دونالد ترامب يتعامل مع المتظاهرين في لوس أنجلوس باستعمال القوة والضغط



أحمد رباص
2025 / 6 / 10

- اشتباكات في لوس أنجلوس: إغلاق وسط المدينة، وترامب يواصل الضغط
ظلت الأوضاع متوترة في لوس أنجلوس طوال ليلة الأحد/الاثنين بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين ضد سياسة الهجرة التي ينتهجها دونالد ترامب، الذي يزعم أن الوضع يتدهور باستمرار في المدينة الديمقراطية الكبرى ويدعو إلى إرسال القوات.
"الأمور تبدو سيئة للغاية في لوس أنجلوس، أرسلوا القوات!!!" هذا ما كتبه دونالد ترامب صباح الاثنين على صفحته الشخصية على موقع (تروث سوشل)، وأضاف: "أوقفوا ارتداء الأقنعة الآن".
أعلنت شرطة لوس أنجلوس ليلًا على قناة (إكس) أن مركز المدينة قد أُعلن منطقةً ممنوعة فيها التجمعات. وناشدت المتظاهرين مغادرة وسط المدينة فورا، حيث كان المتظاهرون يتحركون ليلة الأحد. كما أُعلنت منطقةٌ في الحي التجاري، المركز المدني، منطقةً تحظر فيها التجمعات.
وأظهرت لقطات جوية بثها التلفزيون العديد من سيارات الشرطة وهي تسير في مواكب عبر الشوارع المهجورة في وسط المدينة والشرطة متمركزة عند التقاطعات، ولكن أيضًا بعض المواجهات وجهاً لوجه مع مجموعات صغيرة من المتظاهرين، موزعين في مجموعات صغيرة متنقلة مختلفة، وفقًا لمراسل (إي بي سي سيفن) الذي كان يحلق فوق المدينة على متن طائرة مروحية.
يوم الأحد عصرا، قام العشرات من المتظاهرين بإغلاق طريق سريع لأكثر من ساعة، في مواجهة متوترة مع قوات إنفاذ القانون. كما أُحرقت ثلاث سيارات على الأقل، وتعرضت سيارتان أخريان للتخريب، وبدأت الأمسية باشتباكات بين قوات الأمن ومجموعات صغيرة من الأفراد، كثير منهم ملثمون.
وفي مدينة سان فرانسيسكو، وهي مدينة أخرى كبيرة في كاليفورنيا، أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على نحو ستين شخصا بعد أن جنح متظاهرون إلى العنف. وقالت شرطة لوس أنجلوس إن ضباط إنفاذ القانون ألقوا القبض على 56 شخصا على الأقل في يومين، وأصيب ثلاثة ضباط بجروح طفيفة.
بحلول فترة ما بعد الظهر، طوقت شرطة لوس أنجلوس المناطق المحيطة بالمباني الفيدرالية، ومنعت أي اتصال بين المتظاهرين وجنود الحرس الوطني الذين يرتدون الزي المموه، حسبما أشار مراسلو وكالة فرانس برس.
هذا، ونشر دونالد ترامب ألفي (2000) عنصر من الحرس الوطني لمحاولة احتواء هذه المظاهرات، مما زاد من هجماته على السلطات الديمقراطية في كاليفورنيا، متهماً إياها بعدم الكفاءة.
من جهته، دعا حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم المتظاهرين إلى عدم الوقوع فيما يعتقد أنه فخ نصبه الرئيس الجمهوري، الذي يستغل سياسيا الأزمة في معقل ديمقراطي بشأن إحدى قضايا سياسته الرئيسية: مكافحة الهجرة غير الشرعية الكبيرة.
وتابع قائلا على قناة (إكس): "لا تبتلعوا طُعم ترامب. ترامب يُريد الفوضى وقد حرّض على العنف. ابقوا هادئين. حافظوا على تركيزكم. لا تُعطوه العذر الذي يبحث عنه". وقال في وقت سابق: "لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترامب".
واندلعت الاشتباكات يوم الجمعة في المدينة، ذات الكثافة السكانية الهسبانية الكبيرة، عندما حاول السكان التدخل في مواجهة الاعتقالات العنيفة للمهاجرين التي نفذتها وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الفيدرالية. ووصل نحو 300 ضابط صباح الأحد مدعمين الحرس الوطني، وهو قوة مسلحة احتياطية، يتم تحريكه في أغلب الأحيان أثناء الكوارث الطبيعية.
