![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
حمدي حسين
!--a>
2025 / 7 / 18
في قطاع غزة ، لم يعد الموت يأتي من السماء فقط عبر القصف، بل أصبح الجوع سلاحًا أشد فتكًا، يُفتك بأجساد الأطفال الهزيلة التي لا ترى منها سوى العظام الزابلة والعيون الغائرة. لا طعام، لا حليب، لا جلوكوز في المستشفيات، ولا محاليل ملحية أو أي وسيلة لإنقاذ الأطفال الذين يُتركون ليموتوا بصمت، في مشاهد لا تحتملها الضمائر .
المعابر جميعها مغلقة بتعليمات الاحتلال وداعميه من دول الاستعمار العالمي والعصابات الإجرامية والخونة، في ظل التزام صارم من قبل الأنظمة العربية المطبّعة هل لنا ان نتساءل هل هناك في بنود التطبيع، بنود سرية تتضمن "عدم التدخل" في حال قررت إسرائيل تجويع أو سحق أطفال غزة، أو تدمير منازلهم، أو قتل عائلاتهم بأسلحة محرّمة...اي هل هناك ضمن بنود التطبيع بندٌ غير معلن ينصّ على: "لا شأن لكم بما نفعله بمن نقتلهم جوعًا أو قصفًا"؟
انهم يجرمون ويتغولون ضد الأطفال كأنهم يقولون للعالم : "كل طفل يكرهنا، سيكون عقابه أن نُبيده، وأن نحكم الأرض بمن لا يتجرأ على كراهيتنا."
ولعل التاريخ يعيد نفسه في صور جديدة؛ فبينما جرى دعم الإطاحة بصدام والقذافي والأسد لأسباب متعددة، فإن أحد المواقف الحاسمة التي فرّقتهم عن غيرهم من الحكّام كانت مواقفهم من إسرائيل ورفض التطبيع.
– لا تزال شعوبنا تبحث عن وطن حر وعدالة اجتماعية وحقيقة في موقفها من القضية الفلسطينية.
أطفال غزة وحرب المجاعة :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وفقًا للبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسات دولية موثوقة يؤكد الجميع ونؤكد معهم ان العدو الجبان يستعمل المجاعة كأداة حرب وإليكم الدليل:
●قُتل أكثر من 17,000 طفل منذ بداية العدوان، بمعدل 28 طفلًا يوميًا، أي ما يعادل "فصلًا دراسيًا كاملًا من الأطفال يُباد يوميًا".
●نحو 60,000 طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، ويتوقع أن يصل العدد إلى 71,000 طفل خلال الأشهر المقبلة.
●توفي 57 طفلًا مباشرة بسبب الجوع ونقص الغذاء والمياه منذ مارس 2025، حسب منظمة الصحة العالمية.
حالة موثقة لأطفال يعانون أو ماتوا من الجوع، منها 9 حالات وفاة مؤكدة، بحسب منظمة "دفاع عن أطفال فلسطين".
●أكثر من 800 فلسطيني قُتلوا أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية أو خلال محاولاتهم الحصول عليها منذ أواخر مايو.
▪︎▪︎▪︎ إنها أرقام مرعبة، لا تليق بعصر يُفترض أنه يشهد "تقدُّمًا حضاريًا وإنسانيًا"، لكنها تعكس مدى انحدار الضمير الدولي أمام وحشية الاحتلال وتواطؤ بعض الأنظمة.
• ما الذي يمكن فعله الآن؟ كيف تُنقذ الطفولة المحاصرة ؟
١. فتح المعابر فورًا دون شروط، وإدخال الغذاء والدواء والمياه والمحاليل الطبية.
٢. تأمين ممرات إنسانية آمنة تحت رقابة دولية لحماية المدنيين ومراكز توزيع المساعدات.
٣. إرسال بعثات مراقبة دولية للإشراف المباشر على إيصال الإمدادات ومنع سرقتها أو قصفها.
٤. تنفيذ عمليات إسقاط جوي أو بحري للمساعدات تحت مظلة الأمم المتحدة، بعيدًا عن تعقيدات الاحتلال.
٥. فرض عقوبات على الجهات التي تمنع الإغاثة أو تبرّر الجوع كسلاح سياسي.
٦. مقاطعة الشركات والحكومات التي تساهم في استمرار الحصار أو تزويد الاحتلال بالسلاح.
٧. تحرك الشارع العربي والدولي والضغط على الحكومات المطبعة لتجميد علاقاتها حتى يتم فك الحصار وإنهاء المجاعة.
طيب هل ستنتصر الإنسانية؟
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الجواب طبعا مرهون بإرادة الشعوب وقوة الحق .
كل يوم يمر دون تدخل حقيقي هو يوم آخر يُزهق فيه أرواح أطفال بريئة لا تعرف معنى الاحتلال ولا التطبيع، لكنها تعرف طعم الجوع، وبرودة الأرض، وصمت العالم.
إن الصمت على جريمة التجويع هو شراكة في الجريمة.
وإذا لم تتحرك الشعوب والحكومات والمؤسسات لوقف هذه المجازر البطيئة، فلن يبقى للإنسانية معنى.
هل هناك من يقف الآن ؟... فربما معا نستطيع إنقاذ من تبقى، وربما نمنع جريمة الغد.
•▪︎•▪︎•▪︎•▪︎•▪︎•▪︎•
المحلة ١٨يوليو ٢٠٢٥
°°°°°°°°°°°°°°°°حمدي حسين
عضو اللجنة المصرية للسلام(القائم على العدل)
المصادر:
بيانات من اليونيسف، الصحة العالمية WHO، أونروا، دفاع عن أطفال فلسطين DCI، الجارديان، نيويوركر، أسوشيتد برس، وتقارير الأمم المتحدة حتى يوليو 2025.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|