومة النهضة يوم عاين إخلالات كبيرة في إحدى الزيارات الميدانية فالتفت يمنة و يسرة متعجبا و مستنكرا ثم و على مرأى الجميع قال قولته الشهيرة: كيف هذا؟! أيعقل هذا؟! و لكن...أين الحكومة؟؟؟
ويني الحكومة أو عندما يعترف المسؤول بأنه ليس مسؤول!
لك الله يا قيس سعيد...
أقولها لك اليوم كما قالها يوما سي حمادي الجبالي ذاته لجاليتنا في أرض سوريا الحبيبة يوم قطع فجأة العلاقات الدبلوماسية بين تونس و سوريا.
لك الله يا سيدي...
أقولها و قلبي يبكي دما عليك و أعرف أنه ليس معك في حرب تحرير البلاد من المهملين و المفسدين إلا نفر قليل من المؤمنين.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|