المتعة ومرض الأيدز يجتاحان المدن العراقية !



سهر العامري
2007 / 2 / 5


انتشرت قبل شهور شائعات في مدن جنوب العراق ووسطه عن انتشار مرض الأيدز بين الرجال والنساء على حد سواء ، وذلك بعد أن حلت المفاهيم المتخلفة للجمهورية الإسلامية! في إيران بين الناس في العراق ، خاصة في أوساط الشيعة ، وصار عملاء إيران من المعممين يصرحون علنا بممارسة هذا الزواج ، ومن دون أدنى ضوابط صحية ، فمنذ شهور خلت نقلت أكثر من وسيلة إعلام خبرا قادما من جامعة الكوفة يقول : إن عمار بن عبد العزيز الحكيم " حاضر" بطالبات تلك الجامعة بشرعية هذا " الزواج" ، وحين تصدت له أحدى المعيدات في تلك الجامعة بقولها : سيدنا ! لدي أخ على خلق حميد ، ويحمل مؤهلا جامعيا ، فهل تقبل أنت أن يتمتع هو بواحدة من أخواتك ؟ ويمضي الخبر فيقول : فما كادت تلك الأستاذة الفاضلة ، والشجاعة أن تنهي كلامها حتى تناوشها أفراد حماية السيد ! ضربا وركلا ، وأخذت الى جهة مجهولة ، ولم يعرف مصيرها بعد ذلك .
هذا التخلف الوافد من الجمهورية الإسلامية ! في إيران ، مع وفود الدبابات الأمريكية التي حطمت كيان الدولة العراقية ، هو الذي راكم مصائب كثيرة ، يعيش في خضمها الناس في العراق اليوم ، والعجيب أن بعض من عملاء إيران في العراق صاروا يحثون حتى الأطفال على العمل كمبشرين يدورون في الشوارع المحيطة ببعض الأضرحة من أئمة آل البيت في هذه المدينة أو تلك ، وذلك من أجل أن يعثر هذا الطفل على رجل وامرأة يرغبان بعقد متعة منقطع ، والدافع هو الحصول على مال حرام ، فقد حدثني أحدهم قائلا : صار مألوفا أن تسمع أحد الصبية يصيح برجل وامرأة متوجهين لزيارة ضريح ما : ( تريدون سيدا ! ) ، والسيد هنا هو من يقوم بعقد المتعة التي يقال إنها لا تحتاج حتى الى عقد يقوم به شخص ما ، ولا حتى شهود .
تلك الرواية ذكرتني بشخص روى لي مرة أن أحد رجال الدين ممن يعرفون بآيات الله لديه مجموعة من النساء يستطيع أن يقدم أيا منهن لكل طالب متعة ، لقاء قيامه بعقد يجريه هو ، وبمبلغ لا يتجاوز العشرة دولارات ، وقد كنت ساعتها قد استنكرت على الشخص هذا روايته تلك ، وذلك رغم معرفتي بأن آية الله هذا كان كثير ما يدور على البيوت التي تريد عقد قران زواج بين رجل وامرأة ، وقد شاهدته أنا مرة في بيت أحدهم ، وقد كان صاحب الدار تلك قد عرضه وقتها الى إهانة تلقاها هو برحابة صدر ، ولكنني لم أكن على علم من أنه كان مختصا كذلك بتوفير النساء للتمتع كذلك ، تلك المهنة التي عرضته للطرد من الدولة التي كان يعيش بها ، والى الجمهورية الإسلامي! التي كان قدم منها ، وذلك بعد أن تنامى الى سمع السلطات الأمنية في تلك الدولة تماديه باختصاصه ذاك ، ولكنه ، وبعد أقل من سنتين ظهر بالعراق هذه المرة ، وبعد سقوط النظام مباشرة غب الغزو الأمريكي له ، فقد رأيت صورته معلقة ، كأحد آيات الله ، في موقع من المواقع التي تصدر من مدينة عراقية يقولون عنها إنها مقدسة ، وهم أول من يمارس الموبقات بها قديما وحديثا .
ساعاتها تذكرت العبارة التي ظلت راقدة في ذاكرتي منذ سنوات خلت ، وبعد أن قرأت ملخصا وجيزا عن كتاب : المتعة المؤقتة-حالة إيران 1978-1982 . للسيدة الإيرانية : شهلا الحائري في واحدة من الصحف اللبنانية ، تلك العبارة التي تقول : (عندما كنت أطلب التعرف على رجال مارسوا زواج المتعة ، كان يتم إرشادي إلى رجال دين !! لأن الإعتقاد الشائع حتى في أوساط رجال الدين هو أن العلماء هم أكثر ميلا من غيرهم لممارسة زواج المتعة . )
ولا أريد أن أدخل هنا في نقاش حول شرعية هذا " الزواج " من عدمها ، وذلك لجواز ممارسة الجنس عن طريق هذا " الزواج " لقاء مبلغ من المال عند المشهور من المذاهب الإسلامية ، ولو أن التسمية اختلفت من مذهب الى آخر ، فهو متعة عند الشيعة ، ومسيار ، وعرفي عند السنة هذا من جانب ، ومن جانب آخر إن النقاش هنا قد مرت عليه أزمنة طويلة ، وقد اختلف عليه المسلمون اختلافا بينا ، فمنهم من أباحه ، ومنهم من حرمه ، ويضاف الى ذلك هو أنني رأيت عن أصحاب المذاهب الأخرى ، عدا الشيعة ، ما يحط من كرامة المرأة ، ويسيء الى آدميتها ، وبالقدر نفسه الذي يسيء لها هذا النوع من " الزواج " الذي سمعت عنه صورا مرعبة ، ولكنها محللة شرعا عند من مارسوه ، حتى وصل الأمر بالبعض أن يعقد على المرأة عقد زواج متعة ولممارسة واحدة ، ولقاء مبلغ من المال ، يسمى زورا بالمهر ، وبعد ذلك يأتي رجل آخر ليعقد عليها هو الآخر كذلك ، وهكذا ، ويتم هذا بعلم من أب الفتاة ، فأية فظاعة هذه التي ترتكب بحق نساء اليوم ؟
ذات صباح كنت أسير مع صديق لي ، هو إمام جامع مصري ، وفي سوق من أسواق مدينة عربية ، وصدفة حيانا رجل معتم بعمامة ، فأخذني الفضول بعد أن رددنا السلام عليه ، وسألت صديقي : هل هذا أمام جامع مثلك ؟ ضحك صديقي ، ولم يجب ، ولكنني أضفت : إنني لا أتوسم به شخصية إمام جامع ، قلت ذلك مازحا . رد صديقي ضاحكا بعد تمنع : نعم . هو قد جاء الى هذا البلد لمهمة واحدة ! فأنت تعلم أن القوم هنا على مذهب مالك الذي لا يجيز للزوج الرجوع عن طلاقه لزوجته لفظا ، وعندها تصبح تلك الزوجة طالقا ، ومحرمة عليه شرعا ! وفي حالة ما أراد الرجوع لها بعد ذهاب سورة الغضب عنه عليه أن يبحث عن هذا المعمم الذي لم تتوسم أنت فيه شخصية إمام ، وذلك من أجل أن يتزوجها لليلة واحدة ، ومن ثم يقوم بتطليقها من جديد ، كي يعقد زوجها الأول عليها عقد زواج جديد ، ولا يكتفي هذا المعمم أن ينام مع تلك المرأة ليلة زواجه بها ، بل هو يطلب أجرا على ذلك ، يدفعه زوجها الأول له . ساعتها قلت لصديقي المصري مازحا ، وباللهجة العراقية : هذه خوش شغلة !
واليوم قرأت على أحد المواقع العراقية خبرا مفصلا عن تفشي مرض الأيدز في مدن وسط وجنوب العراق ، وذلك بتفشي " زواج " المتعة فيها ، هذه المدن التي ما كانت تعرف هذا النوع من " الزواج " قبل أن تحل عليها بركات الجمهورية الإسلامية! في إيران ، تلك البركات التي تمثلت بتصدير مرض الأيدز ، وكميات كبيرة من المخدرات بعد أن كان العراق من البلدان الشبه نظيفة من هاتين الآفتين الفتاكتين قبل الغزو الأمريكي له ، ها كم اسمعوا بعضا مما جاء في الخبر المفصل ذاك . يقول : ( يذكر أن النجف سجلت الشهر الماضي رقما قياسيا بلغ أكثر من 80 حالة إيدز ، وأكثر من 4000 مدمن على المخدرات الإيرانية.) وقد رد أحد الأطباء العاملين في مدينة النجف أسباب ذلك الى ( انتشار ظاهرة زواج المتعة غير المبني على أية ضوابط صحية ، خاصة مع كثرة السياح الشيعة القادمين من إيران وباكستان وغيرهما. ) هذا بالإضافة الى ( من أسماهم بالسادة الذين يكتبون عقد نكاح المتعة بين الشباب لأجل قصير جدًا لا يتجاوز الأسبوع أو في بعض الأحيان ليلة واحدة دون أن يتم أخذ أي "مستمسكات" من الشاب أو الفتاة وهي ليلة أو عدة ليال يذهب بعدها الطرفان إلى حال سبيلهما. ) وقد طالب الدكتور حسين عبد الله الجابري ( "الحوزة العلمية"والمرجعيات الدينية بإيقاف زواج المتعة خلال الفترة القادمة حتى يتسنى لدائرة الصحة ترتيب شروط وضوابط الأزمة لمثل هذه الزيجات وخاصة من الإيرانيين القادمين من خارج الحدود الذين يدفعون مبالغ طائلة لذوي الفتيات للتمتع بهن ليلة واحدة أو عدة ليال بعقد النكاح عند السيد دون أن يعرف ما بذلك الشاب من أمراض. )
أرأيتم ما حل بالعراق والعراقيين في هذا الزمن التعيس ؟ أرأيتم كيف أستغل فقراء العراق من قبل تجار الدين ؟ هذه هي المرأة العراقية التي باتت سلعة تباع وتشترى في أسواق النخاسة والمال ، وبطريقة مذلة ، ومن دون أن تملك من أمرها شيئا ، فكل شيء في العراق صار مرهونا باسم السيد .
لقد استنكر إعرابي على عبدة أصنام مكة ، التي اتخذوا منها أربابا ، وبعد أن رأى أفعى ذكرا يبول على أحدها ، فقال:
وربٍ يبولُ الثعلبانُ برأسه ....... ألا ذل ّمن بالتْ عليه الثعالبُ .