![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
ايناس الوندي
!--a>
2025 / 8 / 9
في كل يوم يمر على شوارع العراق، تُكتب قصة مأساوية جديدة لامرأة فقدت حياتها، ضحية عنف يُخفيه المجتمع خلف ستار الصمت، والقانون الذي لا ينفذ. ليست مجرد أرقام تُحصى، بل وجوه وأسماء تنطفئ في ظل غياب الحماية، وضعف الردع، وسط مجتمع لا يزال يُرزح تحت هيمنة عقلية ذكورية متصلبة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على جريمة مقتل الطبيبة النفسية بان زياد، التي صدمت الشارع العراقي قبل أيام، وكيف أن قصتها ليست إلا نقطة في بحر مأساوي من الجرائم التي تُغلق ملفاتها سريعًا، وسط روايات مبهمة تلتصق بها كلمة “انتحار” أو “ضد مجهول”
بان زياد: صوت مُخنوق خلف أبواب الغموض
قُتلت بان زياد، الطبيبة النفسية التي تحمل آمالًا وطموحات، في ظروف غامضة لا تزال تتقاذفها الشكوك والاتهامات. أسرها تقول “انتحرت”، لكن الشارع يرفض تلك الرواية، يعرف أن مثل هذه الحوادث تعكس أزمة أعمق من مجرد حادثة فردية.
ولم تمضِ ساعات حتى عُثر على جثة امرأة أخرى ملقاة في شارع عام بمنطقة الدورة، لتتأكد مأساة النساء في العراق أن الألم لا يعرف حدودًا ولا وقتًا.
أرقام لا تروي الحقيقة كاملة
الإحصائيات الرسمية تصدم بقسوتها: أكثر من 13,000 حالة عنف منزلي ضد النساء في نصف عام واحد فقط، حسب وزارة الداخلية العراقية. لكن تلك الأرقام ليست سوى قمة جبل الجليد، فالكثير من الحالات لا تُبلَّغ خوفًا من العشيرة، أو وصمة العار التي تُحاصر الضحايا وتُرهبهن.
في المحافظات الجنوبية والمناطق العشائرية، تستمر العقلية الذكورية في استعباد النساء، والقوانين العراقية تظل حبرًا على ورق، بلا تطبيق أو محاسبة، وسط غياب شبه كامل لأي رادع.
بيانات تملأ الصفحات… وواقع يتجاهلها
منظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية الدولية تصدر بيانات التنديد والاستنكار، لكن على الأرض لا يتغير شيء. تتحول الجرائم إلى أرقام عابرة، والنساء إلى قصص لا تُروى، والمجتمع يواصل تجاهل حجم المأساة، فيما القتلة يطولهم الغياب القانوني.
الوقت للوقوف متحدات
الحل اليوم لا يكمن في البيانات المتفرقة أو الشعارات الموسمية، بل في حركة نسائية عراقية موحدة، تُعيد للمرأة حقها، وتُطالب بتفعيل القوانين، ومحاسبة القتلة، وكسر شوكة العادات والتقاليد القمعية.
هذه الحركة يجب أن تكون مدعومة بتحريك المجتمع الدولي، لكنها تبدأ من الداخل، من توحيد جهود الناشطات والنسويات والمنظمات الحقوقية، لتحويل صوت المطالبة إلى فعل ملموس.
إلى متى…؟
إلى متى تبقى نساء العراق يُقتلن بدم بارد؟
إلى متى تظل القوانين عاجزة عن حمايتهن؟
وإلى متى سيظل المجتمع يتعامل مع جرائم القتل وكأنها أخبار طقس عابرة؟
إنها مأساة تستوجب رد فعل فاعل… قبل فوات الأوان.
الى متى يظل المجتمع يتعايش مع الجرائم وكأنها أخبار طقس؟
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|