بالمقابل، أدان معارضو دونالد ترامب نشر هذه القوات دون التشاور مع السلطات الديمقراطية المحلية، وعلى نطاق أوسع، دون التشاور مع الحكومة الفيدرالية.
رفض مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل المعارضة السياسية لتدخل وكالته قائلاً: "للتوضيح، لا يحتاج مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى إذن من أحدٍ للحفاظ على الدستور. أنا مسؤول أمام الشعب الأمريكي، وليس أمام السياسيين الذين يُلقون النكات. لوس أنجلوس محاصرة من قِبل مجرمي العصابات، وسنعيد فرض القانون والنظام. أنا لا أطلب منكم ذلك، بل أقول لكم".
في تفاعل مع هذه الأحداث، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم الأحد أنه تم اعتقال مواطنين مكسيكيين خلال العمليات الأخيرة، داعية الولايات المتحدة إلى معاملتهم بكرامة.
وفي إشارته إلى "غزو" الولايات المتحدة من قبل "مجرمين من الخارج"، جعل دونالد ترامب مكافحة الهجرة غير الشرعية أولوية قصوى، ولجأ على نطاق واسع إلى الاعتقالات وطرد المهاجرين.
وفي لوس أنجلوس، أدت العمليات الكبرى التي نفذتها عناصر دائرة الهجرة والجمارك يومي الجمعة والسبت، وأحيانا بملابس مدنية، إلى أول مظاهرات معارضة واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ورجال إنفاذ القانون.
وقالت امرأة، وهي ابنة مهاجرين، لوكالة فرانس برس، رافضة الكشف عن اسمها: "يتعين علينا الدفاع عن شعبنا". على الأرض، يثير وجود العسكريين القلق أكثر من الطمأنينه، بحسب جيسون جارسيا (39 عاماً)، وهو من سكان لوس أنجلوس وجندي سابق، والذي يقول إنه يخشى "التصعيد".
وصرخ توماس هينينج، أحد المتظاهرين، بأن الوجود القوي لكل هؤلاء الجنود بالزي العسكري هو "أكثر من مجرد تكتيك ترهيب".
من جانبها، حثت القنصلية الصينية في لوس أنجلوس يوم الاثنين مواطنيها هناك على توخي اليقظة و"الامتناع عن السفر ليلاً أو بمفردهم".
- أعمال شغب في لوس أنجلوس: ترامب يأمر بنشر 2000 جندي إضافي من الحرس الوطني
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين، بنشر ألفي (2000) عنصر إضافي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس غرب الولايات المتحدة، حيث تستمر الاحتجاجات ضد اعتقال المهاجرين غير الشرعيين منذ يوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في رسالة نشرت على شبكة (إكس): "بتوجيه من الرئيس، تقوم وزارة الدفاع بتعبئة ألفي (2000) جندي إضافي من الحرس الوطني في كاليفورنيا".
وأضاف بارنيل أنه سيتم استدعاء هذه القوات لدعم الشرطة المسؤولة عن مكافحة الهجرة غير الشرعية.
كما انضم أفراد الحرس الوطني إلى 2000 جندي آخرين تم نشرهم يوم السبت، على الرغم من معارضة حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي قال إن ثلاثمئة (300) جندي فقط من هؤلاء الجنود تم استدعاؤهم بالفعل للمساعدة في السيطرة على المتظاهرين.
وقال نيوسوم في رسالة نشرها على موقع (إكس): "إن الرئيس ترامب يسعى إلى إثارة الفوضى من خلال إرسال أربعة آلاف (4000) جندي إلى الأراضي الأمريكية".
يأتي نشر ألفي (2000) جندي إضافي في أعقاب إعلان البنتاغون مساء الاثنين أنه عبأ سبعمئة (700) من مشاة البحرية لحماية الموظفين والممتلكات الفيدرالية.
وفي وقت سابق من اليوم، قال الحاكم نيوسوم إنه أمر بنشر أكثر من ثمانمئة (800) ضابطا إضافيا لإنفاذ القانون على مستوى الولاية وعلى المستوى المحلي "للحفاظ على سلامة مجتمعاتنا في لوس أنجلوس".
وتأتي أعمال الشغب في أعقاب اعتقال ضباط شرطة مكافحة الهجرة في وقت سابق من هذا الأسبوع أكثر من مائة (100) مهاجر غير شرعي سيواجهون إجراءات الترحيل.