![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
تحالف ندى
!--a>
2025 / 6 / 21
بيان تحالف ندى
في اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع:
الناجيات لا يَحتجنَّ يوماً عالمياً
بل ثورة نسوية وعدالة حقيقية
في 19 حزيران/يونيو اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، لا نحيي ذكرى رمزية، بل نفضح صمتاً دولياً مدوّياً. نرفع صوتنا ضد جريمة لم تكن يوماً استثناءً في الحروب، بل إحدى أدواتها المركزية، حيث يتحوّل الجسد النسائي إلى ساحة حرب، تُنتهك حرمته لإذلال جماعي، لتصفية حسابات سياسية، لإرهاب المجتمع، أو لإعادة رسم التوازنات بالقوة.
من البوسنة إلى الكونغو، من العراق إلى سوريا، من السودان إلى فلسطين .. تكرّرت المأساة ذاتها: اختطاف، تعذيب، اغتصاب جماعي، سبي، واتّجار بالنساء في أسواق النخاسة الحديثة. تتبدّل وجوه المجرمين، لكن البنية واحدة: أنظمة استبدادية ورجعية، تنظيمات ذكورية متطرفة، وتحالفات عسكرية تستخدم الجسد النسائي كأداة غزو و ردع واحتلال.
منذ أن أقرّت المحكمة الخاصة بسيراليون في 19 حزيران/يونيو 2008 العبودية الجنسية كجريمة ضد الإنسانية، صار هذا التاريخ منصة للناجيات، وللمطالبة بالعدالة، وللثورة على الإفلات من العقاب، وشاهداً على واحدة من أعتى جرائم الحروب.
ورغم أن الأمم المتحدة في عام 2015 أقرت هذا اليوم يوماً عالمياً، تكريماً للناجيات وللناجين من العنف الجنسي في النزاعات، وتذكيراً للمجتمع الدولي بمسؤوليته الأخلاقية والقانونية. لكننا في “تحالف ندى” نعلنها بوضوح: هذا الاعتراف لا يكفي. فالناجيات لا يحتجن إلى أيام رمزية، بل إلى عدالة ثورية، تغيير جذري، وأنظمة تحمي، لا تشرعن الاغتصاب.
العنف الجنسي في النزاعات ليس مجرد اغتصاب، بل هو منظومة كاملة من الإذلال والسيطرة والتفكيك الممنهج للبنية الاجتماعية عبر استهداف النساء والفتيات تحديداً، باعتبارهن حوامل الهوية الجمعية وركائز النسيج المجتمعي، حيث يشمل: الزواج القسري، الحمل القسري، البغاء تحت التهديد، الاتجار الجنسي، التعقيم القسري، الإهانات الجنسية، التشهير، وحتى تشريع قوانين تحمي الجناة وتُجرّم الضحايا، كما في قوانين “العفو عن المغتصب” و”زواج القاصرات” و”غسل العار”.
هو ليس “أثراً جانبياً” للحرب، بل استراتيجية حربية قائمة بذاتها، تشارك فيها الميليشيات، الجيوش النظامية، الدول الرجعية والاستبدادية، وأحياناً القوات الدولية. وهو ما يجعل هذه الجريمة الأخطر، والأكثر استخفافاً وتواطؤا من قبل المؤسسات الدولية.
وعليه يطالب تحالف ندى:
1- فتح تحقيقات شاملة حول تلك الجرائم، خاصة تلك التي جرت أثناء حرب القضاء على داعش في العراق وسوريا، والحرب في السودان، والإبادة في غزة، وملاحقة ومحاكمة جميع مرتكبي جرائم العنف الجنسي في النزاعات كمجرمي حرب في محاكم مختصة، دولية ومحلية مستقلة.
2- اعتبار العنف الجنسي في النزاعات جريمة ضد الإنسانية في جميع دساتير العالم دون تمييع أو تبرير.
3- إنشاء صندوق دعم عالمي للناجيات تديره جهة دولية أممية مستقلة، تضمن لهن العلاج، الحماية، والإدماج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
4- إشراك الناجيات في كافة مراحل العدالة الانتقالية وبناء السلام، وضمان توفير إيوائهن وتأهيلهن، وعدم التعامل معهن كضحايا بل كقائدات وشاهدات على كتابة التاريخ.
5- رفض سياسات “العفو مقابل الزواج”، و "الشرف”، وكل القوانين التي تشرعن الاغتصاب تحت مسميات ثقافية أو دينية.
6- حظر استغلال العنف الجنسي في الحملات الإعلامية أو السياسات الإغاثية الدولية، ورفض تسييس معاناة النساء.
7- ضمان آليات حماية خاصة للنساء والفتيات في مخيمات النزوح واللجوء، تحت إشراف نسوي مستقل، تمنع إعادة إنتاج الانتهاك في مناطق يُفترض أنها آمنة.
ونوجه نداءنا الى:
- المحكمة الجنائية الدولية: لفتح ملفات العنف الجنسي المغلقة، وتوسعة الولاية القضائية لتشمل فلسطين، السودان، سوريا، العراق، وغيرها.
- المنظمات الدولية: للتحرّك خارج لغة الإدانات الباهتة، فالمطلوب أفعال ملموسة ومساءلة علنية.
- الحكومات: لتفكيك البنى القانونية التي تشرعن العنف ضد النساء، خصوصاً قوانين “الشرف”، “الزواج القسري”، و”العفو عن المغتصب إن تزوج ضحيته”.
- وسائل الإعلام: لكسر التواطؤ، ومواجهة ثقافة التشييء بالصوت النسوي الصادق، والكفّ عن تصوير الناجيات كـ”قصص مأساوية”، بل تسليط الضوء على صمودهن ومطالبهن السياسية.
- التحالفات النسوية الإقليمية والعالمية: لتجاوز التنديد، وتصعيد التنسيق وتشكيل جبهة نسوية أممية تلاحق وتحاسب الفاعلين، وتبني بدائل نابعة من الأرض، من مقاومة النساء أنفسهن، وبناء أدوات حماية قائمة على الديمقراطية الجندرية.
- الحركات الشعبية والأممية: لا حرية للشعوب في ظل اغتصاب النساء .. لا تحرر بلا نساء حرّات.
شعارات ندى اليوم:
- "من سيراليون مرورا بالعراق وسوريا والسودان إلى غزة .. أجسادنا ليست غنائم حرب"
- “العدالة لا تأتي بلا صراخ الناجيات".
- "العدالة للناجيات ليست خياراً - إنها ضرورة ثورية".
- “حطموا الإفلات من العقاب، حرّروا العدالة من ذكوريتها”
- “العنف الجنسي سلاح دول وأنظمة .. ولن نُسامح”.
نحن النساء، لسنا هامش الحروب بل قلبها.، فمن روج آفا والعراق إلى غزة، من دارفور إلى سيراليون، نرفع راية العدالة ونُعلن:
لا سلام بدون مساءلة.
لا تحرير بدون إنهاء العنف الجنسي.
لا مستقبل لمجتمعات ديمقراطية إن لم تكن نسوية.
19 حزيران/يونيو 2025
"التحالف النسائي الديمقراطي الاقليمي"
في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|