![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
شيرين عبدالله
!--a>
2025 / 7 / 19
في خطوة جديدة رجعية ضد نساء العراق جوبهت برفض مجتمعي واسع، قرر مجلس محافظة بغداد يوم الثلاثاء (3 حزيران 2025) اعتماد ما يسمى ب "العباءة الزينبية" لباساً رسمياً في العاصمة العراقية. جاء ذلك في بيان من رئيس لجنة البيئة في مجلس المحافظة عن قوى تحالف الدولة الوطنية (هدى جليل العبودة)، مشيرة الى ان ذلك "يأتي لتعزيز الاحترام والوقار والحشمة، خاصة داخل القاعات الامتحانية، بعد تقديم طلب التصويت على اعتماد العباءة الزينبية كلباس رسمي معتمد"، بزعم من أن بعض المعلمين يمنعون الطالبات من ارتداء العباءة في قاعة الامتحانات تحسباً من حدوث الغش.
تم تداول صور وفيديوهات ونماذج من هذه العباءة التي يزعم بانها استُخدمت قبل 1400 سنة، ومن المفارقات انه لا يتفق المؤرخون السنة والشيعة على تفاصيل كثيرة من ضمنها تواريخ ميلاد او نهاية حياة العديد من شخصيات تلك الحقبة الزمنية أو حتى أماكن دفنهم، فكيف بهم اذن ان تمكنوا من تحديد هذا الباس الخاص بكل هذه التفاصيل؟ مما يثير التساؤل فيما اذا كانت اثارة الموضوع نفسه في هذه المرحلة لها أغراض سياسية تتعلق بيومنا هذا وليس بالتاريخ السابق، لا سيما ان العراق مقبل على الانتخابات!
لم يأتي هذا القرار اعتباطاً، اذ ان سلطة الميليشيات و نظامها الذكوري الإسلامي السياسي الحاكم في العراق منذ اكثر من عقدين تحاول، ومنذ تسلمها السلطة في 2003 ،بشتى الوسائل فرض التخلف والتراجع على المجتمع ومحو كل اثار التمدن، بدءا بمحاولاتهم المتكررة إمرار القانون الجعفري، ومن ثم امرارهم للتعديل السيء الصيت لقانون الأحوال الشخصية 188 لسنة 1959 في 21 كانون الثاني 2025 عبر صفقة ثلاثية مكشوفة بين "المكونات" الثلاث الرئيسية للبرلمان، (السنة والشيعة والكرد)، أو ما يسمى بقانون بتنظيم المحتوى الرقمي في 14 فبراير 2023 لتكميم الافواه وتعزيز الاستبداد وملاحقة أي صوت معارض لنظامهم الفاسد، أو تسارع الخطى لاستكمال مشروع أسلمة القوانين التي تخص المرأة ونقل التجربة الإيرانية في ما يسمى بقانون مدونة الاسرة في العراق.
من اجل التمكن من فرض تغييرات رجعية كهذه، يلجؤون الى تعابير جوفاء لا معنى لها مثل "الاحترام والوقار والحشمة" كمعايير وهمية لضمان هيمنتهم والضبط والسيطرة على تطلعات النساء التحررية واخضاعهم المستمر وبالتالي اخضاع المجتمع واجياله المتتالية، في حين هم يستمرون في الفساد والنهب وقمع وقتل المتظاهرين وسرقة الرواتب وتجويع الجماهير والفتك بالخدمات العامة كالماء والكهرباء والسكن بسياساتهم النيو ليبرالية وتعريض الملايين لقساوة درجات الحرارة فوق ال 50 وبرودة شتاء العراق والامراض والتشرد والهجرة.
يتفوهون بتعابير "الاحترام والوقار والحشمة" وهم ماضون في احياء كل ما هو فيه سلب الاحترام والوقار من المرأة بتشريع تزويجها وهي في التاسعة من عمرها وحرمانها من حقوقها في الميراث وحضانة الأطفال والطلاق بالإضافة الى تبريراتهم لزواج المتعة وابداعات إجرامية عديدة أخرى تصب في قالب الاغتصاب. ثم يطالبونها بـ "الحشمة" كي يضمنوا انصياعها وقبولها لقسوة هيمنتهم الذكورية.
وربما يبدو القرار هذا ساخراً بعض الشيء، فما علاقة قاعة الامتحان بـ "الاحترام والوقار والحشمة"؟.. وموضع السخط في نفس الوقت أذ قد يثني بعض العوائل من ارسال بناتهم للمؤسسات التعليمية الا اذا ارتدين نوع العباءة المقبولة كي لا يتهمن بانعدام "الاحترام والوقار والحشمة". وهذا هو الغرض من هكذا قوانين، ان تضع قيود وعراقيل امام تعليم النساء وتخديش سمعة المؤسسة التعليمية على انه مكان غير آمن للنساء كي يسهل فرض ما هو أسوأ.
11.7.2025
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك