![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
هدى زوين
!--a>
2025 / 8 / 21
في ظل التغيّرات الاجتماعية والثقافية المتسارعة التي يشهدها العالم العربي، تبرز الفتاة العربية اليوم في مشهد جديد، مختلف عمّا عرفته الأجيال السابقة. إنها تعيش بين مطرقة التحرر وسندان المسؤولية، بين حلمٍ بالتمكين الكامل، وواقعٍ لا يزال يشكّك أحيانًا في قدراتها وحدود دورها.
لقد تغيّر الكثير. لم تعد الفتاة العربية كما كانت، حبيسة الجدران أو ضحية التقاليد الصارمة وحدها. أصبحت اليوم طبيبة، مهندسة، إعلامية، رائدة أعمال، ونائبة في البرلمان. صارت ترفع صوتها، وتطالب بحقوقها، وتشقّ طريقها بثقة. لكن هل نالت حريتها فعلًا؟ وهل أحسنت استخدامها؟ وهل وازنت بين حريتها ومسؤوليتها تجاه نفسها، ومجتمعها، وهويتها؟
الحرية ليست تمردًا، ولا خروجًا عن الأخلاق، كما المسؤولية ليست قيدًا أو حكمًا مسبقًا على أدوارها. الفتاة العربية اليوم بحاجة إلى تربية متزنة، تزرع في داخلها أن حريتها تبدأ من احترامها لذاتها، وأن المسؤولية لا تعني الخضوع بل النضج.
من الخطأ أن تُوضع الفتاة في خانتين متناقضتين: إمّا حرّة بلا ضوابط، أو مسؤولة ومكبّلة. المعادلة الأصح أن تكون حريتها نابعة من وعيها، وأن تكون مسؤوليتها خيارًا نابعًا من قناعتها. فالفكر الحر لا يعارض الانضباط، بل يكمّله. والفتاة التي تدرك ذلك، هي من تبني وطنًا لا يُقسّم المرأة إلى ضحية أو متمرّدة.
علينا كمجتمع، أن نكفّ عن محاصرتها بالأحكام المسبقة. وأن نتوقّف عن ربط نجاحها بمعايير شكلية أو صوتية. فللحرية وجه آخر، لا يُقاس بمدى ارتفاع الصوت، بل بعمق التأثير.
نريد فتاةً عربية تتعلّم كيف تختار، وتعرف كيف تقف بثبات في عالمٍ كثير الضجيج. فتاةً تعرف أنها ليست نسخة من الغرب، ولا أسيرة للماضي. فتاةً تحمل نور الثقافة، وسلاح الوعي، وجمال الأخلاق.
في النهاية، لا مستقبل لمجتمع لا يُنصت لفتاته، ولا تقدّم لأمة لا توازن بين الحرية والمسؤولية في تربية نسائها.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|