![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
شيرين عبدالله
!--a>
2025 / 7 / 16
أصبحت قضية (أدريانا سميث)، الأم الحامل من أتلانتا في أمريكا، التي كانت قد توفت دماغياً قبل أربعة أشهر، ولكنها أبقيت على قيد الحياة طبيًا بموجب قوانين جورجيا الإنجابية الصارمة، موضع جدل مجتمعي واسع مؤخراً، وسلطت الضوء على ملابسات قوانين مناهضة الإجهاض والتعسف الناتج عنه بتجريد النساء من الحق في مصيرهن واجسادهن حتى بعد الموت.
كانت سميث قد أُصيبت بسكتة دماغية كارثية في فبراير، وأُعلن عن موتها دماغيًا وهي في الأسبوع الثامن من حملها، أضطر الأطباء في جورجيا على ابقائها على أجهزة دعم الحياة لحين إنجابها بعملية قيصرية طارئة في أواخر يونيو- حزيران، سميث بلغت الحادية والثلاثين من عمرها وهي متوفية وعلى أجهزة الإنعاش. كانت عائلة ادريانا وطفلها الأول ذو السبعة سنوات من العمر يزورونها باستمرار وهي ميتة في المستشفى.
ذكر ان وزن الطفل، الذي سمي (تشانس)، لم يتجاوز حوالي 530 غرام وتوجّب أدخاله في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. جدير بالذكر ان التكاليف الطبية على العائلة وصلت الى حوالي 490-$- الف دولار امريكي، وبما ان الولايات المتحدة ليس لها نظام صحي عام، ساهم متبرعون من مختلف انحاء العالم في جمع قسم منها من خلال منصة (GO FUND ME) تضامنا معهم في هذه الكارثة المتعددة الجوانب.
كان هذا القانون الرجعي المعادي للنساء جزءًا من موجة الإجراءات المناهضة للإجهاض التي سُنّت في الولايات المحافظة ذات الأغلبية الجمهورية وبدوافع دينية كاثوليكية صارمة عام 2022 على خلفية الغاء المحكمة العليا حقًّا دستوريًا في رعاية الإجهاض الذي كان معمولا به منذ 1973 والمعروف بحكم (رو ضد وايد) التاريخي.
قانون جورجيا يمنع الإجهاض بمجرد اكتشاف نشاط القلب، أو بعد ستة أسابيع تقريبًا من الحمل، قبل أن تدرك معظم النساء بحملهن. كما يمنح القانون الجنين الحقوق الشخصية الكاملة والفعلية والحماية القانونية، كأي شخص على قيد الحياة. في هذا الوقت يبلغ طول الجنين حوالي 6 ملم وحجمه يقارب حبة بازلاء، حوالي 10% من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض التلقائي في هذه المرحلة. في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، يجب إعطاء الأطفال الذين يبلغ عمرهم 24 أسبوعًا العلاج إذا نجوا من الولادة. احتمالية البقاء على قيد الحياة بالنسبة للطفل الخديج بعد 24 أسبوعًا هو 50% الدعم الطبي ويقل هذا الاحتمال بصورة حادة قبل ذلك.
لا يزال الإجهاض من المواضيع الأكثر جدلية وتعقيداً، وما يزيد التعقيد هو تدخل الدولة والقانون والمحاكم والايديولوجيات الدينية ووصايتها على حياة النساء بحجة حماية حياة الطفل. ومن المفارقات بأن أغلبية المدافعين عن تجريم الإجهاض من المحافظين والذكوريين، الغالبية العظمى منهم بدافع الأفكار الدينية، لا يترددون للحظة من تعريض نفس الأطفال لقساوة الجوع والفقر والحروب والقنابل وكل ماَسي النظام الرأسمالي. مما يجعلنا نتساءل هل هم حقاً مدافعون عن الحياة؟
نحن المدافعين عن الحياة نقول بدلا من تجريم النساء ومقدمي الرعاية الصحية لهن، من الاجدر التركيز على توفير الدعم الصحي المجاني وتطوير تقنياته حتى نتمكن من حماية حياة كل من يحتاج الى تلك الخدمة بغض النظر عن العمر او الحجم او الإمكانيات المادية وغيرها.
الاًن فقط وبعد عدة أشهر مؤلمة، تتمكن عائلة أدريانا وابنهما البالغ 7 سنوات من العمر من دفنها والمضي بحياتهم.
9.7.2025
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|