![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
للاإيمان الشباني
!--a>
2025 / 8 / 12
الأم في الإسلام تحتل مكانة عظيمة ومتميزة، حيث جعل الله بر الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، وخص الأم بمزيد من العناية والاحترام لما تبذله من جهد وتضحيات في سبيل تربية الأبناء. الإسلام دين الرحمة والعدل، ومن عدله ورحمته أنه أوصى بالأم وحث على الإحسان إليها، وجعل برها وطاعتها من أعظم القربات إلى الله.
لقد جاء القرآن الكريم حافلاً بالآيات التي تكرم الأم وتحث على برها والإحسان إليها، فقد قال الله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" (لقمان: 14). في هذه الآية بيان لمكانة الأم وجهودها المضاعفة في الحمل والرضاعة، حيث تحمل الأم مشقة الحمل وتسهر على راحة وليدها في مراحل حياته الأولى، مما يستوجب الشكر لله أولاً ثم لها على عطائها اللامحدود.
كما قال تعالى في موضع آخر: "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" (الأحقاف: 15). هذه الآية الكريمة تؤكد مرة أخرى على ما تعانيه الأم من آلام الحمل ومشاق الولادة والرضاعة، مما يجعلها تستحق كل تقدير وعرفان.
وفي موضع آخر من القرآن يقول الله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" (الإسراء: 23). هذه الآية العظيمة تضع الأساس لعلاقة الأبناء مع الوالدين، خاصة الأم التي تبلغ مرحلة الضعف في الكبر، فالإسلام ينهى عن مجرد قول "أف" تعبيراً عن التضجر، ويأمر بالكلام اللين والمهذب.
الأم هي المدرسة الأولى في حياة الإنسان، فهي التي تغرس القيم والمبادئ منذ الصغر، وتؤثر في تكوين الشخصية وتربية الأبناء على حب الخير والفضيلة. لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد في حديثه الشريف على فضل الأم حين سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" ثلاث مرات، ثم قال: "أبوك". هذا التفضيل يعكس مدى تقدير الإسلام لتضحيات الأم وجهودها في الرعاية والتربية.
من هنا يتضح أن الإسلام قد أعطى الأم مكانة سامية وجعل برها من أعظم الواجبات. هذه المكانة لا تتوقف عند حدود النصوص الدينية فحسب، بل تتجسد في المعاملة اليومية من خلال الإحسان إليها، توقيرها، خدمتها، والدعاء لها. الأم هي ينبوع الحب والحنان، وهي التي لا تنتظر المقابل رغم عطائها الذي لا ينضب. لذلك فإن رد الجميل إليها يكون بالمعاملة الحسنة، والكلمة الطيبة، والدعاء الصادق بأن يجزيها الله خير الجزاء.
إن تكريم الأم في الإسلام ليس مجرد واجب ديني، بل هو اعتراف بحقها في الحياة ومكانتها في المجتمع. فقد جعل الإسلام الجنة تحت أقدام الأمهات، دلالة على عظم مكانتها ومنزلتها عند الله. وإن كان بر الوالدين فريضة، فإن بر الأم يتضاعف، لأنها رمز العطاء والحب غير المشروط. الإسلام يعلمنا أن نرد الجميل ونحسن المعاملة، وخاصة لمن كانت سبباً في وجودنا وبذلت حياتها في سبيل تربيتنا ورعايتنا.
وهكذا يتجلى في الإسلام المعنى السامي للأمومة، حيث تُرفع مكانتها إلى أعلى الدرجات، وتصبح رمزاً للرحمة والحنان. الإسلام لا يكتفي بتقديرها على مستوى الفرد فحسب، بل يعزز مكانتها في المجتمع ككل، داعياً إلى معاملتها بكل احترام وتقدير طوال حياتها.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|