![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
سرود محمود شاكر
!--a>
2025 / 7 / 2
مقدمة
يُحتفل باليوم الدولي للأرامل في 23 يونيو/حزيران من كل عام، وهو مناسبة أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار رقم 65/189 في ديسمبر 2010، بهدف تسليط الضوء على التحديات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية التي تواجهها الأرامل وأطفالهن. يُقدر عدد الأرامل عالميًا بحوالي 258 مليون امرأة، تعيش واحدة من كل عشر منهن في فقر مدقع[1]. تواجه الأرامل تحديات معقدة تشمل الفقر، العنف، الأمراض، النزاعات المسلحة، والتحرش، مما يجعل تمكينهن وحمايتهن أولوية عالمية. في العراق، تتفاقم هذه التحديات بسبب النزاعات المسلحة المستمرة، الأعراف الاجتماعية، وضعف التشريعات الداعمة. يهدف هذا المقال إلى استعراض رؤية الأمم المتحدة، الاتفاقيات الدولية، تحديات الأرامل، وواقعهن في العراق، مع التركيز على الإطار القانوني الذي يحميهن.
اليوم الدولي للأرامل: رؤية الأمم المتحدة
يُعد اليوم الدولي للأرامل مبادرة لتسليط الضوء على الحقوق المنسية للأرامل وتعزيز مكانتهن في المجتمع. تسعى الأمم المتحدة من خلال هذا اليوم إلى تمكين الأرامل اقتصاديًا واجتماعيًا من خلال ضمان حقوقهن في الميراث، حيازة الأراضي، التعليم، العمل اللائق، والحماية من العنف والتمييز. في رسالته بمناسبة اليوم الدولي الأول للأرامل عام 2011، دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى تعزيز السياسات التي تحمي الأرامل وأطفالهن، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد غالبًا ما تحرم الأرامل من حقوقهن الأساسية[2]. تؤكد الأمم المتحدة على أهمية دمج الأرامل في خطط التنمية المستدامة، خاصة الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 5) المتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
الاتفاقيات الدولية ذات الصلة
تشكل الاتفاقيات الدولية الإطار القانوني الأساسي لحماية حقوق الأرامل. من أبرزها:
1. اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW): اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1979، وتنص المادة 16 على المساواة في الحقوق الزوجية، بما في ذلك الميراث وحيازة الممتلكات، وهي حقوق غالبًا ما تُحرم منها الأرامل بسبب الأعراف الاجتماعية. كما تدعو المادة 11 إلى ضمان حق المرأة في العمل والفرص الاقتصادية[3].
2. ميثاق الأمم المتحدة (1945): يؤكد على المساواة في الحقوق بين الجنسين، مما يشمل حماية الأرامل من التمييز والعنف.
3. إعلان القضاء على العنف ضد المرأة (1993): يدعو إلى حماية النساء، بما في ذلك الأرامل، من العنف الجسدي والنفسي والجنسي.
4. خطة عمل بيجين (1995): تؤكد على ضرورة حماية الفئات الضعيفة من النساء، بما في ذلك الأرامل، من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية شاملة.
على الرغم من هذه الاتفاقيات، يبقى التطبيق غير متسق في العديد من الدول بسبب القيود الثقافية والتشريعات المحلية المقيدة.
تحديات الأرامل
تواجه الأرامل تحديات متعددة تجعل حياتهن عرضة للتهميش والاستغلال:
1. الفقر: وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تعيش حوالي 10% من الأرامل في فقر مدقع، حيث يُحرمن من الميراث، ويواجهن صعوبات في الوصول إلى التعليم أو العمل[4]. غالبًا ما تعتمد الأرامل على الدعم الأسري أو الصدقات، مما يفاقم هشاشتهن الاقتصادية.
2. العنف: تتعرض الأرامل لأشكال مختلفة من العنف، بما في ذلك العنف الأسري، الإجبار على إعادة الزواج، أو الطرد من العائلة. في بعض المجتمعات، تُتهم الأرامل بأنهن "سبب" وفاة أزواجهن، مما يعرضهن للتنمر والعزلة.
3. الأمراض: تواجه الأرامل صعوبات في الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب الفقر والتمييز، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة أو المعدية، خاصة في المناطق المنكوبة بالحروب.
4. النزاعات المسلحة: في مناطق الصراع، مثل العراق وسوريا، تزداد أعداد الأرامل نتيجة الحروب، ويصبحن عرضة للاستغلال والتهجير. تقرير منظمة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) يشير إلى أن الأرامل في مناطق النزاع غالبًا ما يفتقرن إلى الحماية القانونية والاجتماعية[5].
5. التحرش: تتعرض الأرامل للتحرش الجنسي والاجتماعي، خاصة عندما يُنظر إليهن كفئات ضعيفة بدون حماية ذكورية، مما يحد من قدرتهن على المشاركة في الحياة العامة.
واقع الأرامل في العراق
في العراق، يُقدر عدد الأرامل بحوالي مليون امرأة، نتيجة النزاعات المسلحة الممتدة منذ الثمانينيات وحتى الحرب ضد (داعش الارهابي)[6]. تواجه الأرامل العراقيات تحديات معقدة:
1. الوضع الاجتماعي والاقتصادي: تعاني الأرامل في العراق من الفقر المدقع، حيث يعتمد العديد منهن على المساعدات الحكومية أو المنظمات غير الحكومية. وفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، فإن 80% من الأرامل في العراق يعشن دون مصدر دخل ثابت[7].
2. النزاعات المسلحة: أدت الحروب والعنف الطائفي إلى زيادة أعداد الأرامل، خاصة بعد 2003، حيث أصبحت الأرامل عرضة للتهجير، الاستغلال، وفقدان الممتلكات.
3. التمييز الاجتماعي: غالبًا ما تُحرم الأرامل من الميراث بسبب الأعراف العشائرية، خاصة في المناطق الريفية، مما يزيد من تهميشهن.
الإطار القانوني في العراق
يوفر الدستور العراقي لعام 2005 بعض الحماية للأرامل، لكن التطبيق يبقى محدودًا:
1. الدستور العراقي: تنص المادة 14 على المساواة بين العراقيين دون تمييز بسبب الجنس، وتدعم المادة 29 حماية الأسرة والأطفال، مما يشمل الأرامل وأطفالهن. ومع ذلك، لا توجد مواد صريحة تتناول حقوق الأرامل بشكل مباشر.
2. قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل: ينظم مسائل الميراث والزواج، ويضمن حقوق الأرامل في الميراث وفقًا للشريعة الإسلامية. ومع ذلك، غالبًا ما تُحرم الأرامل من هذه الحقوق بسبب التفسيرات العرفية أو التدخلات العشائرية.
3. قانون الحماية الاجتماعية رقم 11 لسنة 2014: يوفر دعمًا ماليًا للأرامل والأيتام، لكن المبالغ المقدمة غالبًا غير كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية، والإجراءات البيروقراطية تعيق الوصول إلى هذه المساعدات.
4. القوانين المفقودة: لا يوجد في العراق تشريعات محددة تحمي الأرامل من العنف المنزلي أو التحرش، مما يزيد من هشاشتهن.
خاتمة
يُعد اليوم الدولي للأرامل فرصة لتسليط الضوء على معاناة الأرامل وتعزيز حقوقهن على المستويين الدولي والمحلي. رؤية الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية CEDAW، توفر إطارًا قانونيًا قويًا لحماية الأرامل، لكن التطبيق يبقى تحديًا بسبب القيود الثقافية والاجتماعية. في العراق، تتفاقم معاناة الأرامل بسبب النزاعات المسلحة، الفقر، والتمييز الاجتماعي، مع وجود فجوات في التشريعات الداعمة. لتحسين أوضاع الأرامل، ينبغي تعزيز السياسات الاقتصادية والاجتماعية، تفعيل القوانين المحلية، وتوعية المجتمع بأهمية تمكين الأرامل وحمايتهن.
المراجع
[^1]: United Nations, "International Widows’ Day," accessed July 1, 2025, https://www.un.org/en/observances/widows-day.
[^2]: Ban Ki-moon, "Message on International Widows’ Day," UN Press Release, June 23, 2011.
[^3]: United Nations, "Convention on the Elimination of All Forms of Discrimination Against Women," 1979, https://www.un.org/womenwatch/daw/cedaw/.
[^4]: UN Women, "Widows in the World: Challenges and Opportunities," 2020.
[^5]: UN Women, "Women and Armed Conflict: Widows’ Struggles," 2018.
[^6]: UNICEF Iraq, "Situation Analysis of Women and Children in Iraq," 2021.
[^7]: Ibid.
#سرود
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|