![]() |
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
![]() |
خيارات وادوات |
هيثم ضمره
!--a>
2025 / 8 / 24
لطالما اعتقدنا أن الحرية حق أصيل، وأن التمرد والتفكير المستقل من سمات الشخصية الإنسانية. في العمل والمجتمع، نتعلم كيف نناور ونواجه الضغوط بأساليب متنوعة. لكن حين ندخل الحياة الزوجية، يبدو أن القواعد تتغير: الحرية تضيق، الحقوق تصبح غامضة، وما تعودنا عليه من أدوات في مواجهة المؤسسات لا ينفع مع تفاصيل العلاقة الأسرية.
رجل يمشي ليهرب من بيته
قبل أيام تناقلت الصحافة قصة رجل إيطالي في الثامنة والأربعين، قرر بعد شجار مع زوجته أن يفرّغ غضبه بطريقة استثنائية: سار على قدميه لمسافة 450 كيلومترًا، من كومو شمال إيطاليا إلى فانو على الساحل الأدرياتيكي. أسبوع كامل، بمعدل 60 كيلومترًا يوميًا، يتلقى الطعام والشراب من الغرباء، قبل أن تعثر عليه الشرطة وتتصل بزوجته لإعادته إلى المنزل.
قد تبدو الحادثة غريبة، لكنها في جوهرها مرآة لما يشعر به كثير من الرجال بعد الزواج: ضغط نفسي، شعور بالعزلة، ورغبة جامحة في استعادة شيء من الحرية المفقودة.
لماذا يختفي الرجال بعد الزواج؟
ليس اختفاء الرجال دائمًا جسديًا، لكنه في أحيان كثيرة اختفاء رمزي أو عاطفي. بعضهم يبتلع صمته، وبعضهم ينغمس في العمل أو العزلة. الأسباب متعددة:
• ضغط المسؤوليات: الانتقال من حياة فردية إلى حياة مثقلة بالالتزامات اليومية.
• غياب المساحة الشخصية: صعوبة الحصول على وقت أو مساحة للذات دون لوم أو سوء فهم.
• العنف النفسي والعاطفي: كلمات جارحة، تحقير، أو مقارنة مستمرة.
• الوصمة الاجتماعية: المجتمع لا يرحم الرجل الذي يعترف بتعبه أو انكساره.
• العزلة الاجتماعية: انقطاع الصلات بالأصدقاء والهوايات القديمة.
الوجه الآخر للمعاناة
حين نتحدث عن الضغوط الزوجية، غالبًا ما تُروى من منظور المرأة. مع ذلك، يعاني الرجال أيضًا من صور غير مرئية من القيد أو الألم. البعض يختفي خلف مكاتب العمل، آخرون في صمت البيت، وبعضهم ينتهي في صدامات قانونية بسبب قضايا نفقة أو خلافات عائلية.
الحاجة إلى إعادة تعريف العلاقة
القضية ليست في اتهام طرف أو تبرئة آخر، بل في الاعتراف بأن الزواج يحتاج إلى توازن نفسي وعاطفي لكلا الشريكين. كما نطالب بحق المرأة في الاحترام والإنصات، لا بد أن نطالب بحق الرجل في التعبير والراحة والاعتراف بإنسانيته.
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك
نظام تعليقات الموقع متوقف حاليا لاسباب تقنية نرجو استخدام تعليقات
الفيسبوك
|