بصدد تصريحات بزشكيان حول حجاب المرأة في إيران



نساء الانتفاضة
2025 / 8 / 11

"أنا متأكد بأنه من المستحيل إجبار النسوة على ارتداء الحجاب. كما كان من المستحيل نزع الحجاب بالقوة عن رؤوسهن".

هذا هو كلام الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول حجاب المرأة في إيران، وتعد هذه التصريحات الأكثر جدية في قضية الحجاب، كونها خرجت من رئيس البلاد، وتكمن أهميتها أيضا في السياسة التي يبدو ان النظام الإسلامي في إيران يريد ان ينتهجها، سياسة قائمة على الانفتاح وابدأ المرونة في قضايا عديدة، ولا نبالغ إذا قلنا ان المرأة وحقوقها تأتي في الدرجة الأولى.

إيران بلد مدني الى حد كبير، تقاليد العلمانية راسخة داخل المجتمع بقوة، رغم تسلم الإسلاميين للسلطة فيه عام 1979 الا ان ذلك لم يثن المجتمع على الرضوخ لتقاليدهم وقوانينهم، بل في كل عام يزداد التحدي لهذه القوانين الظلامية، فدائما ما نرى المظاهرات والاحتجاجات تجوب شوارع طهران والمدن الأخرى، رغم القمع الشديد والاعدامات والاعتقالات.

النظام الإسلامي في إيران يدرك جيدا ما حصل من مظاهرات عارمة اجتاحت اغلب المدن بعد مقتل الشابة مهسا اميني بسبب الحجاب، تلك المظاهرات التي هزت أو خلخلت الى حد ما النظام في ذلك الوقت، أدرك ان الوقت حان لإجراء بعض التغيرات في شكل القوانين والتحريمات، فهو واقع تحت ضغط دولي شديد بسبب الملف النووي، ولا يريد ان يزيد من خسارة جماهيره، لهذا فأن الرئيس بزشكيان كان واضحا بدعوته إلى حل قضية الحجاب الإلزامي في البلاد بالحوار لا بالقوة والمشاحنات.

الرئيس أيضا ضرب مثلا في ابنته قائلا "إنه لا يستطيع أن يُملي عليها ما ترتديه"، وهذا تطور لافت يخرج من اعلى هرم السلطة، إدراك خطورة وضع الحريات الشخصية، وخصوصا القضايا المتعلقة بالمرأة، هذا الادراك يعني ان هناك رسم جديد للحياة في إيران.

الإسلاميون في إيران يسيرون باتجاه المصالحة مع المجتمع، ولا نعرف هل فاتهم القطار، اما اسلاميي السلطة في العراق فيتجهون لمزيد من الخراب، وقطع تام للعلاقة مع الناس، تشريعات متخلفة ورجعية وبائسة تعود بالمجتمع الى الوراء، الى فرض المزيد من الاسلمة على المجتمع بقوة الفتاوى والطقوس والميليشيات.

لقد فرضت المرأة في إيران كلمتها، وجاءت ضغوطها بنتائج مفرحة للمجتمع المدني الإيراني، فهل نفرض يوما ما تراجعا على سلطة النهب والخراب؟

طارق فتحي